أبقى المنتخب الوطنى الأول أمل المصريين على قيد الحياة فى أن يتأهل لنهائيات المونديال بجنوب أفريقيا بعد الفوز على زامبيا والانتظار بشغف إلى حين أن يحل موعد اللقاء الختامى الملتهب بين مصر والجزائر يوم 14 نوفمبر القادم بالقاهرة.
«خابت» الكرة المصرية فى مونديال الصغار والعشم أن تصيب فى مونديال الكبار.. وإذا كانت نهاية الصغار موجعة تنتظر لجنة تحقيق محايدة تتشكل بعيدا عن أهواء الجبلاية لنعرف الحقائق التى تاهت بين الاتهامات المتبادلة داخل أسرة منتخب الشباب «المفككة» التى صرفت على الفشل 25 مليون جنيه.. فإن النهاية المأمولة للمنتخب الكبير أن يجعل من المستحيل ممكنا فى مجتمع انفرد دون مجتمعات العالم بنظرية «الممكن مستحيل والمستحيل ممكن» وهى النظرية المعتمدة فى إدارة الرياضة المصرية التى منحت نفسها حق الصراع على المكاسب الخاصة ولم تمنح حقا للدفاع عن المصالح العامة بدليل أنها وفرت الحماية لمن خربوا منتخب الشباب على مدار عامين ظنا أن الحضن الدافئ للجمهور والأرض يعوض نقائص فريق لم نعرف له هوية ولا حتى تعارف عابر بين الناس ولاعبيه حتى اضطروا للإعلان عنهم خلال البطولة وكأنهم يعرضون منتجا جديدا تحت الاختبار.
جاء فوز المنتخب الأول ليطفئ نار الغضب إلى حين أن تعود مرة أخرى إلى الاشتعال إذا استعصى المستحيل أن يكون ممكنا.. ومن المفارقات أن يفكر اتحاد الكرة فى تشكيل لجنة تحقيق مع منتخب لم يعد موجودا أصلا بعد تسريح لاعبيه وإقالة جهازه الفنى.. والأجدر أن تتشكل لجنة للتحقيق مع الاتحاد نفسه، فهو الذى بقى من «ركام» الانتكاسة وهو الذى شاهد مبنى المنتخب يتصدع دون أن يتحرك ويرمم التصدعات ويبعد تجار فترة الإعداد الذين عملوا فى البيزنس.. وأسهل ما ارتكبه من جرائم أنه فتح الخزينة المستباحة دائما، وما أسهل أن يصرف الاتحاد الملايين على أشياء غير مفيدة وربما ضارة لأن المهم أن يخرج مسئولوه ليقولوا للرأى العام إننا صرفنا ولم نبخل، وأقل ما يوصف به هو إهدار المال العام مع سبق الإصرار والترصد، فالأموال التى تأتى سهلة يصرفها المنفلتون بسهولة أيضا.
وأعلم أن المجلس القومى للرياضة ولجنة الشباب بمجلس الشعب وأجهزة الدولة الرقابية سوف تسأل عن هذا «السفه» فى الصرف مع «السفه» فى الإدارة.. وحتى لو «أصاب» المنتخب الأول وحقق حلمنا الكبير، لا يجب أن ننسى معها «الخيبة» الكبيرة. وكما طالبت من قبل فى «اليوم السابع».. الآن يأخذ حسن شحاتة بحكمة «الضرورات تبيح المحظورات».. ومادمنا تحت حصار أزمة مباراة الجزائر فإن استدعاء محمد زيدان يصبح من الضرورات الفنية التى اضطر حسن شحاتة بسببها إلى التسامح مع المحظورات.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة