أنا لا أتخيل أن يمر عليا يوم بدون أن أقرأ هذه العبارة ويقرأها جميع المصريين على منتجاتهم، وأن يطبعوها على صناعات ماكيناتهم!، وأن يلصقوها ويزخرفوها على ماركاتهم ثقة لا نشك أنها عمياء فى سرعة تداولها وجريانها بين أيديهم، بأرخص وأدنى وأقل سعر مخفض عن صناعاتهم.
إنها الصناعة الصينية الشعبية المصرية التى أكاد أن أقول إننا نعيش فى بلد صينى بعد أن رأينا بعيوننا المندوبين الصينيين يقتحمون بيوتنا ويعرضون علينا بضاعتهم! ما الذى يحدث حقيقة هذه الدولة دولة عظيمة، تستحق رغما عن أنف الجميع لقب العملاق، بصناعتها وكيفية اقتحام العالم الأول والثانى والثالث، وكل عالم ومقاسه!
فالصين تصدر للعالم الأول اللى هو الدول الكبرى صناعات طبعا عندنا بنسميها اليابانى، ونصدر للعالم الثانى اللى هو إحنا صناعات على قدنا تناسب العرض والطلب على قد الحال، عود كبريت، أو ولاعة، حسب الطلب.. شبشب حمام من نوع فل.
كل ما يحتاجه المواطن المصرى وما يحتاجه المجتمع المصرى من الإبرة حتى لو عايز طيارة صينى حتى كله موجود بس الجميل يؤمر!
كل هذا شىء جميل مش حرمانا من حاجة الصين والله.. لكن الشىء الذى يزيد عن حده بينقلب إلى ضده! آه لحد هنا وكفاية!
استحملت أنا الشاب المصرى منذ ولادتى فى عصر لا يحسدنا عليه سابقونا، ولا الذين يروننا من العالم الآخر ومن الكوكب التانى من معاصرينا، واستحملت أن أرى من الملبس والكراميل الذى قد صدرتمونه لى فى يوم سبوعى، ومكونات التورتة والجاتوة الذى أعطيتمونى إياهها فى يوم أن احتفلت فى عيد ميلادى، واستحملت الألعاب التى أحتفظ بها حتى الآن لتكون ذكرى لن أنساها أبدا لتكون لى هدايا ببلوغى، واستحملت ملابسكم وخاماتكم وأدواتكم وأجهزتكم التى عفا عليها الزمن، فى عمر افتراضى لا يكمل اليوم ونذهب بها إلى ورشة الصيانة التى تجاور البيت مباشرة بجوار كل بيت مصرى، لإصلاح ما يتم اتلافه من صناعتكم، فقد استحملتكم ولا أنكر لكم الجميل الذى لم تصنعه بلدى لى لكى أفخر به، إلا أنها قد صنعت لى الشيبسى ذو الطعم الشهى، والبسكويت بالكريمة ذو الطعم اللذيذ، والجلاتى الساقع ذو الطعم المسكر، واللطيف الذى نأكله من هنا ونذهب لطبيب من هناك، حقيقة أنتم فعلتم لنا معروفا لن ننساه لكم ولا نستطيع أن نقدركم عليه، لكن كل شىء ولابد أن يكون له حدود قد صنعتم كل شىء، لكننى لا أتخيل وأنا الشاب المصرى وكأى شاب مصرى أن ننخدع بصناعاتكم أيضا فى شرفنا!
فالشرف الشىء الوحيد الذى لا يمكن أن يصنع، وقد صنعتموه، ولكنكم لن تبيعوه كأى بضاعة قد اعتدتم على بيعها فى أسرع وقت. غشاء بكارة صينى! منتج جديد يا شباب مصر.. من صنع الصين أيضا، فى ليلة عرسك وفى ليلة دخلتك لم يكتف الصينين بتجهيز وإعداد وتوفير كل متطلبات زواجك.. ببيتك، وفرشك، وفرحك، وحتى الفرقة التى تعزف لك ألحان وترانيم وزفاف ليلتك وأغانى التى ملأت الموبايلات الصينى!
لم يكتف الصينون بذالك بل ووفرو عليك ثمن شرفك! يخترعون لعروستك العفيفة الشريفة غشاء شرف! واللى يا حبة عينى باعت شرفها ممكن تسترده وبأقل الأسعار!
شرف صينى للبيع، ولا شاف ولا من درى، حاجة بسيطة خالص، يا مصر يا بنات مصر اطمئنوا على الآخر، الصين أنتجت ليكم شرف صينى!
كنا نخاف من المتحرشين وكنا نرتعد من أن يحدث لبناتنا خدشة فى حياء، أو لمسة فى طرف شعر العذراء، أو نظرة من شاب منحل لعيون وجسد امرأة حسناء!
كان إذا حدثت فى عائلة والعياذ بالله حادثة عار من اغتصاب لفتاة تقوم الدنيا ولا تقعد ولا يستريح بال على حال إلى أن تشتعل النيران فى كل قلب رجل وامرأة.
سكن الشرف شرايينهم، وتغلغلت الكرامة أجسادهم، وتعمقت النخوة والتصقت الحكمة والقوة بقراراتهم واندفاعهم!
لا نعرف ما الذى يريده منا هؤلاء الفاسدون، لا نعرف ما الذى تريده منا هذه الشبكات، وما الذى تريده من بناتنا العفيفات هل يريدون أن يتحول بناتنا إلى فتيات ليل، هل يريدون أن يتحولوا عاهرات فى كابيريهات على مقاس من يطلب طالما يوجد شرف للبيع!
أم يريدون أن يتزايد الترحش فى بلد يعيش الآن فى حالة تحرش فعليا ويحتاج من ينهضه فى أسرع وقت! يريدون لشبابنا أن يطمئنوا إلى وجود بنات على حسب متطلباتهم ورغباتهم الدنيئة!
ما بين رفض واستنكار واستهتار بهذه القضية الكبيرة وهى عملية استيراد أغشية بكارة صينية، لمن فقدت عذريتها من بنات مصر نجد الإعلام لا يعطى القضية ولا علماؤنا ولا مسئولينا حقها، كما يهتمون هم بتوافه الأمور كما ننشغل الآن حتى هذه اللحظة هل النقاب حرام أم حلال؟!
وفى الوقت الذى تتسلم فيه امرأة إسرائيلية جائزة نوبل فى الكيمياء، ويتسلم من بعدها أوباما رئيس أمريكا جائزة فى السلام! ننشغل فيه فى هذا الوقت نحن بقضية النقاب ونترك قضية الشرف المستورد للبيع!
بدلا من الحجاب والنقاب الذى لا نشك فيه حتى وأن رجع بنا الزمان إلى عصر النخوة والشرف الحقيقى الذى كان فيه الزوج لا يرى زوجته إلا يوم خطبته أو يوم دخلته!
