ياهْل بَلَدْنا ولَدْنا "فـَصْ مَلْحْ و دَابْ"
وَاخِد فى "وِشـُّهْ" و "زَرْجـِنْ"، سَابْنا و "رَزَعْ" الباب
ناسِى سِنِين الرِّضَاعَة والعِيشَة واللَّمه
وعَطْف أُمُهْ عَلِيه، وشَعْرِهَا اللِّى شَاب
*****
الأُم "ِمتْرَمِّلِه" بَدَلْ السَّنَة تِسْعَة
وعشان تِكَفـِّى المَعَايْشْ، طُولْ النًهَارْ تِسْعَى
مِنْ كُتْر هَمْ السـِّنين "مِجَّرْبـِدَه" دَايْمًا
عَشَانْ تِرَبـِّى العِيَالْ، ولا يقـُولُوشْ "خِسْعَة"
*****
السِّتْ شِقـْيِـِتْ و"حِفـْيِـِتْ"، عَشَانْ يِكَمِّلْ عَلاَمُه
كَانْ حِلْم ابُوه لمَّا مَات، لازم نِحَقـّقْ كَلامُه
"حِسين ينُولْ الشِّهَادة و يـِبْقى زِينْة الشَّبَابْ"
رَاحْ يِحْضُنْ ابنُه و يفـْرَحْ، لمَّا يشُوفـُه فى مَنَامُه
****
دا الوَادَه زَاكِرْ وعَافِر، فُوقْ العَشَر سَنَوَات
ماشَا الله دَايْمًا بِرِيمُه، دَايْمًا مَالُوشْ هَفـَوَات
يِحْلَمْ بإنـُّه "زِويل" وهَيعْدِلْ المَايلْ
وِيسَتِّتْ امُّه ويفـْرَحْ، و يعَوَّضْ اللِّى فـَات
*****
آدِى اللِّى أخـَدْ الشِّهَادِه، عِيشْتُه بَقـَتْ بَهْدَلِه
لا حَتّى مَشْغـُول بشُغـْلِة، ولا حَتّى لُه مَشْغَـَلِه
قَهْوة و طَاولَه يُومَاتى لمَّا الدِّمَاغ "صَدَّه"
وِجيبُه فَاضِى مِفـَلـِّسْ، و لا حَتّى فِيه خَرْدَلِه
*****
قَالُولْنَا و احنا عِيَالْ إن البَطَالَة نَجَسْ
والشُّغـْل يِجْعَلْ إيديكْ دَايْمًا ما فِيها دَنَسْ
يا ناس شُوفولْنَا و ظَايفْ نَاكُلْ و نِسْتَرْزَقْ
دا "اللَّطْعَة" فى القَهْوَة "تِنْقِطْ" من كُتْر ذُل "الفـَلَس"
*****
إبْنِى طِلِعْ م "البُرُلـُّس"، يـِظْهَرْ فى نُص اللَّيل
مَعَ "صُحْبِه" "قِرْفِتْ" و عاشِت، دايمًا فى آخر "الدّيل"
أيّامْها سُودِة, و لا تِقـْدَرْ تِقـُول حَقـِّى
شَايلين جـِبَالْ م الهموم "تِقـِهـِرْ تِهـِدْ الحيل"
*****
الكُلْ هَجّ وطـَفـَشْ مِنْ قِلـِّة المَوْجُود
واضطر يِرْكَبْ مَرَاكِبْ، ويادوبْ فى إيدُه وُعُودْ
معقول كِدَه "نَأبـِنَا" يـِطْلَعْ عَلَى "شُونِهْ"
وعَشان أعِيشْ فى الوَطَن لازم أكون مَسْنـُود؟
*****
فَقِيرْ مِشَعبَط فى قارِب، خَايِفْ يِغـُوصْ و يمُوت
والشِّلة قاعدَه فى "مَارينا"، عاملة سِبَاقْ اليخوت
والبَحْر عَمَّال بيغلى من ظُلْمِنا للنَّاس
ورِزقهُم اللّى رَايحْ، كُلـُّه فى إيد كَام حُوت
*****
اللّى يقـُول دا طـَمَعْ و اللّى يقـُول دا انفِلات
و يقول دا لازم نِحاكمُه، حتّى لو كان مَات
أنا إبنى مَيـِّتْ بحَسْرِه مِنْ عَمَايلكُم
غَرقان ودَمُّه فى رِقَابـِةْ، اللّى نهبْ سَنوَات
*****
أنا ابنى فاكر إن جدو مينا
أنا ابنى ضحى يوم محرر سينا
بس الديابه نهبوا خيرها وهوه
عمال بيهرب بين سفينة و مينه
*****
لو كُتْ إبن الكُبَارْ، لازم "أتَبِّتْ" فى مَصْر
ولا عُمْرى أخاف م البوليس، واسكن فى أحْسَنْ قَصْر
طَبْ لِيه أسِيبِك يا بَلَدِى واركَب المَجْهُول
إذا كُتْ رَاكِب "شِرُوكى"، وعندى مال بلا حَصْر؟
*****
عل ذلك يفسر محاولة هؤلاء المساكين فى الخروج فى عرض البحر (فى اكتوبر 2007 ) للبحث عن حياة أفضل. أرجوكم لا تكونوا بهذه القسوة فى الحكم عليهم.
* أستاذ إدارة الأعمال بجامعة الإسكندرية "سابقا"
وبجامعة الكويت"حاليا"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة