محمد ماهر عثمان يكتب.. نحو عهد جديد

الحمد لله الذى جعل لنا فى هذا البلد بعضا من الناس الذين يشعروننا بقليل من الأمان والثقافة والانتماء فى زمن غابت منه كل القيم، وبين جيل أقصى ثقافة له مشاهدة الفيديو كليب ولعب البلاى ستيشن.

وشعرت بسعادة بالغة ومصرية شديدة وفخر عندما طالب البعض فاروق حسنى بتقديم استقالته لعدم صلاحيته لتولى منصب وزير الثقافة، وهذا الأمر كان ينبغى أن يكون أكثر من عشر سنوات لأنه بالمقارنة منذ توليه هذه الوزارة المهمة فى بناء الشعوب والدول حتى وقتنا هذا لم ينجز شىء سوى جيل معظمه فى منتهى الفشل، ويواجه مشاكل عديدة فى كل شىء بسبب جهله بكل شىء وخوف مسيطر على وجدان هذا الجيل من الحاضر والمستقبل بل والحلم أيضا أصبح شىء مرعب سواء كان هذا الحلم خير أو شر وأصبح الخوف هو الشعار الرسمى للتعامل فى هذه الإمبراطورية.

وما جعلنى أشعر بسعادة أكثر من ذلك أنه سيدخل هو ومن معه ثقافة جديدة عند الشباب وهى عدم الخوف والجرأة فى إبداء الرأى مهما كانت العواقب، فنحن اليوم معترضين على مكوث فاروق حسنى 22 سنة فى وزارة واحدة لم ينجز فيها سوى القليل ونطالب باستقالته، وغدا نكون أكثر جرأة وتحدى لأنفسنا، وقد يكون هذا الكلام عند البعض جنون أو تهلكة بل هذا الكلام ليس أكثر من شعور بأننا قادرين بل ونستطيع ان نختار بين الصواب والخطأ وبين من يحكمنا ويتولى وزارات بلدنا وعندما نخطأ فى الاختيار نستطيع أن نقول لا.. نحن نأسف على الاختيار الخاطئ بكل احترام وتقدير ولكن ما يحدث الان هو حكم وسيطرة بالإكراه وسرقة وفساد وإهدار للمال العام! ومن الطبيعى أن ننهى هذا العهد ونبدأ عهد جديد بدماء جديدة وثقافة جديدة.