جنازة كبيرة تسير فى شوارع مصر حيث لطم الخدود وشق الجيوب.. ومن يولول ومن يصيح ومن تقول يا جملى ومن تقول يا سبعى ومن تقول يا حامينى والنعش يبدو خفيفاً حيث يتناوب حمله أربع علماء فقط: فضيلة شيخ الأزهر وفضيلة مدير جامعة الأزهر ومعالى وزير التعليم العالى ومعالى وزير التربية والتعليم.
وسألت عاقلاً راشداً عن كيفية موت الشهيد فأبدى الرجل توجسه من سؤالى فلم يجب فسألته عن كينونة الشهيد فقال لى: إنه فى حيرة كبيرة فمرة يسمع من المعزين أنه النقاب وتارة يقولون له إنه الحجاب وهو فى كلتا الحالتين لا يعرف الفرق بين الحجاب والنقاب ولكنه يتذكر اليشمك الذى كان ترتديه الحريم فى مصر قبل دعوات تحرير المرأة ويبدو أنه بعد استرساله فى الحديث أزال جدار الخوف منى وسرد لى ما سمعه عن قصة المحمول على الأعناق الآن والذى جنازته استعصت على الدفن فهو يطير على الأعناق من شارع إلى شارع ومن حارة إلى حارة وكلما اقتربوا من المقابر ولى هارباً وتلك حالة تحدث بين كل حين وحين فى بعض جنازات الطيبين ويصبح صاحب النعش وليا من أولياء الله الصالحين ويبدو أنه سيظل هكذا بلا لحد لأجل غير معلوم.
قال لى العاقل الراشد: إن الموضوع كبير والأمر جلل والموضوع ليس نقابا ولا دياولو فهو يشبه إغراق السوق المصرية بالبضائع الصينية وقد سنت السلطات الاقتصادية قوانين الإغراق ولكن الصينيين غلابة ومساكين وهاديين ولا يعرفون تدبيج جنازات أولياء الله الصالحين ولقد اختلط الحابل بالنابل وانبرى المدافعون والمهاجمون وتحول مئات بل الآلاف إلى مفتين وعشرات الآلاف إلى دعاة ومئات الآلاف من الحلنجية خلاط الأوراق والأحداث واسترسل العاقل الرشيد قائلاً: وقوانين النقاب يا أخى فاستوقفته قائلاً: تقصد منع النقاب قال لى: لا قوانين النقاب وأنا أقصد ما أقول وتقول تلك القوانين ببساطة: المرأة وسط النساء تكشف وجهها فإذا ما تركت الوسط النسائى فلها أن ترتدى النقاب أو ترخى ما يسمونه نساء السعودية بالغطوة على وجهها.
ولم تقل القوانين بنزع الحجاب عنوة كما حدث فى بعض الدول الآسيوية ولم يكن النساء يلبسن النقاب فى تلك الجمهورية فى ذلك الحين.
ولكن المولولون يقارنون بين النقاب والعرى وفاتهم أن المقارنة يجب أن تكون بين النقاب والحجاب ولم يطلب فضيلة شيخ الأزهر من الطالبة الشهيدة أن تخلع ملابسها ولكنه أعادها من النقاب للحجاب ولم يترك كما ادعت بعض المتصلات بالقنوات الفضائية على خطوطها الساخنة كذباً وبهتاناً أنه ترك الفتاة العارية بلا توجيه بالتغطى ونسين أن الواقعة كانت فى معهد أزهرى للفتيات وفيه كل الفتيات والمعلمات على الأقل محجبات.
وبعض المولولين يقارنون بين النقاب وزى ضباط الشرطة فلو لبس لص بدلة ضابط شرطة وسرق أو نهب المواطنين فهل يلغى ذلك الزى.
وببساطة لن يلغى زى ضابط الشرطة بل سنعلق على صدره بطاقة تحمل صورته واسمه ورتبته لا يمكن تزويرها وهذا غير بطاقة تحقيق شخصيته التى يحتفظ بها فى جيبه ولا مجال للمقارنة بين ذلك وتلك فإذا ما ضبط رجال يرتدون النقاب ويدخلون لمخادع البنات فى المدن الجامعية فهنا لدواعى الغيرة على العرض والسمعة وسرقة ممتلكات البنات فيجب أن تقف على باب المدينة الجامعية المشرفة أو من يوكل إليها التأكد من الداخلات وترفع المنقبة غطوة وجهها مع إبراز بطاقتها وعندما تعبر نقطة التدقيق تلك فلها ما تريد من نقاب أو حجاب وادعى أحد اليساريين المطبلين والذى (لا يصدق أن يجد جنازة ويشبع فيها لطم) كذباً وبهتاناً أن عشرات الطالبات طردن من المدينة الجامعية لأنهن منتقبات وهن الآن فى الشارع.
قال لى العاقل الرشيد: الموضوع كبير وكل الناس البسطاء يعرفون ويدركون ويفهمون ولكنهم مطنشون لأنهم متأكدون أن الجنازة حارة والميت نقاب.
