حسن الكومى يكتب.. لقاء فى مقبرة جماعية

الجمعة، 16 أكتوبر 2009 04:14 م
حسن الكومى يكتب.. لقاء فى مقبرة جماعية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كم كانت الحياة جميلة كالورود.. متفتحة كالزهور حين تلاقت نظراتنا، فملأ سكوتنا الكون صياحا بحب وليد.

كانت أول حبى وكنت لها الحب الوحيد، فصرت مشتاقا للقاء.. وصارت تتمنى قرب البعيد.. لكن الأمانى تبخرت وتلاشت كقطر الندى، وما دنا منها إلا بقايا ذكرى من حبنا الفريد.. ضاعت فى زحمة الدنيا.. وضعت أنا فى هموم العيش أبحث عن عمل عسانى ألقاها فى يوم سعيد.

وما زلت فى حياتى أبعد كل يوم .. حتى الأهل والأصحاب أصبح صعبا أن نتلاقى .. فكل فى همه يسبح منهكا ضد تيار الحياة العنيد.

وفى هذه الأثناء فى خضم اليأس أشرق أمل يحمل بشرى اللقاء، بخبر فى صحيفة غراء.. يقول: و"بنى سويف" تحدد أماكن المقابر الجماعية لضحايا المرض!!

ما أحلاه.. ما أروعه.. وما أعظمه خبر. لقد تحقق حلم طال انتظاره، وبعد مناله.. إنه اللقاء.. "لقاء فى مقبرة جماعية"، لم أصدق نفسى، ليس لأننى سوف ألتقى كل من اشتاق لرؤياه.. ولكن لهذا التخطيط العبقرى.. نعم، ذهلت من اهتمام الحكومة غير العادى بإزاحة كل أوجاع الشعب وإراحته إلى الأبد بلا ألم.. بلا طوابير بلا بطالة.. بلا ذل أو مهانة أو استعباد.. بسبب العمل فى القطاع الخاص، حيث اضطرت هى بلا ذنب وعن غير قصد أن تلغى العمل فى القطاع العام، قررت أن تضمن لنا (المواطنين) حياة أبدية كريمة، بعيدا عن التظاهرات والإضرابات، والنوم على سلالم النقابات وإلى جوار القطط والكلاب أمام الوزارات، إنهم حقا رجال من أعظم الـ"رجالات"، تفوقوا على أنفسهم فى كل الـ"مناسبات" من الـ"يونسكو" إلى الـ"مونديالات".. تقدموا على أقرانهم بذكائهم وتركوهم يتخبطون ويتسابقون فى إنتاج اللقاحات ويدفعون من دماء قلوبهم لإحياء شعوبهم وإنقاذهم من الفيروسات والتفاهات.

حقا مهما كتبت لن أوفى حكومتنا حقها ولو ذرة واحدة من الـ"ذرات"، وذلك لما تقوم به من "تضحيات".. هؤلاء رجال صدقوا ما تعاهدوا عليه فيما بينهم...

وفى النهاية اللهم ارحمنا جميعا ونحن فى عداد الأموات.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة