منذرا جئتكم والسلام
حجتى فعلكم والكلام
منذرا جئتكم فالكآبات تترى على أرضكم
فاذكروا ما أقول..
ليس وقت الأغاريد تعلوا ابتهاجا
وفى الأفق نار
ليس وقت السكوت انبهارا
بماض عتيد.. وعصر جديد
يبث الدعايات يبنى الفخار
سدنا.. نصرنا..
-ذا الذى يشتكى كل حين-
وينأى عن البوح جبنا ويشتاق دار
ليس لى أن أنام اشتياقا لخبز وماء
ليس لى ما لهذى الجموع التى تأكل الخبز مرا
وتمضى لترعى على شاطئ النيل
سيل البنات انحنت للبغاء
ليس لى ما لهذى الجموع اعتلت شاهق الصمت
مالت لفسطاط ظلم يسد الفضاء
ليس لى غير رفض الهوان
احتقار الخفافيش رفض امتهان الوطن
هذه الأرض لى.. للمساكين تصحو على صوت فجر
وتمضى لطين وماء وحرث وبذر وصبر
لتأتى خفافيش غدر وتسطو على رزقهم والعيال
هذه الأرض لى..
ليست الأرض لك
حين تأوى إلى شاطئ الروم
أو تزرع الكره فى بحرنا والقنال
أو تبيع البلاد اشتياقا لبعض الملايين
تنمو.. وتنمو.. كثيرا.. كثيرا
إلى شاهق أو محال
ليس لى ملك مصر استراحت كعبد خنوع
يسوق النياق اشتهاء ويرعى ذليلا قطيعا لعبس
ليس لى ملك مصر استراحت بغيا
تبيع الصباحات شوقا لخبز وفستان عهر
وعقد احتكار
بئس هى لو تخون المواثيق أو تستكين
بئس هى ألف بئس..
ليس لى ملك مصر استباحت دموع المساكين
أو باعت العرض فى فارهات ويخت
بدينار بخس
فاذكروا ما أقول..
خلف رمل المساعيد *حبْرٌ
وأنثى تدس السموم انتقاما بشاة وماء
ألف شاة بساح المساعيد تسعى إليكم
وفيها الفناء
بعد يوم ونصف انتظار ..
تستبيح الجنود البلاد التى أرهقت قلب سلمى
فنامت على شرفة الأقحوان المسجى
وما من دروب .. وما من وطن..
فى دروب المنافى
سلمى.. نعم .. ذاتها ..نفسها..
من سفاحٍ أتت بالوليد
بال جندُ القرود انتصارا على جرحنا
من وريد لعمق الوريد
أيكم يحمل-الآن – عار الوطن؟
هل تقيمون حد الزنا ؟!
تذبحون المساءات أم تصمتون احترام السلام؟
كلنا يا رفاقى مدان..
ذات جرح رأيت الأفاعى تبث السموم انتقاما
بماء المواجيد..
قلت اسمعوني..
مياه البلاد استراحت لسم الأفاعى فلا تقربوها
ولو مات –من مات- من شدة أو ظمأ
مات صوتى على شاطئ النهر مات.. انكفأ
والجنود الأفاعى تنادى الملأ
(ماؤنا من حدود الفرات.. الشمال
حدنا ماء نيل البلاد..الجنوب)
نفس هذى الجنود ارتدت زى هذا المساء
استباح المساء النجوم
امتطى صهوة الصمت
لم يدر ما بين ليل وليل يئوب
بارقا أو تغيب اشتياقا
لفجر سيأتى بنور يضئ الصحارى
فاذكروا ما أقول..
تنام الأفاعى على فخذ سلمى
تنام اشتهاء وتمضى إلى جحرها فى أمان
فاذكروا ما أقول..
بعد ليل تصب العفاريت فى رملنا
زيت عار..
نفايات سمّ مشعّ وقهرا يسيل الهوينى
على أمنياتى إلى أن يسد العنان
يا نخيل الوطن..
قل لمن سوف يأتى غريبا ولو بعد حين
من هنا مر جيش التتر
قل لهم يقرءون الحكايات تروى حديث الحفر
سوف تحكى لهم عن الجند ماتوا أسارى
وسيل الرصاص انتشى وانهمر
نخلة من قريب رأت ما استتر
عاريا أو يكاد..
والرمال التى تلسع الجرح تكوى الفؤاد
ظامئ فى ازدياد..
قطرة.. حلمنا فى المنافى وفى شاطئ النخل
فى أرضنا فى العريش
ماؤنا فى شفاه المغنين عذب فرات
يا نخيل المساعيد حدّث عن الموت فى رملنا
يوم غنت جموع المساكين – عطشى –لها
(عاشت الأرض..عاشت.. تعيش)
فاملئى يا نخيل الأسى تمرك العذب ذكرى
تعادى الخنوع – اجتهادا – وتحمى العِبَر
رملنا فى المساعيد باق ونخل هناك استكان..
انتحر..
ليل سلمى كئيب سباه الجنود استباحوا المسا
أفسدوا رونقه
ليس غير السواقى تغنى لسلمى عن الجند
جاؤوا يقيمون فى أرضنا مشنقه
فاذكروا ما أقول..
هذه الأرض عانت كثيرا كثيرا..
فلا تقربوا لعنة الصمت أو تستبيحو الوطن
آه يا دفقة من هوان غريب
كم علا فى السماء النحيبْ؟
أنت ماذا؟ وكيف استطعت احتمال المساء الكئيب؟
هم يعودون لكن بزى من القطن
هذا الذى جمعته البنات اشتهاء المخاض
هم من الطين والرمل منا
يخونون عيشا وملحا وزيتا
يدوسون قلب البلاد اشتهاء لنسر وسيف
وكاب بدون اعتراضْ
حرفهم مثل حرفى فصيح
ولكن دعاة على باب ليل المزاد
-تشترى نصف نيل وبعض العباد
*أشترى ..
-تشترى نصف "خوفو" وبعض التماثيل
من عصر ما قبل "رع"
*أشتري..
-تشترى ربع "دلتا" بقرش
وترمى لهم بعض زاد
*أشتري..
نحن بعنا الصباحات صمتا وبخسا..
وعدنا من البيع نشدو
(سالمة يا سلامة رحنا وجينا بالسلامة)
مَنْ مِنَ الجمع قام انتشى جانبا
سائلا عن بلاد تباع؟!
باعها من يشاء انتقاما
لمن يرتجى قطرة من دماء الوطن
يا سيوف الجنود انتشت فى دمانا
لماذا دمى دائما فوق حد النصال؟!
ليس سيف كسيف انتقام
أو دماء كماء ارتواء
أو نسيم بفجر كلفح اكتواء
لا.. دمى إن أراقته سيف لبكر يثور انتقاما
تصيح الصباحات شوقا : دمى
يا دمى ..يا دمى..
فالعطاش اشتهين ارتواء
قل بملء الفضاء
واسلمى يا بلادى
أنا المفتدى والفداء
فاسلمى رغم هذى "الدبابير" تشتاق سيل الدماء
واسلمى من غبى يبيع الصباحات عصرا
وفى الليل يتلو الرثاء
فاسلمى .. واسلمى ألف مرة
يا بلادى أذوب اشتياقا
لشمس تنير الفضاء الذى أجهدته النجوم
ليت هذى النجوم احتمت بالوطن
ليتها حين ثار المساكين آوت دموعا
أو الحائرين
يا نجوم استريحى..
غدا موعد الصبح آت
برايات نصر مبين
فليكن بعض نار.. وبعض الدماء
فليكن..وليكن..
لا..هى الأرض حبلى بشوق لبعض القصاص
فليكن.. وليكن بعض عفو وبعض الدهاء
يا طيور المنافى
هلمى إلى عشك المشتهى عود ة واللقاء
واستمع يوم يأتى الغريب اشتياقا
لطين وناس..وأرض وماء
ألف أهلا وسهلا..
وطبتم وطاب اللقاء
