فجهود وزارة البيئة على مدار عشر سنوات لم تفلح فى حل الأزمة، بينما تعتبر البيئة نجاحها يكمن فى تقليل ساعات السحابة وتخفيف كثافة المواد المكونة للدخان.
حالة الاختناق لا تزال مستمرة فى الدقهلية أيضا لدرجة أن معالم مدينة المنصورة اختفت تحت الدخان، الأمر الذى تسبب فى ارتفاع درجات الحرارة بسبب عمليات الحرق خلال فترات النهار، والتى تستمر حتى منتصف الليل بشكل يومى. الأهالى أبدوا استياءهم من تركيز وزارة البيئة على ستة مراكز فقط من مراكز المحافظة يتم جمع القش منها.
طبيب بشرى عماد شمس قال إن السحابة السوداء تمثل خطورة على حياة المواطنين، خاصة الأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة، وإن تصريحات المسئولين عن محاربة السحابة مجرد كلام لم يتحقق.
فى الإسماعيلية، أصر المزارعون على الحرق فى وضح النهار، ورفضوا القيام بعمليات الحرق ليلا اعتقاداً منهم بأن الحرق نهارا سيكون أقل ضرراً.
سعيد البعلى أمين الفلاحين بمركز التل الكبير الذى يضم أغلب المساحات المزروعة بالأرز فى الإسماعيلية، طالب بتوفير مكابس أرز للمزارعين وزيادة برامج التوعية المقدمة لهم لتلاشى أضرار عمليات الحرق.
البحيرة لم تكن أحسن حالاً من سابقاتها، حيث انتشر الدخان الكثيف فى بعض المدن مصحوباً برائحة غازات وعوادم تشبه السولار والبلاستيك المحترق.
المسئولون فى البحيرة التزموا الصمت، ولم يحدث أى تحرك بالرغم من انتشار الحرائق فى الأراضى الزراعية للتخلص من حطب الذرة والقطن.
المزارعون فى قرى البحيرة يقومون بعمليات الحرق ليلا ونهارا فى ظل غياب الرقابة التنفيذية والشعبية.
والأخطر من ذلك هو قيام المزارعين الذين تقع أراضيهم على الطرق السريعة بإشعال النيران فى قش الأرز، الأمر الذى أدى إلى حجب الرؤية عن السائقين، مما أدى إلى وقوع بعض الحوادث فى مراكز المحمودية ودمنهور وأبو حمص وإيتاى البارود وكوم حمادة وحوش عيسى.
الشرقية رفعت شعار الحرق هو الحل، فالحرائق منتشرة فى أغلب المراكز، الأمر الذى ترتب علية اختناقات مرورية وتوقف بعض الطرق الزراعية مثل طريق الزقازيق – الإسماعيلية والزقازيق – منيا القمح والزقازيق أبو كبير وفاقوس. بالرغم من توفير وزارة البيئة لعدد كبير من المعدات والشركات الخاصة لتدوير القش.
المستشار يحيى عبد المجيد محافظ الشرقية أمر بسرعة ضبط المخالفين لقرار الحرق وتوقيع غرامة فورية تقدر بـ3 آلاف جنيه على الفدان الواحد، وذلك بالتعاون مع الإرشاد الزراعى والأجهزة الأمنية ومندوب من المحليات.
من جانبه أشار المهندس محمود عطا مدير الإرشاد الزراعى بشرق الدلتا إلى أنه تم تحرير أكثر من 800 مخالفة حرق قش أزر على مدى الأسبوع الماضى، فالمزارعون المخالفون يبادرون بحرق قش الأرز فى منتصف الليل، ورغم كثرة حالات الحرق، إلا أن السحابة انحصرت كثيراً عن العام الماضى بعد تكليف الشركات الخاصة والقوات المسلحة بتدوير قش الأرز من المراكز المختلفة على مستوى محافظة الشرقية.
فى القليوبية، أكد حمدى يونس وكيل وزارة الزراعة أن جهوداً كبيرة تبذل لمكافحة الظاهرة، وأن المشرفين الزراعيين يتلقون أى بلاغات عن الحرق طوال اليوم فى جميع المناطق، وأن هناك غرامات كبيرة ستفرض على المخالفين، وعلى عكس تصريحات المسئولين بوزارة البيئة أشاد يونس بالفلاحين، وبأن لديهم وعيا كافيا بالقضية.
وقال إن المحافظة فى طريقها للقضاء على الظاهرة فى ظل التعاون الوثيق مع أجهزة المحافظة، والفلاحون من جانبهم أعلنوا براءتهم من أزمة السحابة السوداء، وهو ما قاله محمد رمضان بأنهم توقفوا تماماً عن عمليات الحرق بعد تعاقد وزارة البيئة مع شركات خاصة تتولى تجميع القش دون تكليف المزارع بأى رسوم، وبالتالى لا يوجد مبرر للحرق.




