هاهو التغيير والحداثة يكادان يصيبان خان الخليلى، ذلك الخان الأشهر فى تاريخ مصر، والذى يشير تاريخه إلى أن الذى بناه هو جركس الخليلى (من الخليل فى فلسطين) منذ حوالى 600عام.
الخان عبارة عن بناء مربع الشكل يقع بجوار مقام سيدنا الحسين فى محافظة القاهرة.
يحوى الخان أيضا وفى جهة منه على مقهى الفيشاوى... أشهر وأقدم مقهى فى القاهرة (أقيم منذ أكثر من 200عام).
هناك آراء تنادى وتطالب بنقل الخان إلى محافظة 6 أكتوبر بدلا من موقعه الحالى.
الخان كان ملهما للكاتب المصرى الأشهر حائز نوبل نجيب محفوظ فى تأليف رواية خان الخليلى، وملهما لغيره من الكتاب والمثقفين والمبدعين.
لايقصد السياح- من كافة أنحاء العالم- الخان للشراء فقط، وإنما للولوج إلى التاريخ والعودة إلى الوراء زمنيا من خلال جولة على الأقدام يرتشف فيها السائح عبق الماضى وأريجه.
لاتتوفر خبرة الماضى هذه بسهولة فى أى مكان سوى فى الخان وما يماثله من أبنية تاريخية بالطبع، وسواء أكان السائح مسلما أو خلاف ذلك فلسوف يزور الجامع الأزهر أولاً، وربما مسجد الحسين المجاور.. ثم يدلف إلى الخان.
هنا الأسبلة والمشربيات التاريخية والبخور والعطور، تجلب من أجزاء من العالم.
سعادة السائح هى فى أن يشم هذه التركيبة الفريدة من العطور المتداخلة مع البخور، وأنواع العطارة الأخرى.. شىء فريد لا يتوفر بسهولة فى أى مكان.
ومن المعروف بلا أدنى إطالة أن الخان (وهو منحوتة عبقرية منقطعة النظير) متخصص أساسا فى بيع التحف والعاديات، والمشغولات الفضية أساسا والنحاسية أيضا، وفى شارع الصاغة المجاور توجد المشغولات الذهبية، وهى مقصد السياح العرب، تلك المشغولات التى صنعت بدقة ومهارة غير عاديتين لصناع مهرة قضوا- ربما- شهورا يصنعون هذه المنحوتات الفريدة.
الخان ليس مكانا تجاريا فقط وكما أسلفنا ولكنه تاريخ واحد أثريات ثقافية تكونت ببطء عبر الزمن، ويصعب الإتيان بمثلها، وهى تمثل للسائح تذكرة فريدة بالماضى.
فإذا كانت أرض الخان الآن قد صارت ذات قيمة بيعية تقدر بمليارات الجنيهات، ويمكن نظريا تعويض أصحابها بحفنة ملايين من الجنيهات، فإن خسارة الخان والذى هو قطعة من التاريخ وليس مكانا للبيع والشراء فقط ستكون خسارة فادحة.
ثم أين الأستاذ الكبير وعمنا العزيز/ جمال الغيطانى.. أحد أكبر المثقفين فى مصر...أرى أنه يكفى أن يدلى برأيه ويصدر فرمانا (ثقافيا) بالاتفاق مع مثقفى مصر... بمنع نقل الخان إلى 6 أكتوبر.
وأعتقد أن فخامة الرئيس لن يمانع من تأييد مثقفينا فيما يرونه بشأن الخان فالأمر جلل ولا يستهان به.
