قال جابرييل روزنباوم، مدير المركز الأكاديمى الإسرائيلى فى القاهرة إن هناك لقاءات بين مثَّقفين مصريين وإسرائيليين تجرى على ضفاف النيل فى مقر المركز.
وأضاف روزنبام لموقع القنطرة التابع للخارجية الألمانية للتواصل مع العالم العربى "توجد فى الحقيقة استثناءات أكثر بكثير مما تعتقدون". وزعم روزنبام أنَّ هناك كاتبًا أخبره بأنَّ النقابات تعمل مثل المافيا: "عندما يكون لدى شخص ما رأى مختلف ولا يغلق فمه، فعندئذ يتم تهديده".
ويقول إنَّه يعرف شخصيًا الكثيرين من المصريين الذين يعارضون مقاطعة إسرائيل، ولكنَّهم فى الحقيقة يتعرَّضون من قِبل النقابات لضغوطات شديدة، ضاربا المثل بالتحقيق مع د. هالة مصطفى بنقابة الصحفيين بسبب استقبالها السفير الإسرائيلى بالأهرام وتعرَّض الممثِّل المصرى عمرو واكد لمثل هذه الضغوطات؛ حيث واجه هذا الممثَّل الطموح قبل عامين احتمال طرده من نقابة الممثِّلين. وهذا الممثِّل الوسيم ذو العينين الزرقاوين الذى برز متفوقًا مع الممثِّل جورج كلونى فى الفيلم الهوليوود "سيريانا"، شارك فى تلك الفترة فى تونس فى تمثيل مسلسل من إنتاج بريطانى أمريكى مشترك.
وكان الموضوع الذى تم الاختلاف عليه بالنسبة للمسئولين فى النقابة هو أنَّ واكد ظهر مع الممثِّل الإسرائيلى إيغال ناعور فى مسلسل درامى يقع فى أربع حلقات حول حياة صدَّام حسين. وحينها أكَّد هذا الفنان المصرى أنَّه لم يكن يعرف عند توقيعه عقد التمثيل أنَّ هناك ممثِّلاً إسرائيليًا يشارك فى هذا المشروع. مضطرا للدفاع عن نفسه أمام لجنة تحقيق، ولكن لم يتم طرده من النقابة.
ويعتقد روزنبام أن المتسبب فى ذلك هو وزير الثقافة المصرى، فاروق حسنى الذى يعتبر مسئولاً منذ اثنين وعشرين عامًا عن السياسة الثقافية فى بلاد النيل. وكذلك عبَّر فاروق حسنى مرارًا وتكرارًا عن معارضته التطبيع مع إسرائيل، وهذا الموقف ساهم أيضًا ومن دون ريب فى هزيمته فى موقعة اليونسكو فى نهاية شهر سبتمبر الماضى. فقد اتَّهمه معارضو ترشيحه بمعاداة السامية، وذلك لأنَّه وصف الثقافة الإسرائيلية بأنَّها "غير إنسانية"، وكذلك لأنَّه قال العام الماضى إنَّه سيقوم شخصيًا بحرق كلِّ كتاب إسرائيلى يجده فى المكتبات المصرية.
ووزير الثقافة هذا الذى يشعر بالمرارة علَّق على هزيمته بعد عودته من باريس بهذه العبارات: "كان واضحًا فى نهاية المسابقة وجود مؤامرة ضدِّى". وانصب غضب الوزير ضدّ السفير الأمريكى لدى اليونسكو، وضدّ إدارة الولايات المتَّحدة الأمريكية، ولكن قبل كلِّ شىء ضدّ إسرائيل واللوبى اليهودى الصهيونى الذى كان يريد منعه من الفوز تحت كلِّ الظروف.
"لقد وجد العالم صعوبة فى فهم كيف يمكن أن يكون لمصر سلام مع إسرائيل فى حين أن وزير الثقافة المصرى يفكِّر بعكس ذلك".
هكذا يرى روزنبام أن الصحافة المصرية تعتقد وجود مؤامرة ضدّ الوزير واعتبرت أنَّ المسئول الرئيسى عن خسارته هو اللوبى اليهودى ووسائل الإعلام الصهيونية فى أوروبا وفى الولايات المتَّحدة الأمريكية. وهكذا كتب عبد المنعم سعيد فى تعليق تم نشره فى موقع الأهرام باللغة الإنجليزية على الإنترنت: "لقد وجد العالم صعوبة فى فهم كيف يمكن أن يكون لمصر سلام مع إسرائيل فى حين أن وزير الثقافة المصرى يفكِّر بعكس ذلك، حتى وإن كان هذا التناقض مفهومًا من وجهة النظر المصرية". وعبد المنعم سعيد توقَّع قبل ذلك أنَّ فاروق حسنى عالق فى ورطة من شأنها أن تكلِّفه خسارة أرفع منصب فى اليونسكو.
مشيدا بهالة مصطفى وعمرو واكد ومنتقدا فاروق حسنى
"الأكاديمى الإسرائيلى": النقابات مافيا ضدالتطبيع
الإثنين، 19 أكتوبر 2009 01:14 م
لقطة من داخل المركز الأكاديمى الإسرائيلى فى القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة