ضحكت كثيرا حتى وقعت على قفاى عندما تابعت مذيعاً شاباً فى إحدى القنوات الفضائية يذيع برنامجاً عن البطالة بين الشباب وأرسل مراسل القناة الميدانى لمقابلة العاطلين فى الطرقات والمقاهى وأذاع أقوالهم وآراءهم وتساءل المذيع وتعجب عن أسباب البطالة فى نهاية برنامجه الناجح وكل برامجنا ولله الحمد ناجحة ويقر بذلك كل المتصلين منذ البث التليفزيونى فى ستينيات القرن الماضى حتى يومنا هذا.
وبعد دقائق ظهر نفس المذيع ليقدم برنامجاً آخر وفى الفترة المسائية كان له برنامج ثالث ونبهنى ابنى الصغير أن لهذا المذيع برنامجا رابعا باسم رابع غير الأسماء الثلاثة للبرامج السابقة وهنا فقعت الضحكة التى أوقعتنى على قفاى لأننى عرفت ما سبب البطالة التى تأخذ بتلابيب قمصان شبابنا وتخنقهم بكل وحشية وشراسة فيفر بعضهم ليموت فى قارب فيما وراء أعالى البحار.
وسبق أن كتبت هنا مقالا بعنوان (شروط التعيين) لمعالجة مشكلة البطالة واقترحت فيه تعديل شروط التعيين وطبعاً هو ليس تعييناً تاماً بل هو تعيين بعقد مؤقت ليسير قطار البطالة ولو كان سيراً بطيئاً بدلاً من حالة التوقف الكامل من عام 1985 ويبدو أن كلماتى طرطشت على بعض التابوهات (التابوه هو نصف إله مزعوم ويخيف بعض الناس وهو نمر من ورق وليس هو خطاً أحمر فقط بل هو دواية حبر أحمر مملوءة لرقبتها) ولذلك لم ينشر.
هل من المعقول أن نعين مذيعاً لا صوت ولا صورة و ليس من خريجى كليات الإعلام وليس له مقومات المذيع وكل مواهبه بعض التصرفات على الشاشة التى تصنف أنها من طائفة الهبالة والعبط والسخافة وخلال عام واحد يسند له برنامج ثان ثم برنامج ثالث ثم صباح الخير يا مصر ثم برنامج باسمه الصريح فى سابقة لم تحدث لكبار المذيعين التلفزيونيين أو الإذاعيين ثم تحول لنجم سينمائى ثم مسرحى ثم نجم إعلانى.
هل من المعقول أن يكون الأستاذ عبد الدايم جمعة حسنين (اسم وهمى) صحفى فى جريدة الضحى اليومية والمستشار الصحفى لوزارة مش عارف إيه ومدير القسم الإعلامى لمؤسسة مش عارف مين ومقدم برنامج الصفحة الوسطانية وعضو مجلس إدارة القناة الفضائية السلطانية (لزوم القافية).
هل من المعقول أن يكون الأستاذ جمعة عبد الدايم حسنين (ابن عم الاسم الوهمى الأول) وكيل وزارة كذا ورئيس مجلس مش عارف إيه ومستشار مش عارف مين والعضو المنتدب فى شركة كيت.
هل من المعقول أن يكون الأستاذ حسنين جمعة عبد الدايم (ابن الاسم الوهمى الثانى) والذى غير اسمه إلى حسن جيمى ملحناً ومطرباً وممثلا سينمائياً وتلفزيونياً ومسرحياً وإذاعياً ومذيعاً ومنتجاً وصحفياً فنياً ومؤلفا وسينارست ومخرجا.
هل من المعقول أن نجد شباكاً واحداً يعمل فى المصالح الحكومية وغير الحكومية ذات الشبابيك وبقية الشبابيك مغلقة وطابور المواطنين أمام الموظف الوحيد وآخره على رصيف شارع تلك المصلحة.
وهنا أنقر نقرتى على باب البطالة وأذكر بقانون عريق يقول: لا يجوز الجمع بين وظيفتين فأين هذا القانون العادل الجميل الذى تم طمسه من الطماعين ودفنه من الجشعين؟ ولو كنا جادين فى التخلص من البطالة وأردنا أن تكون لنا الريادة والسيادة فى معالجة هذا الداء الذى تعانى منه كبريات حكومات العالم فلننفض الغبار عن هذا القانون ولنطبقه على جميع الوظائف والأعمال وحتى لا يموت مرة أخرى فإننى أطالب أن يكون هذا القانون ضمن بنود الدستور مع أنتيمه الحميم قانون: من أين لك هذا ؟
وأكاد أجزم لو فككنا ملايين الوظائف المزدوجة ووزعناها على العاطلين ما وجدنا عاطلاً يجلس على مقهى وما وجدنا مذيعاً مزدوجاً يستغرب ويتعجب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة