هالنى ما فعله شيخ الأزهر أثناء محاولته منع إحدى الفتيات الطالبات بإحدى المعاهد الأزهرية من ارتداء النقاب، بل التعدى عليها أيضا بالسب والضرب، الذى ظلت القيادة السياسية تحتفظ له بمنصبه هذا الذى لا يستحقه طوال كل هذه السنوات ظنا منها أنه يساهم بآرائه وأفكاره النيرة فى رسم سياسة الدولة، ولم تلحظ القيادة السياسية أن شيخ الأزهر هذا قد فقد مصداقيته لدى الكثير من الناس منذ سنوات بعيدة بآرائه المثيرة للجدل، مرة باستحلال الإجهاض ومرة أخرى بمساندته لفرنسا فى حملتها ضد الحجاب ومرة أخرى بتشجيعه للأجانب وأصحاب الديانات الأخرى على شرب الخمور وأكل لحم الخنازير ومرة عندما قلب المنضدة على رأس أحد المذيعين أثناء إجرائه حوار معه على إحدى القنوات الفضائية، ومرة عندما شن الرئيس الأمريكى السابق بوش حملته الصليبية على العراق، وفى أثناء الغليان الذى أنتاب الشعوب العربية والإسلامية بسبب ما يحدث فى فلسطين والعراق.. إذ بشيخ الأزهر يستقبل السفير الأمريكى فى مكتبه ويحصل منه على حفنات الدولارات بدعوى أنها منح وهبات وهدايا لمؤسسة الأزهر، وبعدها تغيرت أقوال شيخ الأزهر نفسه بشأن حرب العراق لصالح أمريكا.
عندما يبلغ الغرور مداه لدى إحدى العلماء بقوله المتغطرس متباهيا بنفسه لإحدى الطالبات: أنا أفهم فى الدين أحسن منك ومن إللى خلفوكى!! وقتها فقط لا يستحق أن يكون عالما دينيا - فمنصب شيخ الأزهر ليس منصبا للوجاهة أو العنجهية والتعالى على الخلق، بل هو التزام دينى وأخلاقى نحو الخلق والخالق. فى الماضى كان يصرح البعض من أصحاب الديانات الأخرى بأنهم يعانون من اضطهاد دينى، واليوم أصبح يشعر المسلمون باضطهاد دينى حقيقى - ليس من أصحاب الديانات الأخرى بل من رموزهم الدينية والوطنية أنفسهم، حتى أن جميع علماء الأزهر الإجلاء أصبحوا يؤيدون شيخ الأزهر فى كل قول أو فعل صائب أو خاطئ دون وعى أو تفكير، وكأنهم سرب من العصافير يغرد خلف بلبل يشدو، ربما خوفا من بطشه، أو طمعا فى ترقية، أو مكافئة.. وهكذا أصبح حال أكبر مؤسسة دينية فى العالم الإسلامى والسبب شخص واحد؟ آن الأوان لشيخ الأزهر أن يأخذ حقيبته ويرحل من منصبه الذى أساء إليه أكثر مما أفاده، ويجلس فى بيته ليتفرغ للبحث والعلم الحقيقى الذى قد يعود بالنفع على الناس.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة