اهتمت صحيفة واشنطن بوست بتسليط الضوء على آخر تطورات برنامج إيران النووى، وقالت إن تطوير هذا البرنامج يفرض واحداً من أكبر التحديات أمام حافظة السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما. ونشرت الصحيفة مقالاً لجوزيف سيرينسيون يرصد أبرز خمسة أفكار خاطئة تتعلق ببرنامج إيران النووى.
ويقول سيرينسيون فى مستهل مقاله إنه لحسن الحظ باتت الظروف مواتية لاحتواء الطموح النووى بشكل أفضل مما كان عليه قبل سنوات، إذ وافقت إيران بعد قمة جينيف على تصدير بعض من مخزون اليورانيوم إلى خارج البلاد، كما وافقت على فتح المنشأة النووية الجديدة للتفتيش الدولى وعلى الرغم من ذلك، يرى الكاتب أن المسألة لا تزال عالقة، فروسيا والصين ترسلان إشارات مختلطة حول موقفهما إزاء طهران.
ويبدأ الكاتب هذه الأفكار التى يجب أن تؤخذ فى الاعتبار لضمان نجاح الإستراتيجية المتبعة مع إيران، بفكرة أن "إيران على وشك تطوير سلاح نووى"، ويقول الكاتب إن السيناريو القائل إن إيران لديها القدرة الفنية لصنع جهاز نووى بدائى فى فترة تتراوح بين سنة إلى ثلاث سنوات، لا يوجد ما يؤكدها، فالقادة الإيرانيون لم يقرروا حتى الآن ضغط زر صناعة قنبلة نووية.
ويأتى احتمال أن تسفر "الضربة العسكرية عن الإطاحة ببرنامج إيران النووى" كثانى هذه الأفكار الخاطئة، فالكاتب يرى أن الضربة العسكرية على أرض الواقع لن تسفر سوى عن زيادة احتمالية تطوير إيران لقنبلة نووية وليس تقويضا لقدرتها على فعل ذلك، فالخيار العسكرى "لا يشترى سوى المزيد من الوقت" على حد تعبير وزير الدفاع الأمريكى، روبرت جيتس.
بل سيصب قصف المنشآت النووية فى مصلحة إيران، لأن الشعب الإيرانى سيوحد صفوفه خلف حكومته التى يتشكك بأمرها الآن، كما قد تشن إيران هجوماً معاكساً ضد إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة الآخرين.
ثالثاً، "يمكننا شل إيران عن طريق فرض العقوبات"، ولكن هذا السيناريو لن يجدى نفعاً، فالعقوبات نادراً ما تؤتى ثماراً إيجابية، غير أن فرض العقوبات فى مرحلة ما قد يكون الخيار الأمثل إذا ما رفضت طهران كبح جماح طموحها النووى أو الارتقاء إلى مستوى تعهداتها.
أما رابعاً، فمتمثل فى "حكومة جديدة فى إيران قد تتخلى عن البرنامج النووى"، إذ يرى البعض أن تغيير الحكومة الإيرانية غير العقلانية التى تحكم البلاد الآن هو الحل الوحيد، ولكن هناك إجماعا عاما داخل الساحة السياسية فى إيران يعزز الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
وآخر هذه السيناريوهات هو أن "إيران تشكل التهديد النووى الرئيسى فى الشرق الأوسط"، ويرى الكاتب أن التهديد ينبع من أن جيران إيران من العرب فى الشرق الأوسط سيرغبون فى مسايرة سباق التسلح النووى الذى بدأته طهران حتى يتمكنوا من مجاراتها، وقد بدأ السباق بالفعل، فعلى مدار الثلاث سنوات المنصرمة، حاولت كل من تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات وليبيا تطوير برامج نووية مدنية.
وعلى الرغم من أن امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية لم يدفع الدول العربية فى المنطقة إلى تطوير أسلحتها الخاصة، إلا أنها تسعى الآن إلى تطوير أسلحتها بسبب برنامج إيران النووى، وليس واضحاً إذا ما كانوا سيتخلون عن برامجهم إذا توقفت إيران عن استئناف برنامجها النووى.
ويرى الكاتب أن الخطر الحقيقى لا يكمن فى وجود إيران مسلحة نووية وإنما فى تنامى أعداد الدول المسلحة نووياً فى المنطقة التى تعرف بالنزاعات السياسية والاقتصادية المعقدة.
ويختم جوزيف سيرينسيون مقاله قائلاً إنه يجب وضع خطة شاملة من شأنها الحيلولة دون صنع المزيد من الأسلحة النووية، وتقليل الدافع لعمل ذلك، وهذا يعنى التعامل مع قضايا الأمن الإقليمى والقضايا الأخرى التى تدفع الدول الأخرى للبدء فى برامجهم النووية.
خمسة أفكار خاطئة تتعلق ببرنامج إيران النووى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة