الحائز على نوبل للسلام 2008 وأقوى المرشحين لرئاسة الاتحاد الأوروبى مارتى أهتيسارى لليوم السابع:

إسرائيل مهددة بهولوكست جديد فى حالة عدم الوصول لتسوية

الخميس، 22 أكتوبر 2009 09:15 م
إسرائيل مهددة بهولوكست جديد فى حالة عدم الوصول لتسوية الزميل أحمد أبو غزالة مع مارتى أهتيسارى
حاوره: أحمد أبو غزالة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى زاد فيه الجدل حول أحقية أوباما بفوز جائزة نوبل للسلام، وعدم تقديمه شيئا سوى الوعود التى لم يتحقق منها شىء على أرض الواقع حتى وقتنا الحالى، كان ضروريا محاورة مارتى أهتيسارى الحائز على جائزة نوبل للسلام 2008، ورئيس فنلندا السابق، وأحد أقوى المرشحين ليكون أول رئيس للاتحاد الأوروبى القادم، كما ذكرت صحيفتى نيويورك تايمز والإيكونوميست، الذى كان له دور رئيسى فى استقلال ناميبيا، وحل مشكلة إقليم آتشيه بإندونيسيا، وتسوية نزاع كوسوفو.

أهتيسارى أكد أن حل الصراع العربى الإسرائيلى سيجعل الدول العربية أكثر ديمقراطية، وكان قلقاً من أن عدم حلها سلمياً سيشكل خطراً كبيراً على أمن إسرائيل، قد يصل إلى هولوكوست جديد لليهود، وشدد على أهمية ضم حماس لعملية السلام، حيث أكد أن كل إنجازات السلام التى حققها جاءت بعد تواصله مع من وصفهم المجتمع الدولى بالإرهابيين، مما مكنه من الوصول إلى تسوية الصراعات، وأشار إلى أن دور مصر مهم فى القضية الفلسطينية، ولكنه أكد أن الدور الأمريكى أهم بكثير، وطرح فكرة جديدة وهى إرسال قوات دولية إلى فلسطين لتهدئة الأوضاع المتوترة حالياً، وسيثبت جدية المجتمع الدولى تجاه الصراع.

ما السبب فى عدم حل الصراع العربى الإسرائيلى طوال تلك المدة؟
لا توجد رغبة سياسية لحل المشكلة، وأعتقد أن الوقت قد حان لحلها لأنى أشعر بقوة أن أهم مشكلة فى العالم يجب حلها هى الشرق الأوسط، وهو ما يعنى أن عليك التعامل مع قضايا إسرائيل- لبنان وإسرائيل- سوريا وباكستان وأفغانستان والعراق وإيران، فتحاول حل كل مشكلات المنطقة معاً، وأعتقد أنه منذ العام الماضى بدأ الاهتمام بأنه يجب النظر إلى الشرق الأوسط بأكمله، لأن كل مشكلات تلك المنطقة مرتبطة ببعضها، ويجب القول إنه شىء جيد وجود أكثر من مبعوث خاص للسلام بالمنطقة، لأنها تعنى أن كل تلك المنظمات سواء أكانت الاتحاد الأوروبى أو الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة أو الرباعية الدولية تتابع القضية باهتمام. وأنا أرحب بالطبع بدور مصر فى المنطقة، ولكن قطعاً دور الولايات المتحدة هو الأكبر فى تلك القضية، وعليها أن تؤدى واجبها.

ما أخطار عدم تسوية ذلك الصراع؟
الناس تأقلموا على الوضع فى إسرائيل وفلسطين، لكن المشكلة أن الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى يمكن أن يخرج عن سيطرتنا، وعندما نعلم أنه توجد بعض الدول التى يمكنها استخدام أسلحة نووية فى المنطقة، وأنا هنا لا أتكلم عن فلسطين وإسرائيل، وأنا قلق جداً فى حال عدم تمكننا من حل القضية الفلسطينية سلميا، وبسبب حوادث مختلفة سيكون الأمر مقلق بشأن أمن إسرائيل، وتلك الأشياء يمكن أن تتحول تماماً بحيث يكون لدينا هولوكوست آخر.

وعلينا أن يكون لدينا الشجاعة الكافية، وأنا أعرف أن أغلبية الفلسطينيين والإسرائيليين يريدون السلام فأنا زرت المكانين ولا يساورنى الشك بخصوص ذلك، وبشكل ما يجب على القادة السياسيين وأصحاب الأدوار الكبيرة فى تلك الدول أن يتحلوا بالشجاعة اللازمة وذلك لحماية المستقبل، ولأننا إذا لم يمكننا حل تلك المشكلة فلن يمكن توقع شكل العلاقة بين الغرب والعالم الإسلامى أبداً، وأن حل تلك القضية يسهم فى تغيير المجتمعات العربية ويجعلها دولاً أكثر ديمقراطية، ومن هنا علينا التفكير، وأعتقد أن على الدول الكبرى إرسال قواتها لضمان عدم حدوث شىء هناك، فوجودهم سيهدئ من الوضع. لا أقول أن الحل سهل، ولكن يمكن حدوثه، فأنا قلت فى خطابى أثناء حصولى على جائزة نوبل أن كل الصراعات فى العالم يمكن حلها.

*من خبرتك السابقة.. كيف يعمل وسطاء السلام بشكل عام؟
**من المفيد أن أتكلم عن عمل وسطاء السلام، فمعظم الناس يظنون أنه حتى تبدأ العمل فى المفاوضات فعليك أن تأتى بأطراف الصراع معاً، ثم تبحث عن منطقة وسطية فى مواقفهم من الصراع ومن هنا يأتى السلام. ولكن نادراً ما يحدث هذا، فمعظم الصراعات التى شاركت فى إدارتها تكون المواقف والأطراف المختلفة وكيفية تنفيذ عملية السلام التى ستحدث معروفة مسبقاً، لأن الصراعات لا توجد بدون تاريخ طويل فى خلفيتها، وذلك كان واضحاً فى الصراعات التى شاركت فى إدارتها، حيث تتدخل أمور خارجية كثيرة فى الصراع لا يكون لوسطاء السلام دور فيها ويكون لتلك الأمور عامل أساسى فى حسم الصراع.
*هل يوجد أمثلة على ذلك؟
من واقع تجربتى فى ناميبيا التى كانت تعانى من الاحتلال، وكان واضحاً أنها فى الطريق لإعلان استقلالها، وفى عام 1978 وافق مجلس الأمن على الخطة وكانت مهمتى أنا وزملائى من الأمم المتحدة تنفيذ ذلك القرار، ولكنها أخذت من عام 1978 إلى 1989 لتطبيق الحل السياسى وتنفيذ عملية السلام. لأن الأمر يتطلب حل العديد من الأمور التى لا يكون لنا دخل بها، حيث تطلب الأمر رحيل القوات الكوبية من أنجولا لتعود إلى بلدها، وكان التعاون الكوبى وتدعيم الاتحاد السوفيتى أمراً أساسياً، ولذا دون ذلك لم نكن لننجح فى تنفيذ خطتنا ولم تكن ناميبيا نالت استقلالها عام 1990.

*هل هناك أمثلة أخرى؟
وفى قضية إقليم أتشيه بإندونيسيا، كان معروفاً من البداية أسباب الصراع، وقبل يومين من الكريسماس عام 2004، جاء رجل أعمال فنلندى يعمل فى إندونيسيا وأخبرنى أن الحكومة الإندونيسية وثلاث حركات انفصالية من أتشيه يريدون التحدث لبحث حل للمشكلة التى ليس لها حل منذ 30 عاماً إذا أفسحت وقتاً وحاولت التوسط بينهم. الموقف كان واضحاً أن الحركات الثلاث أرادت استقلالاً تاماً لمنطقة أتشيه، بينما أرادت الحكومة إعطائهم حكما ذاتيا فقط لهم، الفكرة أنى قابلت وكان قادة الحركات الثلاث فى هلسنكى فى يناير بعد انتهاء أعياد الكريسماس، وأخبرتهم لو أنا فى مكانكم سأذهب إلى حكومة إندونيسيا، وأستمع ما الذى يريدون عرضه عليكم، ولن تخسروا شيئاً فإذا لم توافقوا ستكملون حربكم وستموتون بالسويد، أما إذا أردتم الحياة فى أتشيه كجزء من إندونيسيا، فهذا أمر يخصكم، فأنا فقط أستطيع مساعدتكم فى معرفة ماذا يتطلب ذلك العرض. فقالوا إنهم سيأتون، وأتممنا السلام فى أقل من نصف عام، وأنا دائماً أعطى الحق لحكومة إندونيسيا، بأنه لو لم تتول تلك الحكومة السلطة عام 2004 لما تم عملية السلام، وحركات أتشيه أيضاً التى أرادت السلام. وكانت ضربات تسونامى لها دور أيضاً حيث مات ما يقارب من 170 ألفاً من منطقة أتشيه والكل أدرك أن المساعدات الدولية القادمة لن يمكن استخدامها بشكل صحيح فى إعادة بناء المنطقة والمجتمع هناك بدون سلام فى أتشيه، هذا ساعد ولكنها ليست العامل الأساسى، وإلا فلماذا لم يؤد تسونامى إلى نتائج فى سريلانكا، كان لديهم تسونامى أيضاً ولا يوجد سلام هناك واستمروا فى قتل بعضهم إلى الآن.

*كانت أشهر إنجازاتك فى كوسوفو، هل نفس الأمر طبق هناك؟
وفى حالة كوسوفو، فالتاريخ أيضاً هناك، فأنا ذهبت عام 1999، وبعد وقف الحرب الدائرة هناك، وجعلوا تدخلنا يبدأ وقوات الأمم المتحدة بدأت فى العمل خريف 1999 وهم لا يزالوا هناك فى كوسوفو حتى الآن، ما كان ينبغى على مجلس الأمن فعله فى 1999 هو أنه كان عليه أن يقول لمدير عام الأمم المتحدة "لو سمحت افعل ما فى وسعك للوصول إلى استقلال كوسوفو خلال 5 سنوات"، كان يجب حدوث ذلك، لكن مجلس الأمن ذاك لم يكن قادراً على اتخاذ مثل ذلك القرار، ولو فعل ذلك، لكان عملنا أصبح أسهل بكثير فى كوسوفو الذى استمر من 1999 حتى 2005، ولا أريد الخوض فى تفاصيل ما حدث، ولكنى كنت مقتنع بشدة من البداية أن استقلال كوسوفو هو الحل المنطقى الوحيد بعدما حدث فى العلاقات بين صربيا وكوسوفو، وكيف أن 90% من أهل كوسوفو وهم ألبان تم معاملتهم خلال سنوات الحرب. ولهذا يبدو واضحاً أهمية أن ينظر وسيط السلام إلى التاريخ الموجود خلف تلك الصراعات، فهو ليس البحث عن الحلول الوسط، بل فى الكثير من الأحيان يكون الحل الوسط ليس الحل الأمثل للوضع الموجود.


وعلينا أن يكون لدينا الشجاعة الكافية، وأنا أعرف أن أغلبية الفلسطينيين والإسرائيليين يريدون السلام فأنا زرت المكانين ولا يساورنى الشك بخصوص ذلك، وبشكل ما يجب على القادة السياسيين وأصحاب الأدوار الكبيرة فى تلك الدول أن يتحلوا بالشجاعة اللازمة وذلك لحماية المستقبل، ولأننا إذا لم يمكننا حل تلك المشكلة فلن يمكن توقع شكل العلاقة بين الغرب والعالم الإسلامى أبداً، وأن حل تلك القضية يسهم فى تغيير المجتمعات العربية ويجعلها دولاً أكثر ديمقراطية، ومن هنا علينا التفكير، وأعتقد أن على الدول الكبرى إرسال قواتها لضمان عدم حدوث شىء هناك، فوجودهم سيهدئ من الوضع. لا أقول أن الحل سهل، ولكن يمكن حدوثه، فأنا قلت فى خطابى أثناء حصولى على جائزة نوبل أن كل الصراعات فى العالم يمكن حلها.

هل يؤدى تعدد وسطاء السلام فى قضية الصراع العربى الإسرائيلى إلى تعطل عملية السلام؟
عدد الوسطاء فى الشرق الأوسط ليس بهذا السوء، فمن بضع سنوات أخبرنى وزير خارجية سريلانكا أنه يوجد 100 شخص يريدون ممارسة دور الوسيط هناك. وهذا عدد كبير جداً.
كيف يتم حل ذلك الصراع؟
لا أعتقد أن على الدخول فى تفاصيل الحل المفترض للشرق الأوسط، لأنى أعتقد أن الكل يعلم الخطط المقترحة، ولو اقترحت على عدد كبير من الناس أن يكتبوا تصورهم لحل الصراع فى الشرق الأوسط، فمعظمهم سيكتب العناصر نفسها، ونحن نرى ذلك عندما يتم ذكر سبل الحل فى كل مرة.

وما تعلمته فى حياتى أنه لا يمكنك إخراج بعض أطراف المشكلة لأنك لا تحبهم أو لا تحب سياساتهم، وهذا يعنى أن عليك بطريقة ما إدخال حماس فى الحوار والعملية السلمية، وفى بعض الأحيان أقول أنى صنعت إنجازاتى المهنية من خلال حوارى مع أشخاص أو منظمات اعتبرهم آخرون إرهابيون.

ما رأيك فى قضية الملف النووى الإيرانى؟
رأينا فى الانتخابات الإيرانية أنه يوجد العديد ممن ليسوا راضين عن السياسات هناك، وأنا آمل أن ذلك سيؤدى إلى حوار وأنا أجده من الصعب الجدال حول أن الإيرانيين يمكنهم الحصول على طاقة ذرية للاستعمال السلمى، فبلدى تستخدم تلك الطاقة أيضاً، ولكن كيف تمنعهم من تحويل ذلك الاستخدام إلى استخدام عسكرى للطاقة النووية، أعتقد أن علينا التحلى بالصبر الكافى ومحاولة رؤية ما سيحدث ولو نظرنا بشكل عام للمنطقة بأكملها هناك، يمكننا إيجاد حلول لكل تلك المشكلات معاً دون تعجل، حيث إنه بطريقة ما تعتمد تلك المشكلات على بعضها، وهناك الكثير من العمل المطلوب لذلك، ولكن على القول إنى استقبلت خبر تولى جورج ميتشل كمبعوث أوباما لتلك المنطقة بسعادة كبيرة، فهو رجل محترم ولا أعتقد أنه سيقبل بمهمة دون أن يكون عارف جيداً أن الرئيس (أوباما) جاد بشأنها، وأنا قابلته فى سيمنار بسفارتنا بواشنطن وأنا أعرفه منذ عمله فى أيرلندا الشمالية، وأعتقد أنه ممتاز فى عمله، وأنا أنام ليلاً متفائلا بالحل طالما هو مسئول عن ذلك الشأن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة