بدأت الثورة فى القاهرة عام 1952، ووصلتنا فى الصعيد فى عهد الرئيس حسنى مبارك1981 بمجىء الرئيس مبارك إلى الحكم، الصعيد قبل مبارك وبعد مبارك هذا هو التاريخ الحقيقى للتنمية فى الصعيد.
قبل مبارك كان فى كل قرية بها آلاف السكان تليفون واحد فى نقطة الشرطة أو فى دوار العمدة، بعد حسنى مبارك دخلنا عالم الدى سى إل والدخول السريع على الإنترنت، وأصبحنا جزءا من العالم الحديث. دخلنا عالم الموبايل والساتلايت دش، والعولمة، ففى كل بيت أكثر من خط تليفون مباشر. قبل مبارك كان الاتصال عن طريق السنترال وكنا نسمع من دوار العمدة "أيوه يامصر.. يمصر.. وينقطع الخط". أما الآن فخطنا مع مصر مفتوح.
قبل مبارك كانت الطرق المرصوفة فى الصعيد هى طريق واحد شرق النيل وكان الطريق الغربى السريع ترابيا، وفى عهد مبارك هناك عشرات الطرق السريعة شرق النيل وغربة، والأسفلت وصل إلى مداخل القرى والنجوع، قبل مبارك كان نصف الأطفال فى الصعيد يموتون من الحصبة والجفاف وكثير من الأمراض العادية التى يمكن القضاء عليها بالتطعيم، أما الآن يطعم الأطفال فى المستشفيات والبيوت والوحدات الصحية إلزاميا، وبذلك قلت دمعات الأمهات التى كانت تنهمر على فقدان الرضع فى كل قرية وكل نجع فى الصعيد.
قبل مبارك كان النور متناثرا بين مدن الصعيد الكبرى قنا، أسوان، جرجا، قوص، آسنا، فقط، وكانت القرى غارقة فى الظلام بكل أنواعه، بعد مبارك لا تجد فقط النور فى البيوت فى القرى والنجوع، ولكن أيضا فى الشوارع العامة فى القرى، وفى مداخل القرى، هذا التنوير هو ما نعرفه عن ثورة مبارك، أما الثورة الأولى رغم أهميتها، فلم تصل ألينا إلا عندما وصل مبارك للحكم.
أعرف أن هناك من المتشككين ممن سيرموننى بالنفاق السياسى لانتمائى للحزب الذى يقوده مبارك، ولكن الحائق تكذب الغطاس، وأدعو المتشككين أن يقارنوا بين صعيد عبدالناصر والسادات وصعيد مبارك بأمانة وموضوعية.
قبل مبارك كنا نسمع عن المكتبات فى المدن الكبرى وفى الجامعات، وكان حظ الصعيد من القراءة يسير جدا، أما بعد مبارك ومبادرة السيدة للقراءة للجميع، عرف الصعايدة المكتبات.
قبل مبارك كان متنفس مدن الصعيد هو الذهاب إلى القرى المجاورة لرؤية الخضرة والنضرة والزراعة، أما اليوم فهناك الكثير من الحدائق فى المدن الصغيرة والكبيرة.
قبل مبارك كانت أقرب مستشفى للقرية تبع عنها بما يقرب من ثلاثين إلى خمسين كيلو مترا، وتحتاج إلى رحلة شاقة إلى المدينة إن كان لديك مريض، أما بعد مبارك فهناك الوحدات الصحية فى كل قرية.
لا أقول أن كل شىء وصل إلى حد الكمال، ولكن الفرق بين ما قبل مبارك وما بعد مبارك فى الصعيد بالذات هو الثورة الحقيقية التى اجتاحت مصر، وأتحدى بالحقائق، لا بالكلام.
"وفى النهاية نقول كل عام وأنت بخير ياريس".
جمال فندى، مذيع بالقناة الثامنة، وأمين إعلام الحزب الوطنى مركز نقادة محافظة قنا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة