بسمه موسى

فوق السحاب

الأحد، 18 أكتوبر 2009 07:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمناسبة إطلاق الأمم المتحدة حملة "أوقفوا الفقر" فى العالم، حيث يعيش أكثر من مليار فرد فى العالم تحت خط الفقر معظمهم من قارتى أفريقيا وآسيا، وكنت قد شاهدت تجربة صغيرة من المشاركة المجتمعية فى هذا الصدد، عندما كنت بالطائرة فوق السحاب عائدة لأرض الوطن، حينما تنبهت لصوت كابتن الطائرة يعلن أنه سيتم توزيع مظروف صغير لكل راكب، وعليه أعادته لأحد طاقم المضيفين فى آخر الرحلة. وأخذنى الفضول عما بالمظروف، وعندما أخذت واحداً من المضيفة وجدت به رسالة إنسانية فى منتهى الرقة ودعوة للخير، المظروف على غلافه صورة طفلة صغيرة أفريقية سمراء اللون وملفوفة ببطانية صغيرة وقد كتب على المظروف بالانجليزية: " "Changing children lives"إن تبرعك بثمن بطانية لطفل فقير يساوى أقل من اثنين جنيه استرلينى، ونحن نرفع عنك كاهل حمل كسور النقود التى تثقل حقيبتك، والفكرة لمنظمة اليونسكو، وتبنت شركة الطيران التنفيذ مساهمة منها فى مد جسور الخير من أوروبا إلى أفريقيا".

أعجبتنى الفكرة ووجدت حلاً للعملات المعدنية، والتى لم يسعفنى الوقت بالمطار أن أضعها فى الصندوق الزجاجى المخصص لذلك، والذى يذهب غالبا إلى مستشفيات سرطان الأطفال أو غيرها، والتى أتمنى أن أرى أحداها بمطار القاهرة إن لم تكن موجودة بالفعل، فهذه النقود ولو أنها قليلة فلن يحتاجها المغادر من دولة إلى أخرى، وعادة ممكن أن تتغير العملة إذا عاد الفرد إلى هذه الدولة مرة أخرى بعد فترة من الزمن، وسوف تصبح بلا قيمة، خاصة ونحن الآن نسمع ونشاهد فى قنوات التلفاز العالمى وفى المواقع الإلكترونية والصحف عن العملة العالمية الجديدة، والتى تسمى "يورودولار" يعنى بعد فترة ستختفى عملات أوروبا وأمريكا الحالية. المهم جمعت كل العملات المعدنية ووضعتها بالمظروف وسلمتها لطاقم الطائرة وشكرتهم على الفكرة عند مغادرتى الطائرة، وفكرت قليلا فى الفكرة وبأن مفهوم الخير تعدى حدود الأوطان إلى كل بلدان العالم، فجميلاً أن تشعر أوروبا بمعاناة أفريقيا، ولكن هل يكفى هذا!!!.

فعلى الرغم من أننى أثمن إلى منظمة اليونسكو الهيئة الدولية الممثل بها كل دول العالم وغيرها من المنظمات غير الحكومية تبنى مثل هذه المشروعات، ولكن إلى متى ستستمر الجهود فى أعمال خير بحلول وقتية، فقضية الفقر فى العالم هى مشكلة معقدة وتحتاج إلى تضافر جهود الشعوب جميعا.

فلو نظرنا إلى عالم الوجود، نجد أن جميع الكائنات لها علاقة مع بعضها البعض، ومن هذه العلاقة يحصل التعاون والتعاضد، وهذا هو سبب البقاء والحياة، فإذا استبعد التعاون والتعاضد ولو لدقيقة واحدة من حقائق الأشياء تنحل جميع الكائنات وتصبح هباء منثوراً. وعليه فإنه من الواجب على عالم البشر أن يتيح النظام الاقتصادى العالمى فيه فرصة لكل فرد أن يفى دخله بمتطلباته الأساسية، وإن عجز عن ذلك لأى سبب كان مثل العجز أو غيره، فمن حقه الحصول على ما يسد ذلك العجز المالى، ومن ناحية أخرى يجب على النظام أن يحد من تراكم الثروات بأيدى أفراد أو فئات معينة، وذلك بفرض الضرائب التصاعدية.

وقد آن الأوان لوقفة للتأمل تتفق وما وصل إليه الإنسان من بلوغ فى تفكيره وسلوكه، فهناك العديد من القضايا التى يجب حلها جذرياً لأنها أحد أسباب الفقر لفئات بعينها من البشر مثل قضية التعليم العام الإجبارى الذى من شأنه أن يمحو الجهل الذى هو آفة الآفات، فإذا نال كل طفل حظه من التعليم سوف يصبح مهيأ لسوق العمل والتكسب المشروع، ويأتى بعدها التخطيط للعالم على أنه وحدة واحدة يستفيد الكل من الموارد الطبيعية به بكل عدالة، ورفع مستوى المرأة لتساوى الرجل فى الحقوق والواجبات، ولكى تحصل على فرص عمل أفضل وتكون فاعلة فى زيادة القدرة المالية للعائلة وحياة أفضل لأطفالها، ثم قضية فتح آفاق المعرفة أمام الجميع دون عوائق واستثناءات، كلها عناصر ستدفع بالإنسانية إلى العيش بازدهار فلا معوز جائع ولا غنى متخم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة