>> لو أخذ الرئيس الفلسطينى رأى القيادة المصرية لما وقعت الفضيحة
«مصر غاضبة من أبومازن، فلايمكن لها أن تكون سعيدة بإنقاذ إسرائيل من إدانة محققة فى المجلس الدولى لحقوق الإنسان» هكذا تحدث نبيل عمرو، سفير فلسطين لدى القاهرة لـ«اليوم السابع» مؤكدا أن موقف السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس أبومازن من تقرير جولدستون أغضب القاهرة والمسئولين المصريين، وهو ما ظهر من تصريحات وزير الخارجية أحمد أبوالغيط الذى قال إن مصر لم تحط علماً بما حدث، مشيراً إلى أن هناك أخطاء عديدة تسبب فيها المتحدثون باسم السلطة، ومنها تلميح بعضهم إلى وجود دور لمصر ودول عربية فى تأجيل مناقشة التقرير فى المجلس الدولى لحقوق الانسان، وتساءل عمرو «لماذا يتم إظهار مصر كأن لها علاقة بالموضوع وهى ليس لها علاقة ولم يتم استشارتها من الأساس؟ ولو أن مصر استشيرت وشاركت فى القرار لكان لدى أبوالغيط الشجاعة للإعلان عن ذلك، ولكن الذى حدث أن مصر لم تستشر، والوزير أبوالغيط قال كلاماً حقيقياً بدليل أنه لم يعترض أحد على ما قاله أبوالغيط سواء من داخل فلسطين أو من خارجها».
عمرو الذى أنهى رسمياً السبت الماضى مهمته بالقاهرة كسفير لفلسطين لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، هاجم موقف السلطة الفلسطينية من تقرير جولدستون، وقال: «هناك محاولات ساذجة ومثيرة للسخرية جرت من قبل عديد من الناطقين باسم السلطة للتغطية على ما حدث، وتم تشكيل لجنة، وبعد ساعات ظهر أحمد أبوالغيط قائلا لا علاقة لنا بهذا وبعد ساعات ظهر موقف الأمين العام وسوريا والسعودية، لذلك كان يجب أن يقال إننا تعرضنا لضغوط شديدة واضطررنا إلى طلب تأجيل التصويت، وقد يكون هذا خطأ ولكنه الذى حدث، لو قيل ذلك من اليوم الأول فإن ردود الفعل ستكون أقل مما يحدث الآن».
عمرو اتهم حماس أنها استغلت الضجة المثارة حول التقرير لتحقيق مكاسب خاصة بها.
وأكد عمرو أن ما حدث حول تقرير جولدستون أدى إلى ضعف موقف السلطة، وقال: «كان المفروض أن نستفيد من تقرير جولدستون للضغط على إسرائيل، الآن تحول التقرير إلى مادة للضغط علينا، هذا أضعفنا داخليا لأن أبومازن إذا ذهب إلى المفاوضات سيذهب وجبهته الداخلية وضعه فيها صعب، لذلك نحن خسرنا وموقفنا الآن ضعيف».
ورفض عمرو التعليق على عودة الظهور السياسى لمحمد دحلان داخل الساحة الفلسطينية، وقال: «لا أجيب عن أسئلة تتعلق بأشخاص، الساحة الفلسطينية مفتوحة للجميع مثل البورصة تشهد صعودا وهبوطاً للأشخاص، فقبل قضية جولدستون كان أبومازن أشبه بالإله والإمبراطور المتوج، الآن «روح اتفرج»، الوضع الفلسطينى لا يؤمن جانبه».
وكشف عمرو عن اتجاهه لتأليف كتاب عن الفروق ما بين عرفات وأبومازن، محدداً هذه الفروق فى أن «أبوعمار شخصية استثنائية وأبومازن شخصية عادية.
وأشار عمرو إلى أن أبومازن خسر كثيراً، مرجعاً ذلك إلى محاولة البعض ممن يقفون حول أبومازن ممن لا يرغبون فى وجوده، ولفت إلى أنه فور أن قرر العودة إلى رام الله، نصحه بعض أصدقائه بعدم العودة خاصة أن أبومازن أمر يوم الجمعة الماضى برفع الحراسة من أمام منزله.