"جيل الوسط رؤى للمستقبل".. على مدار يومين بمكتبة الإسكندرية عقدت ورشة عمل تحت هذا العنوان شرفت بالمشاركة فيها كمتحدث فى جلسة مستقبل الهوية والمواطنة ضمن خمس جلسات هى: مستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودولة القانون والمشاركة ومستقبل الثقافة ودور مصر إقليميا ودوليا.
وأهم ما ميز ها المؤتمر أنه تقريبا أول التفاتة لجيل الوسط أى من الخامسة والثلاثين حتى الخمسين، خاصة بعد أن تخطى جيل الوسط الذى كنا نعرفه قبل سنوات مرحلة الوسط العمرى بكثير ولم يعد جائزا اعتبارهم رموزا لهذا الجيل.
مشكلة أجيال الوسط فى مصر المعاصرة أنه يتقدم بها العمر وتغادر هذه المرحلة العمرية دون أن قادرة على الإسهام فى تشكيل الوطن، بينما الرئيسان الأمريكيان بيل كلينتون وباراك أوباما ورئيس الوزراء البريطانى تونى بلير حكموا أكبر دولتبن فى العالم وهم فى بداية الأربعينات.. وتقاعد بلير وكلينتون من الحكم قبل أن يكملا الستين.
مشكلة جيل الوسط المصرى ليست فى الوصول إلى مقاعد الحكم والتأثير السياسى فقط، وإنما فى عدم القدرة على التأثير فى كافة المجالات، فمصر كدولة لا تزال تؤمن بالسن وليس الكفاءة، بصعود السلم الوظيفى خطوة.. خطوة، بينما العالم عرف المصاعد الكهربائية التى تعنى أن يديرا عملا كبيرا ومعقدا شابا لم يتخط الثلاثين بعد.
قد يكون هذا راجع إلى أن مصر من الدول البيروقراطية العريقة، لكن بيروقراطيتها أصبحت بالية وتحتاج إلى مراجعات، لكن الناس يخشون ومعهم بعض الحق فى أن استبدال المعايير العمرية فى العمل والإدارة والتفكير بمعايير الكفاءة يفتح الباب للفساد فى بلد يشكو من فساد غير مسبوق.
وفى مؤتمر الإسكندرية طرحت آراء جديدة وأفكار مختلفة بها الكثير من الحيوية التى تعكس المرحلة العمرية لأصحابها، وهو الأمر الذى يستدعى تبنى هذه الأفكار، ومناقشتها مع صناع القرار، وحين يتعلق الأمر بالمستقبل على الجميع إدراك أن جميع المواطنين شركاء فيه، لأن هذا المستقبل هو ما يحدد حياتنا جميعا كيف ستكون وإلى أين تمضى.
وإلى حين أستعرض ما طرح من رؤى من بعض المنتمين لجيل الوسط، يبقى أن أهم مشكلة فى مصر ليست الاستئثار بالقيادة السياسية والثقافية والاقتصادية، وإنما الخوف من الخيال، لأن كل الأحداث الكبيرة والعظيمة التى غيرت وجه البشرية كانت فكرة ولدت من خيال.. ونحن للأسف نخشى الخيال ونصادره!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة