لماذا دائماً العلاقة بين المواطن والحكومة يشوبها التوتر، الحكومة تنفض عن نفسها أى مسئولية والمواطن ينتقدها على طول الخط حتى لو أحسنت فى شىء يقابله على الدوام نقد، وفى المقابل تكون التصريحات المستفزة من بعض المسئولين أن كل شىء تمام، وأن الشعب على أحسن ما يرام لماذا هذا التنافر دائماً والذى لا يصب بالطبع فى مصلحة الوطن، هل هى لعبة القط والفأر بحيث يظلان يجريان وراء بعضهما؟!
بالتأكيد لا توجد حكومات على مستوى العالم كله تستطيع أن ترضى شعبها ولا يوجد شعب على وجه الأرض يرضى عن حكومته، لأن إرضاء جميع البشر أمر مستحيل نظراً لاختلاف الثقافة والبيئة ونسبة التعليم والوعى والإدراك من شخص لآخر فى الوطن الواحد، بل فى الأسرة الواحدة أيضاً، فلا يستطيع رب أسرة أن يرضى أولاده جميعهم والأولاد أنفسهم يشعرون دائماً أن هذا الأخ أو هذه الأخت مميزة عنه، فما بالنا بعدة ملايين من البشر طبقاً لعدد سكان كل دولة يحكمهم عدد معين من الأشخاص تسمى الحكومات، وطبعاً يختلف أداء كل حكومة عن غيرها سواء بالسلب أو بالإيجاب، إذن يجب إذابة جبل الثلج هذا الذى بين الحكومة والشعب، لأننا جميعاً فى مركب واحد إذا نجت نجا الجميع، وإذا غرقت لا سمح الله غرق الجميع والحل الوحيد أن يتكاتف الجميع شعباً وحكومة من أجل الخروج من هذا المأزق الخطير ولكن أعتقد أن الكورة فى ملعب الحكومة، بأن تبدأ هى المصالحة مع الشعب من خلال الشفافية فى عرض كل شىء ومحاربة الفساد بجميع أشكاله والذى يبدأ بالرشوة والواسطة والمحسوبية ويجب أيضاً اختفاء جملة أنت ما تعرفش أنا مين أو أنا ابن مين؟! من قاموس اللغة المصرية، ويجب أن يكون الجميع سواء أمام القانون وقد أسعدنى حقاً الحكم الصادر فى حق هشام طلعت ليس تشفياً لا سمح الله ولكن تقديراً واحتراماً للقضاء المصرى الشامخ والذى كانت عيناه معصوبتين عند نظر القضية بحيث لم ير فى هشام طلعت غير أنه مواطن عادى متهم فى قضية تحريض على القتل بصرف النظر عن ماله وجاهه ونفوذه، وأرى أن هذا هو من أحد الأسباب التى تعيد للمواطن المصرى ثقته فى الحكومة وعن نفسى أقول بصفتى مواطنة مصرية تعشق وطنها، وتتمنى أن يكون أفضل الأوطان.
إنى أسعد كثيراً عندما أقرأ عن قضايا فتح ملفات الفساد ومحاولة إصلاح ما أفسده هؤلاء فى حق مصر ومنها على سبيل المثال لا الحصر المرأة الحديدية والتى هربت منذ 25 عاماً بعد أن نهبت ثروات البلاد، وأتمنى أن تنال أقصى عقوبة لما اقترفته فى حق هذا الوطن حتى تكون عبرة لمن يعتبر ولكل من تسول له نفسه أن يفعل مثلها، وقد يكون هذا هو عربون المحبة ووصل الود الذى انقطع زمنا بين الحكومة والمواطن وطبعاً على الجانب الآخر يجب أن يكون هذا المواطن أيضاً على قدر المسئولية بالعودة لسلوكيات غابت عن مجتمعنا كثيراً من المحافظة على النظام وإتقان العمل، والمحافظة على المال العام وحب الخير وعدم إيذاء الآخرين والبعد عن النفاق والرياء والرشوة وأشياء كثيرة أخرى يجب أن يتكاتف المواطن مع الحكومة فيها لنخرج جميعاً من عنق الزجاجة.
سلوى ياسين تكتب: سعياً لإنهاء الخلاف القائم بين الشعب والحكومة..
الإثنين، 19 أكتوبر 2009 12:07 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة