خلال خمسة أيام قدم العرب هديتين مجانيتن لإسرائيل، الأولى حين ألغى العراق شرط مقاطعة الشركات المشاركة فى معرض بغداد الدولى مع إسرائيل، والثانية حين أصدرت السودان جواز سفر جديداًَ لمواطنيها خلا من عبارة عليه كانت تمنع السفر لإسرائيل.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أنها اطلعت على مذكرة لوزارة الخارجية العراقية تفيد بأن العراق لم يعد يطالب الشركات الراغبة فى الاشتراك فى معرض بغداد الدولى بإبراز وثيقة تفيد بعدم تعاملها مع إسرائيل.
وجاء فى نص المذكرة "تتشرف وزارة الخارجية بإبلاغكم بإلغاء الفقرة (45) من شروط وتعليمات المشاركة فى معرض بغداد الدولى السادس والثلاثين، والتى تشير إلى وجوب تقديم الشركات الراغبة فى المشاركة فى المعرض المذكور وثيقة بمقاطعة إسرائيل".
وحسب الوكالة، فإن الاتحاد الأوروبى كان قد مارس فى مايو الماضى ضغوطا على العراق لإلغاء تلك الفقرة، محذرا من عدم مشاركة الشركات الأوروبية فى المعرض ما لم يتم ذلك.
أما فى السودان فقد لفت الانتباه صدور جواز إلكترونى جديد، بدأ العمل به رسمياً منذ أشهر لخلوه من عبارة شهيرة كانت موجودة بين صفحات جواز السفر السودانى القديم تقول: "مسموح له بزيارة كل الأقطار عدا إسرائيل".
ونفى مسئول كبير فى الشرطة السودانية لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن يكون لحذف العبارة أى أبعاد سياسية أو صلة بموقف السودان الرافض للتطبيع مع إسرائيل، أو نتيجة لضغوط أمريكية، حسبما يردد البعض فى الخرطوم.
ورغم نفى المسئولين فى بغداد والخرطوم ممارسة أية ضغوط غربية عليهم للشروع فى التطبيع مع إسرائيل، لكن مثل هذه الخطوات المتزامنة توحى بأن العرب أصبحوا يتطوعون بالتطبيع بالهمس واللمس والإشارة، فمعروف أن أمريكا وأوروبا تضغط منذ عدة أشهر على جميع الدول العربية دون استثناء لتخفيف عداءها لإسرائيل تحت ذريعة حث تل أبيب على القيام بخطوات إيجابية لتجميد الاستيطان، ومن ثم الشروع فى التفاوض مع الفلسطينيين.
وباستثناء قطر التى حاولت مع عدة دول خليجية لاستئناف علاقات جماعية خليجية مع إسرائيل، بدا أن الدول العربية أو على الأقل فى هذه المرحلة لا تستعجل التطبيع مع إسرائيل، حتى قامت السودان والعراق بهذه الخطوات، مما يشير إلى أن الضغوط الغربية على العرب بدأت تؤتى ثمارها.
ومن حيث المبدأ لا اعتراض لدى على التطبيع مع إسرائيل، لكن هذا ليس وقته ولم تتوافر شروطه، فالتطبيع يجب أن يأتى بعد إقامة السلام العادل والشامل بين العرب وإسرائيل، أو كما تقول المبادرة العربية للسلام "الأرض مقابل التطبيع"، وحتى يتحقق ذلك على الأرض يبقى التطبيع موضوعاً مؤجلاً، ولا يجب استخدامه كجزرة لدعم رئيس الوزراء الإسرائيلى لأنه فى هذه الحالة يفقد معناه ويتحول من هدف نهائى لعملية سلمية كاملة إلى وسيلة لتحريك العملية السلمية قد تثمر أو لا تثمر!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة