النجاح له طرقه، والفشل له دروبه، ودائما يمكن للإنسان أن يتحول من طريق إلى آخر.
«سامح.م» مهندس حاسب آلى ونجل مساعد وزير سابق، اتجه إلى طريق الإدمان وتنقل بين جميع أنواع المخدرات بداية من البانجو والحشيش والأقراص المخدرة حتى وصل إلى أقصاها وأغلاها، أدمن الهيروين، حتى أصبح متنفسه الذى يحيا به، تعرف على أصدقاء سهلوا له مهمته فى الحصول على المخدر بأسرع الطرق، حتى تبدلت ملامحه واكتسى وجهه بعلامات الإدمان، ليصبح سببا فى تعاسة أسرته، وتم نقله على الفور لأول مرة إلى أحد المستشفيات لعلاجه من مرضه، وفشلت المحاولة، حتى وصلت المحاولات إلى أكثر من خمس عشرة محاولة فاشلة كانت أخراها فى مستشفى قصر المعادى، وأثناء تواجده بها حاول حقن نفسه بحقنة مخدرات حصل عليها، ليخطىء فى حقنها ويغرسها فى شريانه بدلاً من وريده لتسبب له أزمة صحية نتج عنها دخوله فى غيبوبة وإصابته بشلل فى قدمه، فحاول الأطباء لمدة عام ونصف علاجه بكل الطرق حتى لا يتم بتر قدمه.
فى ظل هذه الفترة أصبح صديقه الوحيد هو سريره الذى لا يفارقه ليل نهار، وبعد انقضاء فترة علاجه فى المستشفى تم نقله إلى منزله لتلقى جلسات العلاج الطبيعى، ومع أول محاولة ناجحة له للحركة ومغادرة سريره اتجه إلى بلكونة غرفته وأرسل أحد الأشخاص لشراء الهيروين ليستمر معه إصراره على الرجوع إلى طريق المخدرات رافضا كل محاولات العلاج، وخلال هذه الفترة تعرف على فتاة وجدها دواء لمرضه وسبيلاً لعافيته، قرر الارتباط بها فبادلته الحب، حتى تم زواجهما ولم يملك الشجاعة حينها لإخبارها بإدمانه ورحلته الفاشلة مع العلاج.
صارحها بعد الزواج بحقيقة إدمانه، وخيرها بين استكمال طريقهما معاا أو تركه يواجه مأساته بمفرده، فقررت خوض التحدى، والمشاركة فى بطولة قررت أن تضع ملامحها بمساعدة زوجها، أقنعته بدخول أحد مراكز علاج الإدمان فاستجاب لها، وأمضى عاما آخر فى رحلة علاجه ليترك بعدها المركز ويستكمل علاجه فى منزله بعد أن حطمه الاكتئاب وعاش بين جدران شقته فى صمت موحش، بعد أن أنفق كل أمواله على العلاج الذى لم يسعفه، فقرر عدم الاستمرار فى الفشل ووضع نهاية لمسلسل إخفاقاته، فتبنى حلما وسعى لتحقيقه، اختار حلما صعبا بأن يبنى منتجعا لعلاج الإدمان فى الصحراء لمساعدة نفسه ومساعدة من هم على دربه من المدمنين، إلا أن افتقاده الموارد المالية جعلته لا يطمع فى تحقيق حلمه سريعا، بذل جهدا وأقنع والده بتمويل مشروعه، اختار مكانا فى الصحراء ورسم حلمه حتى تمكن من إنشائه والانتهاء منه على مساحة تبلغ 5 أفدنة، بسعة 40 سريرا تمكن فيها من زراعة 2450 شجرة مانجو، واستدعى فيه كبار الأطباء لإدارة المنتجع حتى أصبح من أكبر مراكز الإدمان فى الشرق الأوسط، وتنصب فيه منصبا إداريا حتى تم شفاؤه من إدمانه تاركا وراءه ذكرى شاب فاشل تمكن بإرادته من تحويل فشله إلى نجاح.
لمعلوماتك...
>> 20 إلى 30 ألف شخص تقريبا يتحولون إلى مدمنين سنوياً
طريق طويل من إدمان البانجو إلى زراعة المانجو
الجريمة تفيد أحياناً.. ابن مساعد الوزير بدأ حياته مدمنًا.. وأصبح فى النهاية صاحب أكبر منتجع لعلاج الإدمان فى مصر
الخميس، 15 أكتوبر 2009 10:10 م
المهندس سامح فى منتجعه لعلاج الإدمان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة