تقرير دولى: عام 2015 سيشهد أزمة نفط

فى الوقت الذى بلغت فيه أسعار النفط أعلى مستوى لها خلال عام أمس الاثنين، دعا تقرير دولى مهم حكومات العالم إلى اتخاذ إجراءات صارمة لتفادى أزمة فى إمدادات النفط.

وأشارت صحيفة الجارديان إلى أن سعر الخام الأمريكى الخفيف وصل أمس إلى 79 دولارا للبرميل، مدعوماً بوجهة النظر التى ترى أن الانتعاش الاقتصادى العالمى سيؤدى إلى زيادة الطلب على الخام، وقد تضاعفت أسعار النفط عن أقل سعر وصلت له فى فترة الربيع الماضى، إلا أنها لا تزال بعيدة عن أعلى سعر حققته حتى الآن عندما وصل سعر البرميل إلى 150 دولارا فى أوائل صيف العام الماضى.

وقد أعرب محللون عن اندهاشهم من المرونة الأخيرة فى أسعار النفط، نظراً إلى تأثير الطلب على الطاقة على الركود العالمى. وعلى الرغم من التقلب فى الأسعار هذا العام إلا أن الاتجاه الأساسى للنفط خلال ما يقرب من عشر سنوات كان الارتفاع بشكل مطرد.

وأشار تقرير منظمة جلوبال ويتنس غير الحكومية إلى حدوث صدمة وشيكة فى العرض يمكن أن تكون شديدة لدرجة أن كثيرا من بلدان العالم الفقيرة قد تحرم ببساطة من الطاقة بسب ارتفاع الأسعار.

واتهم هذا التقرير الذى استعرق إعداده عامين حكومات بتجاهل حقيقة أن النفط بدأ ينفذ على المدى القصير، وسيؤدى هذا إلى عواقب ضخمة من حيث ارتفاع الأسعار بشكل جنونى واندلاع أعمال عنف أكبر بكثير مما شهده العالم العام الماضى بسبب الغذاء. وشبه التقرير الأزمة التى يتنبأ بحدوثها بتصادم القطار، مشيراً إلى أن السياسيين فى كل مكان لم يقدروا حجم المشكلة، على حد قول سيمون تايلور كاتب التقرير.

وبحسب الأرقام التى وردت فى التقرير، فإن عام 2015 سيشهد فجوة بين العرض والطلب على النفط بما يقدر بـ 7 ملايين برميل يومياً، ويمثل هذا 8% من الطلب العالمى المتوقع حينئذ والذى سيصل إلى 91 مليون برميل وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة انخفاض إنتاج حقول النفط الحالية بنسبة 50% من الآن وحتى عام 2020، وتحذر من أن العالم سيحتاج إلى الحصول على 64 مليون برميل إضافى فى اليوم بحلول عام 2030، أى ما يعادل ستة أضعاف الإنتاج الحالى للمملكة العربية السعودية.