بعد أن أنهيت اتصالى الأول بالسيدة: أمل مصطفى محمود - ابنة العالم والكاتب الكبير د. مصطفى محمود- جلست لأعيد قراءة المقال الذى لفت نظرى وأجاب عن تساؤلاتى لسنوات مضت.. أين د. مصطفى)؟!
هكذا خيل إلى حين قرأت المقال لأول مرة.. مقال فراج إسماعيل بجريدة المصريين بتاريخ 6/10/2009.. وتضمن المقال أخبارا فى غاية السوء حول الحالة الصحية والمادية للدكتور، وحول النزاعات الأدبية التى تتعرض لها أسرته من الجمعية الخيرية التى أنشأها منذ سنوات.
وقيل- والعهدة على فراج إسماعيل - إن د.مصطفى فقد البصر تماما.. وإنه فى غيبوبة، وإن لا أحد من المسئولين حاول مجرد محاولة أن يعطى عالمنا الكبير قدرا من الاهتمام المفروض.
وإن الجمعية الخيرية المشهرة باسمه تخلت عن نجله "أدهم" خارج مجلس إدارتها منذ قرابة الثلاث سنوات.. واستولت مؤخرا على صومعته الخاصة المتمثلة فى شقة صغيرة بمساحة 50 مترا تعلو مقر الجمعية.. وترفض أن تعترف بأحقية الأسرة فى "تليسكوبه" الشهير الذى يعد ثروة فى حد ذاته قاربت على المليون جنيه بخلاف قيمته الأدبية بالطبع.
حينها شعرت بالمرارة تغص حلقى.. كيف وهو من هو يعامل بتلك الصورة؟!
كيف وبعد ما منحه لتلك الأمة طوال أعوام قاربت على الخمسين عاما؟!
حقا كنت ومازلت أعرض رأيى بصورة واضحة فى القضايا الشائكة، ولكنى أعترف أننى أحيانا كثيرة كنت أجد قلمى عاجزا عن هذا التعبير بذلك الوضوح.. ربما يأسا أو على طريقة "النتيجة واحدة".
لكن حين وصل الأمر للدكتور مصطفى محمود.. الرجل الذى شكل وجدانى بأفكاره وعلمه وأدبه، الذى تعلمت منه أسرار الكون والحياة.. وجدتنى ثائرة وعازمة على التعبير بقوة ووضوح.. منتهى الوضوح.
فحين يكون رد وزير الثقافة حين عُرضت عليه فكرة علاج د.مصطفى على نفقة الدولة أنه "ميت ميت".. فتلك مهزلة ما بعدها مهزلة.
حين يكون وزير الثقافة غير مقدر لمكانة مثل ذلك العالم فى تاريخ ثقافة أمة بأسرها، تلك كارثة يجب أن تعيد معها الوزارة تقييمها لكرسى وزير الثقافة بشكل كبير.
بدأت أتحدث بما علمت، البعض اتهمنى بترويج إشاعات- رغم أنى فى أول مقالاتى لم أؤكد حتى كلام فراج إسماعيل. دعوت لهدفين أثناء بحثى عن حقيقة تلك المعلومات، الأول هو ضرورة لفت النظر.. إنه مصطفى محمود!
انتبهوا يا سادة.. إنه هو..
ليس هو من يترك لسنوات دون أى ذكر له أو لم يبذله ويبذله وتبذله أسرته خلفا له..
ليس هو من يعانى ذلك الإهمال من الدولة.
ليس هو أبدا.
وتعالت معى أصوات عديدة.. تندد بذلك وتدعو لعدم إهانة مكانة الدكتور العظيم بتلك الصورة، تماشيا والقول "ميت ميت".
أما الهدف الثانى فهو فى رأيى حق للدكتور علينا، كيف نترك أسرته تواجه تلك القرصنة المباشرة على مجهود سنواته وبحثه؟!
اسمه يرفع من الجمعية.. ويستبعد نجله من مجلس إداراتها.. وبعد أن مرض الدكتور استولوا على شقته أيضا!!.. وأخيرا "تليسكوبه" الشهير!
هدفى الثانى مناشدة الدولة أيضا للالتفات إلى تلك العبثية التى يقابل بها كفاح
د.مصطفى..
أوقفوا تلك الإهانات لشخصه الكريم ولأسرته.. تلك أهدافنا من حملة "لن ندعهم يهينوك" التى بدأت ولن تنتهى إلا بتحقيق هدفينا.
أخيرا، ومع بداية الأسبوع الحالى توصلت للاتصال بالسيدة أمل.. التى أكدت على كافة المعلومات الواردة فى مقال فراج إسماعيل فيما عدا ما يختص بصحة الدكتور، والذى يبدو أنه كان "فرقعة" إعلامية رخيصة فى رأيى- أو معلومات غير دقيقة على أحسن تقدير.
د. مصطفى حالته الصحية مستقرة تماما، فقط يعانى من التهاب فى العين قارب أن يزول والحمد لله.
الزيارة ليست ممنوعة، ولكن مدام أمل تفضل تركه للراحة قليلا، وصحيا لا يعانى من أية أمرض، اللهم بعض من آثار جراحات القلب التى أجراها منذ سنوات.
حرصت على أن أتأكد من معلوماتى منها حول الحالة الصحية للدكتور وحول ما يواجهون من نزاعات مع الجمعية الخيرية، وبعد أن سعدت كثيرا بما نفعله ونهدف له، وعدتنى أن تطلعنى بكل ما يستجد ووعدتها أننا لن نتخلى أبدا عن واجبنا نحو د.مصطفى، أستاذنا حتى ولو دون أن يدرى هو بذلك.
مصطفى محمود ذلك الشريف الذى يمتد نسبه لبيت النبوة، فهو حفيد "على زين العابدين".. ذلك الرجل الذى أثرى ثقافتنا بالكثير علما وأدبا.
تجاهله خطأ فى حقنا قبل حقه.. لو تعلمون، فانتبهوا يا سادة، أيها المعنيون..
لن نصمت أبدا ولن نتخلى عن واجبنا نحوك يا أستاذى، كانت "المستحيل" رواية قديمة لك ، لكنا معك سنحققه بإذن الله.
أميرة سعيد عز الدين تكتب: معك سنحقق .. المستحيل
الخميس، 15 أكتوبر 2009 02:32 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة