وزير التربية والتعليم الدكتور يسرى الجمل، اختصر أكثر من 43ألف مدرسة فى ثلاث مدارس فقط.. ففى ظل غياب النظافة عن أغلب المدارس بجمهورية مصر العربية، فضلاً عن الأعطال الكثيرة فى سباكة معظم المدارس، وقطع المياه وقلة العمال أو إهمالهم، قام سيادته بزيارة ثلاث مدارس - أظنها كانت على علم بتلك الزيارة منذ زمن بعيد- والمدارس هى مدرسة "محمد كريم الابتدائية والأهرام الإعدادية بنات ومحمود عمر الثانوية"، الغريب أن سيادة الوزير قام بتلك الزيارة قبل بدء الدراسة بيوم واحد، والعلم عند الله فى تأخر تلك الزيارة.
سيادة الوزير أشاد بنظافة المدارس الثلاث وبمدى الالتزام فى تطبيق الإجراءات والالتزام لوقاية الطلاب من أنفلونزا الخنازير.. سيادة الوزير تحقق بنفسه أثناء زيارته للمدارس الثلاث من جاهزية غرف عزل الطلاب الذين سيصابون بأنفلونزا الخنازير ـ لا قدر الله ـ ولم ير سيادته أدنى ملاحظة سلبية على استعدادات المدارس الثلاث لمواجهة المرض اللعين، فى الوقت الذى قرر فيه الدكتور عزت عبدالله محافظ بنى سويف عزل مدير إدارة ببا التعليمية لإهماله فى أداء واجبه، وإحالة بعض العاملين ومدير الإدارة التعليمية بمدينة ناصر للتحقيق وغلق بعض الحضانات.
سيادة الوزير تفضل مشكوراً وبعد إصرار ودخل دورات المياه بشخصه وتأكد أن المياه نظيفة وصالحة للشرب، ووجد أن الصرف الصحى على ما يرام.
سيادة الوزير كان فى غاية الانبساط عندما رأى الملصقات التى توضح للطلاب بالمدارس الثلاث، طرق التعامل مع المرض، ولم ينس سيادته امتحان الزائرات الصحيات ـ على غفلة طبعاً ـ بسؤالهن عن كيفية التعامل مع المرض ومع الحالات التى ستصاب بالمرض ـ لا قدر الله .. سيادة الوزير مطمئن بعد أن قام بزيارة ثلاث مدارس فقط، على أن العملية التعليمية "زى الفل" والتعليم لن يتم تأجيله إلا فى حالة تطور المرض ـ لا قدر الله.
سيادة الوزير عليك بتقوى الله فيما ولّيت عليه، وأدعوك لزيارة مدارس إمبابة لأنى أعلمها جيداً.. مدارس إمبابة يا سيادة الوزير معظمها وليس كلها ـ من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله - وأظن هذا الأمر ليس بإمبابة فقط.. سيادة الوزير عليك بزيارة كل المدارس أو على الأقل نصفها لتتأكد من مدى جاهزيتها.
سيادة الوزير كان ينبغى عليك أن تفعل ذلك منذ شهرين على الأقل قبل أن تتخذ قراراً مصيرياً ببدء الدراسة، قبل أن تلقى بيديك أكثر من 16مليون تلميذ وتلميذة إلى التهلكة، سيادة الوزير أظن قرارك ببدء الدراسة قراراً خاطئاً، ويارب أكون أنا الخاطئ ويسلّم أولادنا من كل سوء. سيادة الوزير أنت راعٍ وستحاسب أمام الله على رعيتك من أبنائك التلاميذ إن انتشر الوباء اللعين بينهم لا قدر الله، لأنها ستكون بداية النهاية.
سيادة الوزير أريد أن أطرح عليك بعض الأسئلة: هل أبناؤك سيذهبون هذا العام إلى الدراسة أم خوفك عليهم سيمنعك من ذلك؟ ولو ذهبوا فإلى أى مدرسة سيذهبون؟ وهل نستطيع تحويل أوراق أبنائنا إلى تلك المدرسة لأنها ستكون فى ظنى على أكمل وجه؟..أطرح عليك هذه الأسئلة من منطلق "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"، فأنا على يقين بأنه لا مفر من أمر الله.
مصطفى فرغلى يكتب.. سعادة الوزير مبسوط بالتلاتة
الجمعة، 02 أكتوبر 2009 02:49 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة