فريدمان يكتب عن "حرب الأفكار" بعد 11 سبتمبر

الأحد، 18 أكتوبر 2009 04:28 م
فريدمان يكتب عن "حرب الأفكار" بعد 11 سبتمبر فى العالمين العربى والإسلامى..
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً للكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان تحت عنوان
"القوة فى 11/9" يتحدث عن التهديد الحقيقى الذى يواجه الإدارة الأمريكية فى معالجة الوضع فى أفغانستان والحيلولة دون تحولها مرة أخرى إلى ملاذ آمن للإرهاب والإرهابيين، ومحاولة منع باكستان من الانزلاق إلى حرب أهلية، وينصح من خلاله الرئيس الأمريكى باراك أوباما بضرورة التعلم من الأخطاء السابقة، تلك الأخطاء التى أسفرت عن أحداث 11 سبتمبر الإرهابية، وأن يدرك أن القوة الحقيقة تكمن فى قوة الشعوب التى إذا صاحبتها الأفكار البناءة لعصفت بالأنظمة الاستبدادية.

ويرى فريدمان أن هناك مشكلة عويصة تواجه العالمين العربى والإسلامى فى وقتنا هذا متمثلة فى غياب أو ضعف "قوة الشعب"، فهناك حرب أهلية صغيرة دائرة داخل العالمين العربى والإسلامى، أطرافها دائماً "الشىء ونفسه، الجنوب ضد الجنوب، الأفكار السيئة ضد الأفكار السيئة يعززها العنف، بدلاً من أفكار سيئة ضد أفكار جيدة تؤازرها قوة الشعب".

ويقول الكاتب إنه فى بلدان مثل مصر وسوريا والمملكة العربية السعودية وأفغانستان وباكستان، تجد حكومات عنيفة متشددة تحكم بقبضة حديدية متمثلة فى أجهزة أمن الدولة، وفى الوقت الذى تعكف عليه تلك الأنظمة على سحق المتشددين، قلما ما يستبدلون الأفكار المتطرفة التى يحاربونها ببدائل أخرى نافعة هدفها محاربة التشدد وإحلال التقدم، وعندما يستهدف هؤلاء المتشددون أطيافاً أخرى أمثال الهندوس والشيعة والإسرائيليين، لا تبالى هذه الأنظمة وتبقى على صمتها، لذا هناك حرب حقيقة تدور رحاها بين الأفكار وبعضها فى هذه الدول.

هذه الدول لا تتبنى تفسيراً شاملاً متسامحاً للإسلام، الذى قد يكون أساساً ترتكز عليه قوة الشعب. والجدير بالملاحظة أن أبناء تلك الدول عندما يتظاهرون غالباً ما يكون ضد أشخاص آخرين، بدلاً من توحيد صفوفهم حول الأفكار البناءة، فمثلاً امتلأت عواصم الدول الإسلامية بتظاهرات تندد بالرسوم الدنمركية المسيئة لرسول الإسلام محمد (ص)، ووجهت أذاناً صماء للعمليات الانتحارية الإسلامية التى تحصد أرواح المدنين، أكثرهم من المسلمين.

ويرى فريدمان أن أكثر الحركات الشعبية التقدمية والواعدة فى العالم العربى والإسلامى تتمثل فى ثورة الأرز فى لبنان، وحزب الصحوة فى العراق، والثورة الخضراء فى إيران. ولكن ثورة الأرز تعثرت بسبب التدخل السورى والانقسامات الداخلية، بينما حطمت الثورة الإيرانية قبضة النظام الإيرانى الحديدية، وحتى الآن ليس واضحاً إذا كان العراقيون سينحون خلافاتهم القبلية جانباً من أجل قوة شعبية مشتركة.

ويختم توماس فريدمان مقاله قائلاً: لذا فى الوقت الذى نحاول فيه حسم مسألة إرسال المزيد من القوات الأمريكية لإحلال الاستقرار فى أفغانستان وباكستان يجب علينا أن نتذكر أنه حيثما وجدت قوة شعبية تصحبها أفكار بناءة، دائماً ما يوجد الأمل، وتستطيع واشنطن تقديم المساعدة، ولكن حيثما وجدت قوة شعبية تعرقلها الأفكار الهدامة، دائماً ما يوجد خطر. وطالما لا يوجد قوة شعبية، فقط أفكار سيئة، لن يكون هناك نهايات سعيدة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة