وسط مجموعة من قرائه احتفل أمس الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد بتوقيع الطبعة الثانية من روايته "فى كل أسبوع يوم جمعة" الصادرة عن "الدار المصرية اللبنانية" مؤخرا.
تحدث الكاتب خلال الاحتفالية عن طفولته فى أحياء الإسكندرية التى استوحى منها الكثير من أعماله مثل "لا أحد ينام فى الإسكندرية"، قائلا: "طوال عمرى لم أستطع التآلف مع الأماكن فنيا وليس حياتيا، وكنت أشعر أن هذه الأماكن عبارة عن مجموعة من الألغاز وأقوى منى".
وأضاف عبد المجيد، أنه تربى فى حى "كرموز" الشعبى الذى شكل ذاكرته الروائية، قائلا: "كنت أذهب أسبوعيا إلى سينما فريال كل جمعة بأتوبيس المدرسة مجانا، و كانت السينما مقسمة إلى مدارس فكل ركن فيها يحتله طلبة مدرسة معينة أما الآن فالمتشددون يعتبرون السينما من المحرمات"، مشيرا إلى أن حصة المطالعة الحرة كانت ساعتين أسبوعيا، وذات مرة قرأ خلالها قصة تسمى "الصياد التائه" وأخذ يبكى على الصياد الذى تاه إلى أن أخبره المدرس أن الأمر مجرد خيال و تأليف، فأعجبته عبارة "تأليف".
وعن علاقة الأدب بالسياسة قال عبد المجيد: عندما كتبت كتابات واقعية مثل "الصيف الساخن 1967" لم أكن أنا بالضبط، إنما كان ذلك الشاب عضو الحزب الشيوعى المصرى، مشيرا إلى أن السياسة موجودة فى الأعمال الأدبية ولكن ليس بشكل مباشر، مستشهدا بروسيا التى كان "لاكسين بوركى" رئيس اتحاد كتابها فى الثلاثينيات "أبو الواقعية الاشتراكية" يضطهد الكتاب غير المؤمنين بأفكار الاتحاد السوفييتى، على الرغم من أن السياسة كانت غير مباشرة فى أعماله. وأضاف: دخلت هذه الكتابات مصر فى الأربعينيات على أيدى كتاب مثل "محمد صدقى" واستمرت لفترة حتى جاء يوسف إدريس ليكشف عوالم مجهولة لم يكتبوا عنها فقضى عليهم تماما.
اختتم اللقاء الناقد "صبحى موسى" بقراءة نقدية عن "فى كل أسبوع يوم جمعة" وقال: إبراهيم عبد المجيد دائم الحرص على تغيير تكنيك الكتابة، ولديه كم هائل من الهموم التى يحتاج أن يقولها فتوصل إلى فكرة "الموقع" الإلكترونى التى تقوم عليها الرواية، لكى يطرح من خلاله أكبر قدر ممكن من الأفكار والتلاقى بين فئات مختلفة من المجتمع مثل الفتاة السحاقية والصحفية والسائق، وغيرهم، فالرواية تبدأ بلعبة فانتازية لطيفة ويتحول الأمر إلى مأساة.