محمد حمدى

كفاية.. مايحكمش!

الأربعاء، 14 أكتوبر 2009 12:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل خمسة أعوام وعدة أشهر وأثناء جلوسى فى النادى اليونانى الواقع فوق جروبى سليمان باشا، لاحظت بعض الأصدقاء وهم يمررون ورقة للحصول على توقيعات عليها، وهى البيان التأسيسى لحركة كفاية، كانت هذه المرة الأولى التى أسمع فيها عن الحركة، التى أسسها عدد من المثقفين والسياسين وأساتذة الجامعات ورفعت شعار "لا للتمديد.. لا للتوريث".

وفى اعتقدى أن كفاية كحركة معارضة شعبية نجحت نجاحاً منقطع النظير فور تشكيلها، وخلقت حالة شعبية كانت إحدى الأسباب المهمة لتعديل المادة السادسة والسبعين من الدستور وإجراء أول انتخابات رئاسية تعددية فى التاريخ المصرى بين أكثر من مرشح.

لكن كفاية لم تستثمر هذا النجاح وسرعان ما سيطرت عليها كل أمراض النخبة المصرية، وتحولت من حركة احتجاجية نشأت من أجل تحقيق هدف واحد، إلى ما يشبه الحزب السياسى الذى يضم خليطاً متناقضاً من التيارات السياسية المتعارضة من أقصى اليسار العلمانى إلى أقصى اليمين الدينى، بحيث أصبحت صورة مكررة من الاتحاد الاشتراكى الذى حكم مصر فى الستينات والسبعينات.

ومن بين الأخطاء التى وقعت فيها كفاية إعداد برامج سياسية متنوعة فى مجالات شتى، كانت أقرب فى التعبير عن التيار السياسى الذى ينتمى له كل من صاغ برنامجاً، أكثر مما قدمت رؤية سياسية متجانسة وهذا راجع بطبيعة الحال إلى التناقضات السياسية الكبيرة بين الأعضاء.

نظرياً لم يعد التمديد أو التوريث موجوداً فى ظل الانتخابات التعددية، حتى ولو كان لدينا عشرات الأدلة على عدم ضمان نزاهتها، لكن الأساس النظرى لقيام حركة كفاية انتهى.

هذه الأيام يعيد الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد السابق، إنتاج نفس التجربة ولكن باسم مختلف وهو مايحكمش، والغرض واضح هو منع وصول جمال مبارك إلى الحكم أى إعادة شعار لا للتوريث مرة أخرى، وتضم الحركة الوليدة بعض أعضاء حزب الغد الليبرالى، والذى يصنف سياسياً باعتباره حزباً فى يمين الوسط إلى جانب الإخوان المسلميم المنتمين إلى اليمين الدينى إضافة إلى شخصيات متعددة الاتجاهات والمشارب السياسية.

وإذا كانت كفاية تجربة غير مسبوقة فى مصر والعالم العربى واستطاعت خلق حالة من الحراك السياسى، قبل أن يصيبها الوهن، فإن إعادة نفس التجربة تحت اسم مختلف ربما لن يكتب لها النجاح الذى حققته كفاية من قبل لعدة أسباب منها:

الأول: أن وجود أيمن نور نفسه على رأس مؤسسى الحركة الجديدة يمنع الكثير من الناشطين السياسيين من الانخراط فى هذه الحركة فى ضوء التحفظات العديدة حول شخص نور ومسيرته السياسية.

والثانى: أن انضمام الإخوان المسلمين للحركة بشكل رسمى يجذب إليها جماهير الإخوان، لكنه فى نفس الوقت يقف حجر عثرة أمام انضمام الكثير من التيارات السياسية الأخرى.

والثالث: والأهم أن مناهضة ترشيح أى شخص لرئاسة الجمهورية لا تكون عبر حركة نخبوية وإنما بتحرك عريض فى الشارع خلف مرشح واحد يجرى إبرازه ودعمه، وامتلاك أوراق القوة والضغط التى تسمح له بخوض انتخابات رئاسية والفوز بها.. وهو ما يغيب عن مايحكمش وغيرها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة