كان قلمه من أكثر الأقلام تأثيراً فى وجدان القارئ المتذوق للكلمة، خاصة حين يتحدث عن انتصارات أكتوبر حينما يشعر القارئ بأنه أمام مؤرخ عسكرى على درجة الدقة والتحليل، وعلى وعى كامل بالأحداث، ومع استحضار رحيق وعبق الانتصارات لا يسعك إلا أن تسارع فى الدخول إلى عالمه الشيق الصادق، ومن هذا المنطلق تستحضر عظمته وإبداعه فى شتى مناحى الحياة.
ومن رومانسية إلى دراما تسكب نحوك شلالاً من الأحاسيس الصادقة، وهكذا مع عندليب الصحافة البديع لا تشعر معه بالضيق والملل، وللوهلة الأولى تتأكد أنك أمام عملاق من عمالقة الصحافة، وكما رحل عندليب الغناء المغر وبقيت لنا أصوات "نفيق الضفادع ونعيق البوم". رحل عندليب الصحافة لتجد بعضاً من أشباه الصحفيين والدهماء المتحرشين فكرياً بالصحافة إلا من رحم ربى، كذلك رحل جيل رواد الزمن الجميل ورحلت معه قيم المجتمع وأخلاقياته الجميلة.
وكما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "ستأتى على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويؤمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال السفيه يتكلم فى أمور العامة".
ولهذا نرفع أيادينا إلى السماء لنترحم على العملاق محمود عوض فى ذكرى الأربعين لرحيله والتى مرت الجمعة الماضية، وعزاؤنا الوحيد بقايا مؤلفاته التى تنتمى حقاً إلى بقايا من "هيكل" الزمن الجميل.
مازن محمد يكتب: كلمة لابد منها فى ذكرى الأربعين لرحيل عملاق الكلمة
الأربعاء، 14 أكتوبر 2009 12:27 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة