مع انتهاء بطولة كأس العالم للشباب، رأى الجمهور كما رأيت مدى الفارق الرهيب بين مستوى لاعبينا ولاعبى الآخرين من الكبار فى عالم الكرة ليس لياقة وتكتيكياً فقط، وإنما فى كل شىء. فنحن عندما اخترنا الاحترافية فى العمل نظمنا بطولة أمم أفريقيا 2006، ونجحنا باقتدار جعلت بعض الدول الأفريقية مثل غانا جاءت تتعلم كيف نجحنا فى هذا الإبهار والتنظيم، كما بهرنا العالم ببطولة الشباب التى انتهت.
ما الفارق بين لاعبينا ولاعبيهم؟ هم بإمكانياتهم البسيطة ونحن بإمكانياتنا المادية الكبيرة 20 مليون جنيه أنفقناها على فريقنا.. هم تدربوا فى بلادهم وأخذوا البطولة ونحن خرجنا مبكرا جدا .. ولا داعى للحديث بعد الآن عن الاحتراف الخارجى، فمعنى الاحتراف الخارجى أن يشاهدك العالم ويعجب بإمكانياتك ثم يطلبك للعب.
كيف يحدث ذلك، وأنت لا تملك أى فكرة عن الكرة الحديثة؟ ليس العيب فيك كلاعب كرة، ولكن فى من دربوك ومن ينظم لك المسابقات الدخلية المنتظمة، لأن كل هذا أيضاً ليس لمصلحتك كلاعب، ولكن لمصلحة من ينتفع من ورائك.
هناك لا يوجد مدرب يحب أو يكره لاعباً وهناك لاعب ينفذ كل ما يطلب منه بل يتعلم الانضباط فى التمرين، وكل ما يطلب منه أن ينفذه لأنه كلاعب يتطلع أن يكون لاعباً عالمياً، ويعرف يقيناً أن وصوله لهذا فقط بالجد.
والاحترافية فى الأداء (الالتزام يعنى الاحترافية) إذاً هذا هوالفرق بيننا وبينهم، نحن فعلاً أخذنا بطولات فقط عندما أخذنا الاحترافية سبيلا.
نريد أن نترك "هلولة" الاحتراف الخارجى والتمسك بها، وننظر للاحتراف الداخلى أولاً، هذا فى رأيى المتواضع لأن لاعبيهم احترفوا داخل بلدهم ورفعوا أعلام بلدهم، ثم فكروا فى الانتشار الخارجى، هذه هى المنظومة الصحيحة فهل من مستجيب.
