د. خميس الهلباوى

نحن مصريون ولا شىء آخر

الأربعاء، 14 أكتوبر 2009 07:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بسبب حلم المشروع العروبى الوهمى الناصرى.. ضاعت مصر.. كما ضاعت الجولان، والضفة الغربية، والقدس، وسيناء أصبحت منزوعة السلاح، كما استشهد ١٠٠ ألف مصرى.. كما ضاع مائة مليار جنيه. «إحصائية ـ أحمد عبد المعطى حجازى»، وأصبح حال الشعب المصرى يسر عدوا ولا يسر حبيباً.

وضاعت الهوية المصرية لدى بعض المصريين، وازدوجت الشخصية المصرية بفعل الهجمات الشرسة للمصريين المستعربين أو العرب المتمصرين، فما هى حقيقة الأمر هل نحن عرب أم مصريون ؟.

وحين نبحث هل نحن عرب بسبب اللغة؟!، نجد أننا لسنا عربا باللغة، لأن اللغة ليست الهوية، وإلا أصبح اسم الولايات المتحدة الأمريكية هو الولايات المتحدة البريطانية، ويصبح شعبها بريطانياً لأنه يتحدث الانجليزية، ونفس الأمر ينطبق على شعوب دول أمريكا اللاتينية التى تتحدث الإسبانية.. وليست شعوباً أسبانية، وأيضاً البرازيل تتحدث البرتغالية، وليس شعبها برتغالياً ولم يدع ذلك.. كما أن نفس الأمر ينطبق على الكثير من الدول الإفريقية التى تتحدث الفرنسية والهولندية والإنجليزية.. وشعوبها لم تدع أنها شعوب اللغة التى تتحدث بها، إذا اللغة ليست مقياس للهوية، فالهوية بالأرض وليست باللغة!

وحين نبحث هل نحن عرب بسبب الدين الإسلامى؟، نجد أننا لسنا عربا بسبب الديانة، وإلا أصبح شعب إيران المسلم شعباً عربيا، ولكنه شعب فارسى ويتمسك بفاريسيته، ولم يقولوا نحن عرب! وتركيا دولة مسلمة ولم يقولوا نحن عرب! وإندونيسيا دولة مسلمة ولم يقولوا نحن عرب! وعلى هذا فالهوية ليست بالدين بل بالأرض!

كما أن الدول لا يكون لها ديانات لأنها شخصيات اعتبارية لا تزكى ولا تصوم، كما أن كل دولة فى العالم بها «ديانات وعقائد مختلفة». وحين نبحث هل نحن عرباً بسبب الفتح العربى؟!، نجد أننا لسنا عرباً بسبب الفتح العربى، ولسنا أشوريين بسبب الغزو الآشورى؟، ولا فارسيين ولا يونانيين ولا رومانييين «بسبب الغزو الرومانى استمر ٦٧٠ سنة»، ولا عرباً «العرب ٢٢٨ سنة» ولا طولونيين ولا إخشيديين ولا فاطميين.. ولا أيوبيين، ولا مملوكيين و لا تركيين عثمانيين «٤٠٠ سنة» ولا فرنسيين ولا إنجليز؟، وإذا كانت الهوية بالغزوات لأصبحت هوية أى دولة.. "خليط بلا هوية".

يقول أبى العلاء المعرى فى "مصر.. والإحساء أحساء». ما معناه "إن الغزوات الكثيرة التى مرت على مصر، لم تكن إلا تغييراً فى الحكام وليست تغييرًا فى طبيعة الشعب المصرى، لأن بحر مصر الكبير من السكان كان يذيب الغزاة ويمصرهم»، كما قال "لأن مصدر قوتنا هو مصريتنا، فإن تمسكنا بها بقيت مصر، وإن لم نتمسك بها ضاعت مصرنا..!

وقال ما معناه: «إن المشكلة فى مصر.. ليس فى غزوها.. بل فى الوصول إليها! فنادراً ما تجد شعباً.. متماثلاً فى شكله وملامحه، بل وفى طباعه وأخلاقه، بل وفى مزاجه وهواياته.. مثل الشعب المصرى، لذلك فنحن مصريون.

وإذا كنا عرباُ.. فلماذا يدخلوننا من باب الأجانب فى مطار المملكة السعودية؟ ولماذا يكون لمواطنينا كفيل إذا عملوا هناك؟ ولماذا كانت الجزية تفرض على ثمانية ملايين» مصرى.. عند «زيارة» العرب لنا ٦٤١ ميلادية؟ «المقريزى ص ٧٦».

إذا تعثرت مصر انكفأ العرب على وجوههم، والعرب هم العمق الاستراتيجى لمصر، وقد عرفنا مصر ذلك منذ عصر الهكسوس.. والذى أنقذ العرب فى الصوارى، حطين، عين جالوت.. هى مصر!

وهويتنا المصرية؟ لابد من التمسك بها كما حدث فى أوروبا التى قامت بإحياء القوميات ولم تتخل عنها فى السوق الأوروبية المشتركة، ولأن ألمانيا نهضت من هزيمتها فى الحرب العالمية الأولى بإحياء قوميتها. وقد عاشت مصر عصراً ذهبياً ٥٠٠٠ سنة بقوميتها المصرية، ولا ننسى.. حين كان شعارها، "مصر للمصريين"، «النصف الأول من القرن العشرين».

والخلاصة: نحن مصريون .. نتحدث العربية، والعامية، ونؤمن بالوحدة العالمية مع بنى الإنسان.. ومن العار أن تتخلى عن مصريتنا، لحساب ما يسموه عروبتنا، ومن ليس له خير فى مصريته.. ليس له خير حتى فى نفسه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة