فى حوار خاص لـ "اليوم السابع" من مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك..

المسئولة الأولى عن شئون الإغاثة تروى هموم اللاجئين الفلسطينيين

الجمعة، 02 أكتوبر 2009 08:02 م
المسئولة الأولى عن شئون الإغاثة تروى هموم اللاجئين الفلسطينيين كارين أبو زيد المفوض العام للأونروا
الأمم المتحدة ـ نيويورك - على البهنساوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستون عاماً مضت وما زل اللاجئون الفلسطينيون يعانون مرارة العيش فى الملاجئ والخيام، بعضهم داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة، وملايين منهم خارجها مشرذمين فى الأردن، لبنان، سوريا، ومؤخراً فى البرازيل.. ومع كل يوم يمضى ينسى العالم أو يتناسى هموم ومشاكل الأمهات والأطفال الذين يعيشون فى ظروفٍ متدهورة، إلا عندما يفاجئهم العدوان الإسرائيلى بهجمة غادرة تجلب معها كاميرات الأخبار العالمية لبعض الوقت فقط، ثمة يعود كل شىءٍ إلى سابق عهده.

ومع ختام أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، أحيت الأونروا - وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - ذكرى مرور ستين عاماً على إنشاء الوكالة.. والأونروا (UNRWA) هى الوكالة الخاصة بتقديم الإغاثة المباشرة للفلسطينيين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم، وتقوم بمهتمها هذه منذ إنشائها مع بداية تفجر الصراع العربى الإسرائيلى فى 1984، بالقرار رقم 305 – خامساً – فى 8 ديسمبر عام 1498.

أونروا التى تعتبر أكبر وكالات الأمم المتحدة من ناحية عدد الموظفين، حيث يبلغ عدد موظفيها تقريباً ٢٩٥٦٠ موظفاً، تعانى من أزمات متعددة فى هذا العام، ما زلت آثارها مستمرة. فالأزمة المالية التى أصابت جميع الدول المانحة، أثرت على التبرعات التى تحصل عليها أونروا كل عام، فيما زاد من سوء الموقف الاعتداء الأخير الذى شنته إسرائيل على غزة، الذى دمرت خلاله العديد من منشآت ومدارس أونروا، فيما زاد الطين بلة، ارتفاع أسعار السلع الغذاية عالمياً فى العام الماضى مما زاد معه بالتبعية من مرتبات عاملى أونروا.

فى الوقت نفسه، تتلقى أونروا هجمات شرسة من إسرائيل على الصعيد الدبلوماسى، حيث تتهم إسرائيل الوكالة بأنها تضم بين موظفيها عدداً من أعضاء حركة حماس الذين يعملون ويتلقون المساعدات من إحدى وكالات الأمم المتحدة على حد زعم إسرائيل.

على هامش زيارتها لنيويورك لتنظيم فعاليات إحياء الذكرى الستين لإنشاء الأونروا، جلست كارين أبو زيد المفوض العام للأونروا مع اليوم السابع لتناقش مشاكل وآمال اللاجئين فى آخر لقاءاتها الصحفية، حيث ستترك رئاسة الأونروا وتعتزل العمل فى ديسمبر القادم بعد تسع سنين تقريباً من توليها لشئون اللاجئين الفلسطينين.

العرب بصفة عامة فقدوا الثقة فى الأمم المتحدة ومنظماتها، ماذا يمكن أن يعيد هذه الثقة؟
أونروا هى المنظمة التى تصنع عديداً من الإنجازات كل يوم، وهى مثال على منظمات الأمم المتحدة. قدمت أونروا فى هذا العام خدمتها لـ4.7 مليون فلسطينى مسجلين فى مواقع عملياتها الميدانية الخمسة: الأردن ولبنان والجمهورية العربية السورية والضفة الغربية وقطاع غزة، حيث لدينا 689 مدرسة و137 وحدة صحية. أعتقد أننا نؤدى عملاً جيداً حتى الآن، إنا نعمل كل ما نقدر عليه.

ولكن فى الذكرى الستين، هل تتوقعين أن تمتد الذكرى إلى العام المائة؟
طبعاً لا، لن تمتد.

من أين يأتيك الأمل؟
ليس بأمل ولكن أتعشم ألا تظل الأمور بهذا الطول، لا يجب على أحد أن يحتفل بذكرى اللاجئين، ولكن يجب أن نذكر العالم بها.

كيف ترين الأحوال فى غزة الآن؟
إنها أوضاع مستحيلة، الحصار يمنعنا من إدخل مواد البناء، ويعطل دخول الغذاء، والعام الدراسى سيبدأ قريباً وهناك عجز شديد فى كل شىء تقريباً.

صرحتى سابقاً أن هناك عجزاً كبيراً فى الموازنة.. كم يبلغ هذا العجز؟ وتحت أى بند يقع؟
العجز يبلغ حوالى 17 مليون دولار، هو من أموال المرتبات، أكثرها فى مرتبات المدرسين.

كيف ستتعاملين مع هذا العجز؟
لقد كتبت خطابات كثيرة للدول والمنظمات المانحة أطلب منهم زيادة تبرعاتهم فى هذه السنة، قلت لهم إذا لم تزيدوا من مخصصاتكم هذا العام فسوف نوجه أزمة طاحنة. لدينا لاجئين جدد هذا العام، ولذا فإننا نحتاج مزيداً من الفصول الدرسية، مزيداً من الوحدات الصحية ومزيداً من المدرسين والأطباء.

الدول العربية جميعها خارج قائمة العشرين دولة الأكثر تبرعاً للأونروا، لماذا؟
الدول العربية تتبرع دائماً فى حالة الطوارئ مثل اعتداءت غزة، لكنهم فى الظروف العادية تبرعاتهم قليلة. لكننا نحاول معهم كلما سنحت الفرصة. تأتى المفوضية الأوروبية فى مقدمة الدول المانحة، تليها الولايات المتحدة، ثم السويد، بريطانيا والنرويج.

هل قمت باستغلال فرصة وجود وزير الخارجية المصرى هنا للتفاوض معه حول فتح معبر رفح؟
لا، لكن نحاول دوماً الحديث مع المصريين، لكن المصريين لديهم اتفاقات هم ملتزمون بها أيضاً.

بعد صدور تقرير جولدستون الذى أدان إسرائيل فى أكثر من موضع، وأشار إلى اعتداء إسرائيل على منشآت أونروا. هل شاركتم فى إعداد التقرير؟
لا .. جاء التقرير مستقلاً تماماً.

ولكن هل زارتكم لجنة التقرير؟
نعم. لقد زاروا بعض المواقع التى تضررت، كما أننا ساعدنهم فى تنظيم رحلتهم داخل غزة.

هل تظنين أنه بعد إدانة التقرير لإسرائيل، ستكون منشآت أونروا أكثر أمان فى المستقبل؟
نعم أنا أؤمن بهذا. حتى هذه اللحظة لا أدرى كيف ضربت إسرائيل مبانى أونروا "خطأً" رغم أننا نعطيهم قائمة بمبانى أونروا. على كل الأحوال سيصدر التقرير رسمياً قريباً.

ما الشىء الذى ستذكرينه دائماً بعد تركك لأونروا؟
أعتقد أنى لن أنسى الأطفال. بعد كل غارة أو ضربة تجدهم يعودون لللعب وكأن شيئاً لم يكن، لديهم طاقة هائلة على التأقلم والعيش فى كل ظروف. فى الصيف الماضى نظمنا أكبر مسابقة للطائرات الورقية فى غزة. لا يمكن أن تتخيل جمال منظار السماء وكل الأطفال يحاولون تطيير طائراتهم.

ما الذى تفخرين به بعد كل هذه السنين فى قيادة أونروا؟
أعتقد أننى أثبت أننا من الممكن أن نبقى فى حالة الكوارث والأزمات. الشائع عن الوكالات فى الأحوال الخطرة أنهم يغادرون. لكن بقينا وأثبتنا أنه يمكن تحويل الموقف إلى الأحسن.

ما هى الخطوة القادمة فى حياتك إذن؟
التقاعد.. سوف أتقاعد رسمياً، لكنى لا أظن أننى سوف أستطيع البعد عن القضية الفلسطينية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة