شاع القول فى الفترة الأخيرة أن القصة أسهل فى كتابتها من الرواية التى هى على قدر كبير من التعقيد فى البنية و التركيب، البعض الآخر رأى أن القصة تحتاج إلى حرفية عالية وقدرة على التكثيف والتركيز، ومع ذلك نسمع بعض الكتاب حين يجاملون أصدقائهم من كتاب القصة يقولون "عقبال الرواية" فهل القصة أقل من الرواية؟ أم إنها بوابة عبور إلى عالم الرواية؟ أم إنها ليست كذلك؟، بين هذا وذاك استطلعنا لكم آراء بعض من الكتاب والنقاد...
الكاتبة الدكتورة "سحر الموجى" قالت: لا أظن أن المسألة تحتمل أبيض وأسود فالوضع يختلف عند كل كاتب، وبالنسبة لى الرواية أمتع لأنها تتطلب جهد أكبر فى التركيب والبنية، ولكن الأمر يتوقف على لحظة الولادة التى يخرج فيها العمل فقد تخرج القصة أسهل أو الرواية أو العكس.
اتفقت معها الكاتبة ياسمين مجدى الحاصلة على جائزة دبى فى الرواية لهذا العام وقالت: أؤمن أن القصة أفصح من الرواية فى قدرتها على إظهار إمكانيات الكاتب وقدراته من خلال التكثيف، ولكننى أرى أن لكل كاتب ملعبه الخاص الذى يبدع فيه، وعن تجربتى فانا بدأت بالقصة ثم اتجهت إلى الرواية لأنه أقرب إلى التعبير عنى و عن روح العالم الذى أكتب عنه.
الكاتب محمد الفخرانى الحاصل على جائزة دبى عن القصة القصيرة لهذا العام قال: من ناحية البناء الشكلى فالرواية أكثر تعقيدا من القصة، وفى رأيى لا يوجد عمل فنى قادر على تغطية عيوب المبدع كما هو شائع عن الرواية، ولكن القصة تحتاج إلى قدر كبير من التركيز والتكثيف ويجب أن نبحث لها عن حلول جديدة وننظر إليها بطريقة مختلفة بدلا من أن تقبض القصة على لحظة واحدة فقط واختتم "أعتقد أن كل فن له جمالياته ومعطياته وشروطه ولا ظن أن القصة قادرة على أن تحل محل الرواية أو العكس".
الناقد الدكتور صلاح السروى قال: من الصعب أن نفاضل بين أنواع أدبية مختلفة فلكل نوع أدبى جمالياته ومفرداته الخاصة، ولكن الأمر يتعلق بموهبة الكاتب وخصوبة رؤياه، والكاتب العالمى تشيكوف عندما أختار القصة لم يقل إنها الأسهل إنما أختار النوع الذى يبدع فيه، وكذلك يوسف إدريس لم يبدع فى الرواية إبداعه فى القصة وكتب روايات ليست مهمة على الإطلاق مثل "البيضاء" أو "الحرام" على النقيض تماما "نجيب محفوظ" الذى أبدع فى الرواية ولم ينجح فى القصة نفس النجاح، واختتم "أحيانا ما يبدأ الكتاب بالقصة وينتهوا بالرواية فيقال إن القصة هى بوابة الرواية و هو كلام غير دقيق على الإطلاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة