وصف السادات بالعاطفى والمؤمن الحقيقى..

سياسى بريطانى: مصر خسرت فى حرب أكتوبر!

الأربعاء، 14 أكتوبر 2009 03:00 م
سياسى بريطانى: مصر خسرت فى حرب أكتوبر! أوين وزير خارجية بريطانيا الأسبق مع هيكل
كتب شعبان هدية وأحمد أبو غزالة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجر ديفيد أوين وزير خارجية بريطانيا الأسبق، مفاجأة كبيرة، بتأكيده أن حرب أكتوبر 1973كانت هزيمة لمصر، قبل أن يتراجع عن هذا لاحقا بسبب شدة الانتقادات ليكتفى بالقول إن مصر لم تحقق النصر فى هذه الحرب، وذكر أن تسوية القضية الفلسطينية ممكنة، لكنها تحتاج طرفين، محملا مصر وإسرائيل المسئولية تجاه الوضع فى غزة الذى وصفه بالكابوس.

وأوضح أوين فى الجلسة الختامية لدورة مؤسسة هيكل للصحافة العربية حول "الصحافة عبر الحدود"، أنه بالنظر إلى الحدود العسكرية قبل بداية الحرب ونهايتها، كانت الدبابات الإسرائيلية على مشارف القاهرة، وأن القوات المصرية لم تستطع إيقافها لأكثر من 24 ساعة، مشيرا إلى أن مصر لو كانت اكتفت بوضع استراتيجية محددة لاسترداد قناة السويس فقط، والجزء الذى تغطيه حائط الصواريخ المصرى، أو فى حال استيراد مصر من الاتحاد السوفيتى لصواريخ دفاع جوى متنقلة وليست ثابتة لتؤمن القوات المهاجمة فى شرق القناة، لكانت مصر حققت نصرا كبيرا.

وأضاف أنه فى حال اشتراك الأردن فى هذه الحرب لأمكن للعرب تحقيق نصر أكبر، إلا أن الخطة اقتصرت على مصر وسوريا.

ورغم تأكيد أوين على أن أكتوبر كانت مفاجأة لإسرائيل والغرب، وأنها كانت عملية مدهشة، إلا أنه تمسك بأن الحقائق تقول إن مصر لم تنتصر فى هذه الحرب، وسرد تفاصل لقاءات اتفاقية السلام، خاصة عندما زار مناحم بيجن بريطانيا والقاعة التى وقع فيها وعد بلفور، حتى أن بيجن اعتبر القاعة مكانا دينيا، ووصف بيجن والسادات وكارتر بأنهم كانوا جميعا لديهم وازع دينى، وأن السادات تحديدا كان مؤمنا بحق ولم يكن يدعى ذلك، وكان السادات، وكذلك بيجن عاطفيين تجاه القضية وما يؤمنان به، حتى أنه اعتبر توقيع اتفاقية السلام بأنها جاءت لشعور الثلاثة أن كلا منهم مدين للآخر، ولولا هذا ما تم توقيع الاتفاق.

وكشف أن محللا عسكريا بريطانيا أصدر كتابا حول حرب أكتوبر استند فيه إلى أحاديث وحوارات لكيسنجر، وبالخرائط التى توضح الحدود العسكرية وأن مصر لم تحقق انتصارا.

وبرر أوين صدور وعد بلفور بأنه جاء فى ظروف صعبة لبريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى، وكانت تجرى الأمور فى غير صالحها واحتاجت لمثل هذا القرار، قائلا: " لا أعتقد، وعد بلفور كان مفيدا"، وذلك بالنظر إلى السياق الذى جاء فيه والظروف التى أحاطت به.

وشدد أوين على أن مشكلة غزة مسئوليتها فى الأساس تقع على مصر، لأنها أقرب جارة وأكبر دولة عربية، وأكد أن الغرب وبريطاينا أخطئوا فى عدم تعاملهم مع حماس بعد انتصارها فى الانتخابات، موضحا أنه يمكن تفهم إسرائيل فى موقفها تجاه حماس، ولكن بالنسبة للغرب وأمريكا، فإنه عندما نقبل الانتخابات ولا نقبل نتائجها فإننا نوجه ضربة قوية جدا للديمقراطية التى نؤمن بها، مشددا على أن الديمقراطية لا تتجزأ.

ووصف أوين الوضع فى غزة بأنه كابوس، مضيفا أنه منذ انشغاله بالأوضاع فى غزة 1966، والأمور الآن أصبحت أكثر سوءا عما سبق، وغزة الآن تعانى من تدهور كبير ومشكلة فلسطين لن تحل باستمرار معاناة غزة.

وأوضح انه غير متفائل لأن الأمور تسير فى الطريق الخاطئ ،ومع هذا أشار إلى أن التسوية ممكنة لكنها تحتاج طرفين ومسؤولية من مصر تجاه غزة، موضحاً أن إسرائيل تتحمل أيضاً مسئولية كبيرة تجاه غزة، خاصة إذا كانت أطراف فى إسرائيل ترى أن الوضع الحال أفضل من التسوية.

وكشف أن أمريكا لا تستطيع أن تملى أو تفرض شيئا على إسرائيل دون حساب رد الفعل القوى اليهودية فى أمريكا، ولكنه أشار إلى إمكانية أن تساعد أمريكا إسرائيل، خاصة فى ظل وجود الرئيس باراك أوباما الذى يعد أول رئيس يتخذ إجراءات قوية تجاه المستوطنات وأول إدارة تطبق حلولا ذات أطراف متعددة .

واتهم الصحف العربية بعدم التوازن فى تناول القضية الفلسطينية، ودعا الصحفيين العرب لعدم المطالبة بأشياء غير واقعية مثل المطالبة بحق العودة الشامل للفلسطينيين، موضحا أن ذلك الأمر غير قابل للتطبيق بسبب الزيادة السكانية فى إسرائيل وفلسطين، وأن مثل تلك المطالبات تضر بموقف الفلسطينيين فى التفاوض، وأن المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين واقعيون عندما يتفاوضون، ولكن الصحف لها دور كبير.

وأشار إلى أن الصحف الإسرائيلية أيضاً تطالب بأشياء غير واقعية. وأوضح أن التفاوض يعنى تنازلات صعبة جداً من الطرفين، وخصوصاً قضية القدس، حيث يجب على الطرفين أن يصلا إلى حل لا يضر الفلسطينيين والإسرائيليين معاً.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة