أحيانا أتطلع إلى النافذة.. فأشاهد منظرا رائعا.. لأن حقيقةً بلدنا من أعلى أحلى بكثير مما هى عليه من أسفل..
فأفتح النافذة لأستنشق بعض الهواء النقى.. فأفتحه لمدة لا تزيد عن خمس ثوان ثم أغلقه بسرعة وأمضى.. وأنا حتى لم أعد أريد أن أشاهد المنظر..
أحيانا فى النهار الباكر.. أو بعد الفجر.. أرى الكون كأنه مغسول ونظيف.. وورق الشجر مندى والوردات لامعة مع بدايات الأشعة الشمسية.. أراها تتراقص وتتكلم.. .. وتحكى حكاوى الغرام..
كل منا يريد رؤية هذا وذاك..
ولكن نصيحة منى إذا أردت أن ترى كل هذا وأن تستمتع به.. فأنصحك بأن تضع منديلا على أنفك..
لأن رائحة الدخان أصبحت فى كل مكان.. أصبحت فى كل ضاحية وفى كل ربع..
كانت سابقا محدودة بوقت ومكان
أما الآن ففى كل وقت وفى كل مكان.. ربما تأقلمنا على ذلك ولم يعد يضيرنا وجود الدخان.. أصبحنا نتنفس الدخان بدلا من الأكسجين..
ليس هناك مجال لذكرخطورة هذا الدخان.. ولكن أعتقد أن الإنسان العاقل يستطيع معرفة الخطورة من مجرد التفكير السطحى فى ذلك.. فى كونه يتنفس الدخان.. كالسجائر المتصلة.. للأسف سيدى أصبحنا جميعا مدخنين..
الصباح الباكر وساعات الفجر بالطبع لا تحوى دخان السيارات.. إنما رائحة الدخان تأتى من حرائق كأغلب الظن.. ربما يحرقون القمامة.. ربما يحرقون قش الأرز.. ربما يحرقون أى شىء.. ولكن الأكيد أنهم يحرقوننا معهم..
الصباح الباكر بدلا من أن يحوى عبير الأزهار وهواءً نقيا.. أصبح يحمل دخانا يقتلنا تدريجيا..
لا أدرى إن كانوا يستصغرون ما يفعلون.. إن كان الناس يشتكون من تراكم القمامة فى الأركان.. فذلك أحق بالشكوى..
لأن أبسط حقوق الإنسان أن يتنفس.. أن يتنفس الهواء طالما ما زالت روحه فى جسده.. سلبوا منا حق الهواء يا سيدى.. لا أدرى لماذا..
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة