نقلاً عن العدد الأسبوعى
يرفضن نظرة المجتمع إليهن ويشكين من كثرة العواقب التى تعترض طريقهن بسبب النقاب، بعضهن كانت تسخر من المنتقبات قبل أن ترتديه وبعضهن ولدت فى بيئة فرضت عليهن النقاب، ولكن كلهن رفضن الطريقة التى تعامل بها شيخ الأزهر ووزير التعليم العالى مع النقاب، واعتبرن تدخلهما انتهاكا واضحا لحريتهن الشخصية.. الشهادات القادمة لأربع فتيات منتقبات، ربما يكون شيخ الأزهر والدكتور هانى هلال ومن معهما فى حاجة إلى أن يقرأوها ليدركوا مشاعرهن ويعرفوا أن كل المنتقبات لايشربن من نفس البئر.. بدليل أن فى هذه الشهادات موافقة صريحة على كشف الوجه للجهاز الأمنى، طالما هذا فى صالح أمن وسلامة المجتمع.
مفازة سعد الدين: حاربوا العرايا أولا.. والنقاب مش «لوك» ح نغيره
23 عامًا هى عمر «مفازة» المعيدة بقسم الدراسات الأدبية بإحدى الكليات النظرية بجامعة القاهرة، و7 سنوات هى عمر مفازة مع النقاب، تقول: أرتدى النقاب عن اقتناع، وآخذ بالرأى الفقهى الذى يقول إنه فضيلة، وهو حرية شخصية ليس من حق أحد التدخل فيها، فأنا لا أؤذى أحدا بارتدائى له، وأخلعه لضرورة التحقق من شخصيتى.
مفازة، مرحة، هادئة، تتحدث بارتياح وثقة، لكنها فجأة انفعلت قائلة: أنا نفسى أقابل شيخ الأزهر وأقول له، إنت مابتنطقش ليه تجاه العرى، اشمعنه النقاب؟! أنا نفسى ينادى بالحجاب، ويساوى فى التطرف بين النقاب والتبرج والعرى، لو منصف يعمل كده، ولو إحنا عندنا مثقفون، ونخبة واعية تعمل كده، مش كل هدفهم يعطوا للبهائيين حرية و«شرطة» فى البطاقة، والمنتقبات همّا «البردعة»، هؤلاء كل هدفهم أن مصر تتعرى.
أما التحجج بمشكلة تخفى الرجال فى النقاب، والبنات سيئات السير والسلوك، والكلام لمفازة، فهذا سببه الفلتان الأمنى والاستهتار وليس النقاب، هذه مشكلة سلوكية واجتماعية، ولأن المدينة الجامعية «وكالة من غير بواب»، أنا معيدة وفى وسط بنات الجامعة وعارفة أنه ممكن أى حد يدخل المدينة ومش معاه كارنيه ومش لابس نقاب، اشمعنه بيمسكوا اللى بيلبس نقاب يتخفى فيه؟!
ترتدى مفازة نقابا يمكن وصفه بالأنيق، تقول: «أستطيع وصف نقابى بالمعتدل، فأنا أرتدى ألوانا فاتحة، هادية مش منورة، وقصات أنيقة مش لافتة، ولا أتخيل إنى فى يوم أخلعه لأنه «مش لوك هنغيره».
هدى طاهر: المنتقبات مضطهدات حتى فى البرامج الدينية
تعمل هدى طاهر البالغة من العمر 38 عاما فى مجال التنمية البشرية منذ 6 سنوات، كما كانت لها تجربة تقديم أحد البرامج على إحدى الفضائيات الدينية، تقول: ارتديت النقاب عن حب منذ 14 عاما، لم أهتم وقتها أن أعرف هل هو فرض أم لا ولكننى أحببته على اعتبار أنه زى رأيته مناسبا، ولذلك احتملت الكثير من المعارضات سواء من قبل الأهل، أو من قبل الناس فى المجتمع لأن النقاب وقتها لم يكن منتشرا مثل الآن.
زمان.. وقت أن كان «الالتزام» قليلا كانت المنتقبة تنظر بتفضل لمن غيرها من غير المحجبات أو حتى المحجبات، وربما يوجد فى داخل صفوف المنتقبات أنفسهن، فنجد التى ترتدى القفازين تعدّل على التى لا ترتديهما مثلاً، والتى ترتدى «البيشة» تعدّل على التى لا ترتديها وربما تدعو لها بالهداية.
والمشكلة فى رأيى ليست فى تقبل المنتقبات لغيرهن ولكن المشكلة فى العكس، فعلى الرغم من شيوع ارتداء النقاب فى المجتمع الآن نجد من يمنعه وهذا ليس من حقه، كما أن المنتقبات يتم اضطهادهن فى البرامج الدينية فى الفضائيات بكل أنواعها، فهى ممنوعة من الظهور فى الفضائيات (العادية) وممنوعة من تقاضى أجر مقابل تقديم برنامج دينى فى فضائية دينية.
نهى عادل: متفائلة بتزايد أعداد المنتقبات
نهى عادل، محفظة قرآن فى الخامسة والثلاثين من العمر، ترتدى النقاب منذ 5 سنوات «فقط» للأسف كما تقول، وتفضل التعامل مع المنتقبات والـ«ملتزمين» فهؤلاء لا تجد فى وسطهم «غربة» أو مشاكل.
ترى نهى أن النقاب فرض، لذا فهى لا يمكن أن تخلعه أبدا، وتضيف: «النقاب عبادة وهو المقصود بالحجاب، وأتمنى لو كنت قد عرفت هذا من زمان ولم أرتده متأخرا هكذا، وأدعو الله للمحجبة أن تنتقب لأن هذا هو الصحيح وأتعامل بشكل عادى مع غير المحجبات، وأنا متفائلة بأن عدد المنتقبات يزيد «ماشاء الله لاقوة إلا بالله»، وسيزيد أكثر وأكثر، ولا أرى مشكلة فى ذلك، على العكس، فهو زى جميل ومريح على الأقل بالنسبة لى، فلا أجد حرجا فى التعامل مع أى رجل مادام لا يرى وجهى.
تستنكر نهى أن يطلب أى أحد من المنتقبة أن تكشف عن وجهها إلا لضرورة، تقول: هناك من يستفزنا بالدعوة إلى كشف الوجه بدون داعٍ، وهذا يكون صعب جدا علينا إلا إذا توافرت «امرأة» تقوم بذلك للتحقق من الشخصية، ولكن «عمّال على بطّال» فده معناه أنهم بيرفضونا ولذلك يقومون باستفزازنا، وبيرفضوا حريتنا الشخصية، ونحن أيضا نرفض.
تضيف نهى: «احنا مش معصومين من الخطأ» ، فالبعض يعتبر المنتقبة «ولى» من أولياء الله الصالحين بينما نحن بشر عاديين نخطئ ونصيب، لكن ليس من حق أحد ولو كان شيخ الأزهر أن يعترض على لبسنا، وإذا كانوا شايفين فى النقاب مشكلة، فما يطرحونه من حلول هى بالأساس تعقد المشكلة ولا تحلها.
أم عبد الله: النقاب يؤدى إلى تجانس لون البشرة ويعالج النمش
تعترف «أم عبدالله» 39 سنة، خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1991 أنها منذ 16 عاما، قبل أن ترتدى النقاب، كانت تشمئز من منظر المنتقبات، تقول: «ماكنتش باحب أتكلم معاهم، وكنت باشمئز واستغرب شكلهم، وأنا باعذر دلوقتى الناس لما تنظر للمنتقبة هذه النظرة، بس أنا اتعودت على النقاب لما لبسته ولا أشعر بأننى أرتدى شيئا شاذا».
وتحذر أيضا المنتقبة التى درست بجامعات أمريكا من أن النقاب من الممكن أن يسبب مشكلات صحية تتعلق بالأذن والجيوب الأنفية لمن لديها استعداد مرضى أو إذا كانت من ترتديه كثيرة الخروج والمكوث خارج بيتها ومضطرة بالتالى لارتدائه معظم يومها، إلا أنها ترى فيه مآرب جمالية مهمة، تقول: «ارتداء النقاب يؤدى إلى تجانس لون البشرة، وهو علاج مساعد للنمش والبقع التى تنتج عن التعرض للشمس.
ترى أم عبدالله أن النقاب ليس فرضا، وتنصح من تتعارض ظروف دراستها أو عملها مع النقاب بعدم ارتدائه من الأصل. ومش عيب البنت تخلع النقاب أمام الضابط حتى لو راجل للتحقق من شخصيتها، ولكن أن يكون الهدف من هذه الزوبعة، شىء خبيث يؤدى إلى منع النقاب فى مصر، فبالتأكيد هذه عنصرية، وبالتأكيد مرفوضة.
موضوعات متعلقة..
خالد صلاح يكتب..الجريمة.. منقبة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة