سعيد شعيب

انتهاك الحقوق

الأربعاء، 14 أكتوبر 2009 12:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو كنت مثلى من راكبى مترو الأنفاق لسمعت مئات المرات المذيعة صاحبة الصوت الجميل وهى تبشرك بأن الغرامات زادت، ثم تحاول إقناعك أن هذا لمصلحتك، فهيئة المترو فى النهاية لن تستطيع تقديم الخدمة للمواطنين إذا كان هناك مثلا من لا يدفع التذاكر.

بالطبع ليس لدى أى اعتراض على زيادة الغرامات، بل أنا كنت من المعجبين بالنظام الصارم فى المترو.. وكنت أراه دليلا لى ولغيرى على أن كذب المقولة التى تؤكد أن عموم المصريين "هكذا" يكرهون النظام والنظافة، فالأمر فى النهاية يتعلق فى الأساس بتقديم خدمة محترمة، فلابد أن يحترمها الناس.

لكن، وآه من لكن، المذيعة صاحبة الصوت الجميل فى الإذاعة الداخلية للمترو لم تتحدث عن الحقوق، أقصد طبعا حقوق الذين يمولون من جيوبهم هذه الهيئة، وفى الحقيقة هى كثيرة، منها مثلا:

1- كيف يحصل المواطن على حقه إذا تعطل المترو، وهذا يحدث، وبالتالى تتعطل مصالحه؟
2- لمن يشكو من الملصقات التى تغمر العربات؟
3- غياب الرقابة على الباعة الجائلين داخل العربات؟
4- لمن يشكو وكيف يأخذ حقه، من تعطل ماكينات التذاكر، وهو ما يؤدى إلى تكدس الناس أمامها وضياع وقتهم وتأخرهم عن أعمالهم؟

حكى لى أخى وصديقى الصحفى المعروف جمال فهمى أنه كان يعالج ابنته فى باريس، وذهل عندما وجد فى الأماكن البارزة فى المستشفى يافطات مكتوب عليها بحروف واضحة حقوق المريض.. فهم يحترمون الحقوق، ويؤكدون عليها حتى لمن لا يعرفها. وأكثر ما لفت نظره عندما قرأها أن فيها حق الألم، أى الشكوى من الألم والتعبير عنه بحرية كاملة، فليس منطقيا فى رأيهم أن يتألم المريض كل هذا الألم ولا يصرخ.

هذه بلاد محترمة، ولكن للأسف هنا فى بلدنا، الثقافة السائدة هى الواجبات، وليس الحقوق، ففى العمل مطلوب منك أن تعمل بإخلاص ولكن لا تحصل على ما يكفيك لحياة كريمة. وتدفع من أموالك للحصول على خدمة، فيأخذون المال و"ينشفو ريقك" حتى تحصل على حقك. الحكومة تفرض قوانين جديدة، منها مثلا قانون المرور، الذى رفع سقف الغرامات، ولكن ذات الحكومة ليست مشغولة بحقوقك فى طرق نظيفة و"مش مكسرة". إنها ثقافة فاسدة، ثقافة الجباية، ثقافة الأسياد والعبيد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة