محمود فرغلى يكتب:سعيــــد

الأحد، 18 أكتوبر 2009 01:07 م
محمود فرغلى يكتب:سعيــــد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الآنَ نجوتَ، وهم مَاتوا
مَن زرعوا الشوكَ بأفئدةِ الوردةِ قَسرا،
وأَهالوا فوقَ اللؤلؤةِ غُباراً،
لا ينفضُّ ولا يمضى
سَتَحارُ الريحٌ،
ويبقى .........
ويذوبُ الضوءُ اللامعُ فى قلب اللؤلؤةِ،
ويبقى........
يمضى الألقُ الدرى،
ويبقى..............
ليموتَ الغواصُ
وفى النفسِ صباباتُ.
الآن نجوتَ، وهم ماتوا
حين رفعتَ
على الظلماتِ سلاحَكَ،
كان الأخوةُ فى الرُّدْهات الفظَّةِ
يشكونَ التكييفَ،
ويزدردون الأحرفُ ناصعةً،
فاضحةٌ كلُ معالمها،
ماذا يفعلُ سيفُكَ
يا خَالى؟
والأفئدةُ الموتى
تخرجُ منها مدرجةً فى الأكفانِ
الكلماتُ
الآن مضيت إلى ربكِ
فرداً
فذاً
يشهد لك ما حبَّرتَ من الصدقِ،
وما دبَّجتَ من الحرفِ المؤمنِ
بالوطن المنكودِ الأبكمْ
هل تعلمْ
أن الأخوةَ من بعد وفاتِكَ
رشَقوا القلمَ الميِّتَ فى محبرةِ الدّمعِ،
اسالوا فوقَ الورقِ البرَّاقِ
النعْيَ،
لكى تغفرَ لهم الصفحاتُ.

الآن نجوت وهم ماتوا
فى البلدِ النائِى
كان السرطانُ وراءَك،
يقتات اللحمَ،
الأوردةَ،
العظمَ
ولا يبقِى لكَ شيئاَ
هل أبقى لك هذا الوطن الطيبُ شيئا!!
كى تعطيه الحبَ
حقولا خضرا،
وتريقَ على بابِ مودتِه العمرا،
لم تسألْ عن طعمِ مرارتِه فى حلقِكَ،
عن أوجهِ من سكروا برُخاء العيشِ
كأفراخٍ داجنةٍ
تدخل ولأولِ سوطٍ لرواءِ العُشَّةِ،
راضيةً بحبوبِ الصمتِ،
وعُشبِ الحكمةِ
ممنْ
لا تخرجُ منه الكلمةُ إلا داميةً
من سبغِ الجوعَى،
باهتةً من وجع المرضَى،
مترعةً ببكاء النيلِ،
لكى تكتملَ المأساة ُ

الآن نجوت وهم ماتوا
فى قلب الظلمة يتساوى
النائمُ والميتُ،
والصالحُ والطالحُ،
والغادى والرائحُ،
والأبيضُ والأسودُ
والباقِى والنازحُ،
والمتلكئُ والمتعجلُ،
فى قلب الظلمة تتساوى كلُ الأشياءِ،
حلاوتُها ومرارتُها،
لكنْ تبقى الكلمةُ
قدِّيسا يحملُ قمراً لا يرتجُّ بخافقه الضوءُ،
لكى يكشفَ ما عاشت تُخفى الظلماتُ.

وأمام السلطان نجوتَ،
وكان الطوقُ الكلمةَ فى وجهٍ
دأبَ على أن يتكلمَ،
والمستمعونَ على أرءؤسهم أعشاشُ
الصمتِ،
كثيرا كان البيضُ القادمُ من فمه
فلماذا تَفْكُر فى وضعِ البيضِ دجاجاتُ.
طائرةٌ فوق رؤوسهمُ الكلماتُ المروَاغةُ،
تُقعدهمْ،
كالمسوخٍ
لا تعرف
من أسرارِ الكلماتِ سوى الصمتِ،
من الصمتِ سوى الموتِ،
من الموتِ سوى العيشِ،
بأكناف الساسةِ
كى ترعى عشبَ الحكمة
ممن
لم ينطقْ بالحكمةِ قطٌ،
،لن ينطق بالحكمةِ أبدا.
بدداً يحيونَ،
وبددا سيموتونَ،
ومن ذا يسألُ زبدَ البحرِ إذا انفضَ إلى الرملِ
الطوقَ
وهل ثمَّةَ طوقٌ
غيرُالكلماتِ الحرة ؟
بيضة ديك الأمة
تبعثُ واهنها،
تحيى ميتها،
تتشكل لؤلؤةً فى بحرِ البيض المتخثِّرِ،
يرتحل إليها
الأحبابُ الخلصُ
ملء قلوبهمُ من فيض الشوقِ زرافاتُ.
الآن نجوتَ
فمن أوعز للسرطان لكى يدخلَ
بهو الحبِ،
وينفرد بقلبكَ،
ويشاغب أوردةً يجرى فيها النيلُ
فهل جاءَ
ليسقطَ أقنعةً دأبتْ تحتاطُ من الكلمةِ
وتعد لها الطعنةَ
تُلو الطعنة،
كى تسقطَ فى عُشِّ الدجنةِ،
ما فرَّ من الكلمات المدسوسةِ،
تلحقه فى التوِّ هُراواتُ.
الآن نجوت
،ولكن نجاءكَ
كان بعيداً
فى الطرف الآخرِ للدنيا
كى تكتمل الحكمةُ،
كلُ الأحبابِ على التبَّةِ
يرتقبون مجيئَك،
فاصعد حراً
كالضوءِ،
فتيَّا كالموجِ
عصيَّاً عن لغة التدجينِ،
بوجهك من ألق اللؤلؤةِ بشاراتُ.

واطفُ على السطحِ
تعمدك الشمسُ،
وتعطيك جَسارتَها
يا ناجٍ
هل يبقى فى قَعر الوطنِ الميّتِ
إلا الأمواتُ.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة