اهتمت صحيفة الإندبندنت بتسليط الضوء على آخر تطورات السلام فى الشرق الأوسط، وقالت فى تقرير أعده دونالد ماكنتاير تحت عنوان "لماذا فقد الفلسطينيون إيمانهم بأوباما؟" إنه على الرغم من أن سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطينى، هو السياسى المفضل لدى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، إلا أنه نقل خلال المؤتمر الذى انعقد فى رام الله أمس الأربعاء، واستغرق ساعتين، رسالة حاسمة مفادها أن إسرائيل يجب أن تجمد بناء المزيد من المستوطنات فى الضفة الغربية كشرط مسبق لعقد مباحثات جادة، خاصة بعد فشل الإدارة الأمريكية فى الضغط على إسرائيل لتحقيق ذلك.
تقول الصحيفة إن فياض أكد أن القيادة الفلسطينية لم تعد مهتمة كثيراً "بعملية السلام من أجل العملية بحد ذاتها"، كما تساءل حول المعنى الحقيقى وراء تأييد نتانياهو "غير واضح المعالم" لمبدأ إقامة دولة فلسطينية.
وتلفت الإندبندنت إلى أن فياض أعرب عن دهشته حيال تقرير أصدره مركز القدس للعلاقات العامة يرجح أن 60 % من أراضى الضفة الغربية تتحكم بها إسرائيل وتسمى "المنطقة ج" بموجب اتفاقيات أوسلو، وتضم وادى الأردن، ولن يتم تسليمها وفقاً لأى اتفاق سلام، فكيف إذاً سيتمكن الفلسطينيون من إنشاء دولة فلسطينية بمباركة إسرائيلية.
ويرى ماكنتاير أن فياض، وهو مسئول سابق بارز فى البنك الدولى، لا يتحدث من فراغ، لافتاً إلى أن القيادة الفلسطينية المعتدلة لم ترضخ للضغوط الأمريكية للدخول فى محادثات مع الإسرائيليين طالما ظلت إسرائيل رافضة لتجميد نشاطها الاستيطانى.
وهناك الكثير من الأسباب وراء اشتداد لهجة خطاب رام الله، على حد قول الصحيفة، على رأسها سوء معالجة تقرير "جولدستون" المتعلق بحرب غزة، بعدما وافق دبلوماسيون فلسطينيون تحت ضغط أمريكى على تأجيل التصويت عليه فى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وهو ما استقطب موجة من النقد اللاذع داخل الحكومة الفلسطينية.
ويؤكد الكاتب أن فياض لم يشترك فى أخذ هذا القرار، فالدبلوماسية ليست وظيفته، كما وجه النقد لشخص زعيم السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ورغم التراجع عن القرار تبين للقيادة الفلسطينية أن الإذعان للمطالب الأمريكية لا جدوى منه إذا كان سيؤدى إلى هز الثقة فى موقع تلك القيادة داخليا، وهو ما حدث بالفعل.
وتضيف الصحيفة أن فياض لديه خطة، وإن كانت فى شكلها الأول يتم سنها خلال العامين المقبلين، لإقامة دولة فلسطينية، وهو ينوى المضى قدماً بهذه الاستعدادات سواء أأحزرت المفاوضات أى تقدم أم لا.
وتتسم خطة فياض بالمصداقية، نظراً لتاريخه المشرف فى تحسين الإدارة المالية للسلطة الفلسطينية، والقوات الأمنية، وتوفير الخدمات لسكان الضفة الغربية.
وعلى ما يبدو يعتقد فياض أن تنفيذ مخططه سيكون أفضل السبل لخدمة الضفة الغربية، وفى الوقت نفسه أظهر للعالم أن الفلسطينيين على أتم استعداد لتطبيق حل الدولتين، خاصة مع غياب المفاوضات الجدية بين الطرفين.
ومن ناحية أخرى، وحول القضية نفسها نشرت صحيفة الجارديان مقالاً للكاتب أنتونى ليرمان يتحدث عن مدى التقدم الذى أحرزته الجهات التى تعمل جاهدة من أجل إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويقول الكاتب إن شعورا باليأس والتشاؤم بدأ يتسلل إلى قلوب القائمين على دفع عملية السلام قدماً، بعدما فشلت الولايات المتحدة الأمريكية فى الوفاء بتعهدها بتحقيق تغير ملموس فى فض هذا النزاع الضارى، وهو الأمر الذى أدى فى نهاية المطاف إلى إدراك واقعى بوجود تدهور واضح على عدد من الجبهات.
فبنامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، نجح بمهارة فى مقاومة تجميد بناء المستوطنات، وتردد محمود عباس كثيراً بشأن قبول أو رفض تقرير "جولدستون" المتعلق بحرب غزة، وهو ما أضر بمصداقيته، فى حين أن حماس باتت تسيطر على غزة أكثر من أى وقت مضى، وعكفت السلطات الإسرائيلية على مضايقة المنشقين، ومنعت منظمات حقوق الإنسان من إتمام عملها فى غزة.
ويرى الكاتب أن هذا المناخ غير الصحى يعرقل الجهود الدبلوماسية والسياسية لفض هذا الصراع.
للمزيد من الإطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
صحيفة الإندبندنت تسلط الضوء على تطورات السلام فى الشرق الأوسط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة