أكدت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أن رفض المسئولين الإيرانيين مشاركة فرنسا فى مفاوضات فيينا حول برنامج إيران النووى، هو محاولة لخلق انقسام بين الغرب، وتحقيق حلم طهران التاريخى بالتفاوض وحدها مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن إيران لن تنجح فى إبعاد فرنسا، إلا فى حالة عقد اتفاق بين إيران وأمريكا وروسيا من دون فرنسا.
وأشارت الصحيفة لتصريحات وزير خارجية إيران منوشهر متقى أمس بأنه "لا ضرورة من وجود فرنسا خلال الاجتماع الحاسم الذى تشهده فيينا بشأن تزويد إيران بالوقود النووى، والذى تحضره الولايات المتحدة وروسيا"، بزعم عدم وفاء فرنسا بتسليم مواد نووية فيما مضى.وقالت لوفيجارو "إن السبب الأساسى وراء رفض طهران إجراء محادثات مع فرنسا خلال هذا الاجتماع، يرجع إلى سعى إيران لخلق انقسام بين الغرب، حتى تتمكن من استبعاد باريس من المفاوضات حول النووى وتجعل الرئيس الفرنسى يدفع ثمن موقفه المتعنت على مدى الأشهر الأخيرة ضد النظام الإيرانى".
وترجع الصحيفة جوهر الخلاف الأخير بين إيران وفرنسا إلى عاملين، الأول تقنى والثانى سياسى، فقد تم التوصل لاتفاق مبدئى فى الأول من أكتوبر فى جنيف بين إيران ودول مجموعة الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، يقضى بأن تقوم طهران بتسليم جزء من اليورانيوم المخصب بنسبة أقل من 5 ٪ إلى دولة ثالثة، فى مقابل الحصول على اليورانيوم المخصب بنسبة 19.75 ٪ لمفاعل الأبحاث فى طهران والذى يخضع تماما لرقابة وكالة الطاقة، ووفقا للمخطط المقترح، والذى يجرى مناقشة تفاصيله منذ يوم الاثنين فى فيينا، سوف تتم عملية التخصيب فى روسيا، ثم تصنيع قضبان الوقود فى فرنسا.
وتضيف الصحيفة أن باريس قبلت على مضض اتفاق جنيف الذى تم إعداده فى سرية كبيرة، والذى كان يمثل انفراجة بعد 14 شهرا من الجمود. ثم بعد ذلك على الفور، كان لابد للمسئولين الفرنسيين أن يشيروا إلى متطلباتهم بهذا الشأن، والتى كان يتعلق أولها بنقل 200, 1 كيلوجرام من اليورانيوم الإيرانى منخفض التخصيب "دفعة واحدة" بحلول 31 ديسمبر، وليس عن طريق "عدة دفعات"، الأمر الذى كان من شأنه إثارة غضب طهران، بالإضافة إلى التصريحات الفرنسية المتكررة بشأن ضرورة النظر فى فرض عقوبات أكثر صرامة إذا لم تقم إيران بالوفاء بتلك المطالب.
هل تملك إذن طهران الوسائل لإبعاد باريس عن المفاوضات ؟سؤال طرحته الصحيفة الفرنسية، وأجابت عليه بقولها "إن هذا الأمر لن يحدث بكل تأكيد، إلا فى حالة عقد اتفاق بين روسيا وأمريكا وإيران دون فرنسا".
ويرى الجانب الفرنسى أن مشاركة باريس فى هذه المفاوضات أمر لا يمكن الاستغناء عنه، مؤكدا : "ما من أحد قادر على إنتاج الوقود الذى سيسلم إلى إيران سوى نحن والأمريكان".
وتشير الصحيفة إلى أن الأرجنتين، قامت فيما مضى بتوفير هذا النوع من الوقود لطهران، ولكن اللجوء مرة أخرى إلى بوينس آيرس سيكون أمرا معقدا، نظرا لتدهور العلاقات بين إيران والأرجنتين منذ الهجوم الذى تعرض له مركز ثقافى يهودى فى 1994، والذى اتهم فيه حزب الله الموالى لإيران.
أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، تقول الصحيفة إنها قادرة من الناحية التقنية على توفير هذا الوقود لإيران، بما أنها هى التى قامت، فى عهد الشاه، بتسليم مفاعل الأبحاث إلى طهران، لكن مثل هذا التدخل من شأنه أن يجبر واشنطن على إقامة اتصال مباشر مع إيران.
لتنفرد بأمريكا..
لوفيجارو: إيران تريد إبعاد فرنسا عن المفاوضات النووية
الأربعاء، 21 أكتوبر 2009 06:59 م