يؤسفنى أن أقول إننى كنت مخدوعا ، يؤسفنى أقول إننى كنت مضللا ... يؤسفنى أن أقول إننى بعد كل هذا العمر أكتشف أننى كنت غبيا حينما صدقت أن هناك معارضه مؤمنة إيمانا كاملا بالليبراليه... لكننى اكتشفت أن الليبرالية ما هى إلا قناع جميل لوجه الديكتاتوريه القبيح لكن هذه هى الحقيقة ينادون بالليبرالية وهم لا يعرفون شيئا عنها... ينادون بالليبرالية وهم لا يؤمنون بها... ينادون بالليبرالية وهم لا يطيقونها ولا يعيشونها ولا يتحملون تبعاتها.
لقد أطلت فى المقدمة لكن هذا أقل القليل مما يجيش به صدرى من ألم يعتصرنى ولمناقشة هذا الموضوع سيتم ذلك من خلال المحاور التالية:
المحور الأول: هل يوجد ديموقراطية داخلية فى الأحزاب المصرية؟
وهنا لابد أن أطرح سؤالا على الجميع وهو هل يوافق رؤساء الأحزاب على ممارسة الديموقراطية داخل أحزابهم وترك كرسى رئاسة الحزب للآخرين بإتاحة انتخابات ديموقراطية داخل الحزب لاختيار رئيس جديد للحزب؟
السؤال الثانى: للسادة رؤساء الأحزاب الذين يعارضون المادة 77 من الدستور المصرى ويطالبون بأن تكون فترة الرئاسة لا يجب أن تتعدى فترتين انتخابيتين هل يوافقون على أن يضمنوا لوائح أحزابهم بأن لا تتعدى رئاسة الحزب فترتين فقط ويتركون مقاعدهم لانتخابات داخلية حرة مباشرة يتم خلالها انتخاب رئيس جديد للحزب؟
للأسف لم ولن يقبلوا للأسف لأن الأحزاب فى مصر منذ وضعت اللبنة الأولى لتأسيسها تم بناء الهيكل التنظيمى فيها على أساس سياسة فردية وتم بناء الهرم من الرأس أولا ثم تنازليا حتى القاعدة.
ولكن للأسف نجدهم جميعا يطالبون بالديموقراطية وشن الحرب على الديكتاتورية وهم الأكثر ديكتاتورية داخل أحزابهم.. يطالبون بتداول السلطة وهم قابعون فى أماكنهم دون أى تداول للسلطة داخل أحزابهم .. للأسف فاقد الشىء لا يعطيه!!
المحور الثانى: مفهوم الليبرالية بين النظرية والتطبيق.. مفهوم الليبرالية فى كلمة الحرية أى حرية الرأى والمعتقد السياسى والدينى المذهبى لكن هذه الحرية تنتهى عندما تبدأ حرية الآخرين.
أصحاب الفكر الليبرالى يرون فى أنفسهم أنه بمجرد نزولهم إلى الشارع سوف يلتقطون الآلاف من الجماهير كى تلتف حولهم تجعل منهم المخلصين المحررين الأبطال للوطن من ديكتاتورية الآخرين وهذه النزعة الآنية تجعل منهم أكثر ديكتاتورية من الآخرين وهنا لى تجربة شخصية مع أحد أصحاب هذه المبادئ المثل لابد أن أطرحها عليك عزيزى القارئ لنرى من خلالها الهوة العميقة بين النظرية والتطبيق العملى.
أحد الشخصيات السياسية التى تؤمن بقوة بالفكر الليبرالى كانت هذه الشخصية فى الانتخابات الرئاسية السابقه احد المرشحين لرئاسة الجمهورية فى مصر والأمر المضحك المبكى أننى كتبت اليوم على حائطى فى الفيس بوك رأيا سياسيا قد لا يعجب هذا الرأى سيادته هذا وارد لكن رد الفعل هو المفاجأة ثارت ثورته وشاط غضبه وأمر بعض أصدقائه بإرسال إيميلات وشتائم واتهامات إلى شخصى واعتبرت أن هذا أيضا يدخل فى نطاق حرية الرأى وهذا رأيهم، لكن المفاجأة الغريبة أن أجد سيادته يقوم بحذفى من قوائم أصدقائه ويعمل لى منع للكتابة فى جميع مجموعاته وهنا أتساءل هل لو نجح هذا الرجل فى الانتخابات الرئاسية سوف يكون ديموقراطيا؟! هل إذًا أصبح رئيسا لمصر سيتقبل آراء منتقديه ومعارضيه؟! أم هل إذا أصبح رئيسا لمصر سوف يكون أكثر ديكتاتورية وسوف تمتلئ السجون والمعتقلات بمعارضيه؟! هل سوف يسمح لجريدة تنتقده فى الاستمرار أم سيغلقها؟! هذه أسئلة مشروعه أطرحها على نفسى وعليك عزيزى القارئ لعلها توصلنا إلى نتيجة إيجابيه؟!
المحور الثالث: توريث الحكم فى مصر.. أنا لا أعتقد أن يكون هناك توريث للحكم فى مصر كما يعتقد الكثيرون لكن هذا ليس معناه أن كرسى الحكم لا يلمع فى عينى جمال مبارك نجل الرئيس المصرى حسنى مبارك وهذا حق مشروع له مثل أى مواطن مصرى يرى فى نفسه القدرة على قيادة الدولة وهذا شىء طبيعى لكن لا يمكن أن يكون كرسى الرئاسة بالوراثة إنما ما أراه أن جمال مبارك يعد نفسه جيدا لمعركة انتخابية ليست بسهلة لأنه لا يمكن لجمال مبارك تولى الحكم فى مصر إلا من خلال انتخابات نزيهة تحت إشراف منظمات المجتمع المدنى والمجتمع الدولى وهذه حقيقة ثابتة واضحة أمام عينى جمال مبارك كما أن لديه لديه أدوات فاعلة وأقوى بكثير من الأدوات التى يمتلكها غيره من المنافسين جمال مبارك لديه حزب قوى به العديد من الأدوات الفاعلة جمال مبارك تسعى وتلهث وراءه وسائل الإعلام وغيره هو الذى يلهث وراءها.. جمال مبارك له العديد من العلاقات الدولية والعربية الوثيقة بقادتها، ويستطيع أن يكسب تأييدهم وغيره ينتظر على أبواب السفارات فى انتظار مقابلة سفير أو مساعد سفير أو قنصل كل هذه المقومات وغيرها أدوات قوية تمكن جمال مبارك من الدخول فى أشرس المعارك الانتخابية الرئاسية وأن يكسبها ويكتسحها وبالتالى فهو فى غير الحاجة إلى التوريث.
التوريث هو الشماعة التى يستخدمها منافسو جمال مبارك لخلق جبهة معارضة يمكنها باستخدام هذه الشماعة من عمل قلاقل سياسية لجمال مبارك حال نجاحه فى أى انتخابات رئاسية والغرض منها ابتزازه سياسيا ليس أكثر من ذلك فهؤلاء ليس لديهم أية طموحات أو أدوات تمكنهم من المنافسة على رئاسة الجمهورية وكل ما يطمحون فيه عمل قلاقل لرئيس شاب جديد من أجل ابتزازه سياسيا.
يهيجون الجماهير ويصنعون القلاقل وعدم الاستقرار فى البلاد من أجل أطماع شخصية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة