حظيت أفلام التحريك بالنصيب الأكبر من اهتمام وإعجاب المتابعين للدورة الـ13 لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية، حيث تعد أبرز مميزات المهرجان هذا العام، نظرا لما حملته تلك الأفلام من مضامين مختلفة، عالجت بأسلوب رشيق وألقت الضوء على الكثير من مشاكلنا الحياتية المعاصرة، والضغوط التى يتعرض لها الإنسان، وأبرزها الفيلم الأرجنتينى "الوظيفة" للمخرج سانتياجو جراسو والذى يصور يوم عادى فى حياة رجل يستيقظ من يومه ليستخدم الناس كأدوات جزئية نشطة فالدولاب والكرسى والسيارة والأسانسير كلهم يظهرون فى شكل بشر يستخدمهم هذا الإنسان، لنفاجأ فى النهاية بأن وظيفته هى "سجادة" أمام أحد المكاتب، وأبدت الناقدة خيرية البشلاوى إعجابها الشديد بالفيلم لأنه يتميز بالبساطة فى طرح الفكرة، بالإضافة إلى السيناريو المحكم، وأضافت "الفيلم يوضح لنا كيف أن البشر جميعهم يستغلون بعضهم البعض داخل نظام محدد".
كما لاقى فيلم التحريك السلوفانى "مرحباً فى الشركة المتحدة" فكرة وإخراج فلورا بورن، الترحيب نفسه لأنه يصور فى إطار ساخر كيف أن الموظفين جميعهم مكبلون بالضغوط الوظيفية، فجميعهم مربوطون بحبال تتدلى من أعلى، وكلما زادت أهمية وظيفتهم تزداد معها حجم الضغوط التى يتعرضون لها، أما الفيلم البريطانى "هذا الطريق إلى أعلى" إخراج سميث وفولكس، حظى بنسبة كبيرة من الإعجاب وتدور أحداثه فى 9 دقائق حول يوم صعب فى حياة رجل وابنه يعملان فى مهنة دفن الموتى، ويواجهان صعوبات كثيرة أثناء طريقهما لدفن سيدة عجوز، ويضطران إلى مطاردة تابوتها فى عوالم مختلفة بعد تعرضهما لحادث "تراجيكوميدى".
وفى أشكال مصنوعة من مادة البورسلين تظهر شخصيات الفيلم البريطانى "بضائع تالفة" للمخرج برنابى بارفورد، ويحكى قصة حب بين تمثال شاب وسيم وتمثال فتاة جميلة، حيث يلمح الأول الأخيرة ويقعان فى الحب من أول نظرة، ويصعد إليها بمساعدة أصدقائه الأوفياء إلى الرف الأعلى الذى تسكن فيه، ولكنه عندما يصعد يفاجأ بأنها حبيسة لدى أحد الرجال الأغنياء، ويسلط عليهم كلابه ليهرب الحبيبان لكنهما يقعان من فوق الرف، وتنكسر الفتاة الجميلة، ويتحطم قلب الشاب، لكن أصدقاءه فى النهاية ينجحون فى جمع الأجزاء المبعثرة من جسد الفتاة ليعيدوا لصقها مرة أخرى، ويرقص الحبيبان معا، ويؤكدان أن رأس محطمة أفضل من قلب محطم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة