>> «عصفور» يؤكد لجوء المصانع إلى تخفيض إنتاجها إلى النصف و«القميرى» يتهم الحكومة بالتخلى عنهم
تتعرض مصانع الحلوى هذه الأيام لأزمة خطيرة تهدد بتوقف الكثير منها عن العمل بسبب الارتفاع الجنونى فى أسعار السكر، الأمر الذى أدى إلى تحقيقها خسائر كبيرة، بل إن هناك أكثر من 75 % من المصانع اتجهت إلى غلق أبوابها والتوقف عن الإنتاج بسبب عدم توفير السكر وارتفاع أسعاره.
ورغم القرارات والإجراءات الحكومية، وأهمها إعفاء واردات السكر الخام والمكرر من الرسوم الجمركية فى الفترة من 15 أغسطس حتى نهاية ديسمبر2009 بهدف خفض أسعار السكر بالسوق، فإن ذلك لم يعمل على حل الأزمة ولو بشكل جزئى.
محمد القميرى، صاحب مصانع حلويات أكد أن مصانع إنتاج الحلوى لجأت إلى رفع أسعار البيع للتجار والمستهلكين لتعويض خسائرها، مشيرا إلى أن السكر يمثل ما يزيد على 55 % من نسبة المكونات فى هذا المنتج، بما يحد من قدرة المصانع على استيعاب تلك الزيادة، كما أن الزيادة قد تصل فى المتوسط إلى 1000 جنيه فى الطن، وأعرب عن قلقه من أن تتسبب هذه الزيادة فى استمرار حالة الركود التى يمر بها القطاع.
وأكد القميرى لجوء العديد من المصانع إلى غلق أبوابها بالفعل لحين انتهاء هذه الأزمة والتوقف التام عن الإنتاج بعد خسائر وصلت إلى ملايين الجنيهات، مشيرا إلى أن أكثر من 75 % من المصانع تعرضت لخسائر فادحة دون أن تلتفت الحكومة إلى الحديث معهم أو محاولة إنهاء الأزمة، وأضاف أن وزارة التجارة والصناعة تركتهم فى مهب الريح دون أدنى محاولة لإيجاد مخرج من هذه الأزمة، وأكد أن أسعار بيع السكر الخام لمصانع الحلوى غير مستقرة ومتفاوتة، وقد تصل نسبة الفارق فى سعر الطن بين شركة وأخرى إلى 250 جنيها، نظرا لحجم المخزون بالشركة وسياستها التسعيرية.
وأشار القميرى إلى أن جميع التعاقدات التى تتم فى السوق حاليا يومية، ولا توجد تعاقدات طويلة الأجل بسبب تخوف كلا الطرفين سواء منتج السكر الخام أو مصنع الحلوى من تحقيق أى خسائر، مصدر مسئول بشركة صافولا مصر المنتجة لسكر «الأسرة» أكد أن مصانع الحلويات تحصل على السكر الحر بسعر 3750 جنيهاً للطن وفقاً لخطاب من غرفة الصناعات الغذائية، محذرا من استمرار حالة المضاربة على أسعار السكر فى السوق المحلية.
أما عمرو عصفور، نائب رئيس شعبة البقالة بالغرفة التجارية، فأكد أن الذى يتعرض للخسارة هو المستهلك البسيط، مشيرا إلى أن المصانع تستطيع أن تعوض خسارتها من خلال ارتفاع أسعار المنتجات وأشار عصفور إلى أن المصانع لجأت إلى خفض الكميات التى كانت تقوم بشرائها إلى النصف انتظارا لانخفاضات جديدة فى الأسعار، متوقعا ارتفاعا كبيرا فى الأسعار خلال الفترة القادمة.
الغريب أن صلاح العبد، رئيس شعبة الحلوى بالغرفة التجارية وهى الجهة التى من المفروض أن تكون أول المعنيين بهذه المشكلة كما أنه صاحب محلات «العبد» رفض بشدة الحديث عن هذا الأمر، مؤكدا أن هذا الأمر لا يهمه على الإطلاق، وأنه غير معنى بما إذا كان ارتفاع أسعار السكر قد أدى إلى تعرض المصانع لخسائر أم لا، وهو الأمر الذى أثار استغرابنا فإذا كان رئيس شعبة الحلوى لا يهمه هذه الكارثة فمن الذى يهمه؟
لمعلوماتك...
>> 31 ألف طن واردات مصر من السكر فى النصف الأول من 2009
>> 55% من استهلاك مصر من السكر مستورد من البرازيل والهند
