أظل سماء مهنتنا سحابة سوداء فى الآونة الأخيرة، طال غبارها ثوب جميع الصحفيين..
فتارة نجد مجموعة من الصحفيين يقومون بنشر أخبار عارية من الصحة و جارحة لأعراض أُناس يجلهم المجتمع، وتارة نجد فتاة تدعى أنها صحفية وتتورط فى معركة بين شوبير ومرتضى، أقل ما توصف به أنها مؤامرة رخيصة، وتارة يتورط بعض الصحفيين فى جلسات "أنس" يرتكب فيها كل المحرمات، وأخرى نجد صبية انتسبوا لصاحبة الجلالة يمارسون أعمال البلطجة على رؤسائهم، كذلك نجد قلة تأخذ مهنتنا طريقا للبزنس واللعب على الحبال، فيما نجد صحفيين أصبحت مهمتهم فى مؤسساتهم الصحفية كتابة التقارير فى زملائهم لجهات أمنية حتى يعلوا فى المناصب.
ولكن كل ذلك يهون بجوار من دنسوا أقلامهم بالخوض فى جريمة التطبيع والدعوة له، وتصميمهم على بيع ثوابتنا وقيمنا لبنى صهيون، يضاف لذلك المعارك التلفزيونية بين الإعلاميين التى تحولت فيها بعض البرامج لوصلات ردح، وساحة لتبادل البذاءات والاتهامات، ووصل الأمر بهم للحضيض، وقد ترتب على ذلك استخفاف المشاهدين بأسماء من المفترض أنها نجوم فى عالم الميديا.
إنها نماذج قليلة فى بلاط صاحبة الجلالة، لكننا لا نستطيع إنكار وجودها، وما يجعلنا نستشعر بالطمأنينة أن الأغلبية من أبناء العمل الصحفى طاهرة القلم، عفيفة الخبر، صادقة النبأ، عاشقة لصاحبة الجلالة متشرفة بالانتساب لها.
لكن النقد الذاتى والمصارحة واجب علينا لابد من القيام به، فهى مهنة كأى مهنة بها الغث والسمين، وبالطبع لابد أن نعترف، أن الساقطين فى أوحال الاستخفاف بالمهنة والقلم، والمتلاعبين بقيم صاحبة الجلالة، ما هم إلا بقع شديدة السواد فى ثوب صاحبة الجلالة الناصع.
وعلى أبناء المهنة ونقابتنا أن نعلنها حربا ضروساً ضد هذه القلة وذلك ليس بالكلمات الرنانة، ولكن لابد من اتخاذ إجراءات حاسمة تشرف عليها النقابة، ويكون على رأسها تفعيل ميثاق الشرف الصحفى، وحرمان من يخل بآداب المهنة من شرف الانتساب لها، ومحاسبة الدخلاء على المهنة بشكل قانونى، كما لابد من تشديد العقوبات فى لائحة النقابة.
كما علينا أن نعى جميعا، أننا أرباب قلم، شرفه عظيم، ومداده محسوب، وكلماته مقروءة وموزونة، وصدقه واجب، وأخطاؤه قاتلة، وخيانته جريمة، وهو سيف الشريف، لا يشهر إلا بحق، ولا يستخدم إلا فى حق، ولا يتجرأ على حمله إلا خادم للحق.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة