لوس أنجلوس تايمز: واشنطن قلقة من الخلافة فى مصر والسعودية

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009 07:23 م
لوس أنجلوس تايمز: واشنطن قلقة من الخلافة فى مصر والسعودية تزايد مخاوف واشنطن إزاء مسألة الخلافة فى مصر والسعودية
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت صحيفة لوس أنجلوس تايمز فى تقرير أعده مراسلها فى القاهرة جيفرى فليشمان، بتسليط الضوء على تزايد مخاوف واشنطن إزاء مسألة الخلافة فى دولتين تعتبران من أبرز حلفائها فى منطقة الشرق الأوسط، مصر والسعودية.

يستهل فليشمان تقريره قائلاً إن الرئيس حسنى مبارك وملك السعودية، الملك عبد الله تمكنا خلال فترة حكمهما الطويلة من سحق حركات المعارضة السياسية فى البلاد، ولكنهما فى الوقت نفسه لعبا دوراً محورياً لا يمكن إغفاله فى تحريك دفة سياسات الشرق الأوسط، لذا ليس مثيراً للدهشة أن يثير الحديث عن الخلافة مخاوف واشنطن من أن تبدأ عهداً جديداً مع القاهرة والرياض بدون شخصيتين لطالما حظيتا باحترام وتقدير أبناء المنطقة وكانت لهما الكلمة العليا.

يقول فليشمان إنه على الرغم من أن الزعيمين لم يبديا أى رغبة فى التنحى عن منصبيهما، حيث إن فترة حكم مبارك ممتدة حتى عام 2011 بينما تستمر فترة حكم الملك إلى أن يقرر إنهاءها، فقد بدأ تعب ونصب السنوات يلقى بظلاله عليهما. وزادت الأقاويل فى مصر حول اعتلاء جمال مبارك لكرسى الرئاسة كخليفة لوالده، وبالمثل تكشفت عدة سيناريوهات للقيادة فى بيت آل سعود الحاكم.

ومع ذلك، يرى مسئول بارز فى وزارة الخارجية الأمريكية، رفض الكشف عن هويته نظراً لحساسية الموضوع، أن الولايات المتحدة تدرك جيداً أن علاقتها مع الدولتين "عميقة وشاملة بدرجة كافية لتصمد فى وجه الضغوط التى قد تنبع من أى تحول فى موازين القوى". غير أن غياب كل من مبارك والملك عبد الله سيؤثر مما لا شك فيه على مستقبل الشرق الأوسط المضطرب.

البصمات التى خلفها كل من القائدين على مشهد سياسات الشرق الأوسط لا يمكن أن تمحى، فمبارك عكف على إحلال السلام فى المنطقة وحافظ على متانة السلام بين مصر وإسرائيل، مما أثر فى نهاية المطاف على مصداقيته فى مصر، بينما حول عبد الله ثروة المملكة النفطية إلى قوة دبلوماسية جعلت من الرياض، العاصمة السعودية، قوة يمتد تأثيرها من بيروت إلى كابول فى أفغانستان. وتمكن كل من مبارك وعبد الله من تنحية عداءات تاريخية بين الدولتين وتعاونا على التصدى لما يعتبرونه تهديدا رئيسيا أمام العالم العربى الإسلامى السنى، والمتمثل فى وجود دولة إيرانية شيعية مسلحة نووياً، وفى تنامى مد التشدد الإسلامى الممتد من شمال أفريقيا إلى إندونيسيا.

ويشير معد التقرير إلى أن الاستراتيجية التى تتبناها كل من مصر والسعودية، والتى تراعى مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، ليس من المحتمل أن يغيرها خلفاؤهما، خاصة وأن القادة الجدد نتاج الطبقة الحاكمة هناك. ولكن الذى سيتغير هو مضى عقود سادت خلالها الخبرة واعتاد العالم على رؤية مبارك وعبد الله.

ويتوقع فليشمان أن تقوم إيران وسوريا وحلفاؤهما الإسلاميون، حزب الله فى لبنان وحماس فى قطاع غزة، بالتحرك سريعاً لإثارة غضب من سيخلف القائدين، وأغلب الظن سيحاول الإصلاحيون وجماعات المعارضة، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، الضغط على الرئيس الجديد لتحقيق بعض الحريات السياسية واستئصال شبكات أمن الدولة التى استقطبت منظمات حقوق الإنسان الدولية وواشنطن بسبب عمليات التعذيب والسجن والانتهاكات الجسيمة الأخرى.

يقول عمرو حمزاوى، خبير فى شئون الشرق الأوسط فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، إن "الولايات المتحدة يجب أن تخشى إمكانية ترك أى من القائدين للساحة السياسية، لأن إيران وسوريا سيستغلان غياب مبارك والملك عبد الله". غير أن نبيل فهمى، السفير المصرى السابق للولايات المتحدة الأمريكية، يرى أن "مصر والسعودية بين أشد المؤيدين لعلاقة مفتوحة مع الغرب، وخاصة واشنطن، لذا أنا لست قلقاً من حدوث تغير فى القيادة مثل كثيرين فى الغرب".

وتضع الصحيفة جمال مبارك وعمر سليمان على رأس قائمة الخلافة، لافتة إلى أن مبارك الابن يفتقر إلى الخبرة الحكومية وحنكة السياسة الخارجية، ولكنه على الرغم من ذلك، يؤيد حدوث إصلاح اقتصادى قوى يدفع البلاد قدماً، كما يبدو أكثر دعماً لحقوق الإنسان من والده.

وتذكر الصحيفة هنا أن العلاقات التى تربط مصر وواشنطن، والتى تعززها معونة سنوية بمقدار 1.2 مليار دولار، قد صمدت أثناء تحولات سياسية كثيرة وتوتر العلاقات. ومن ناحية أخرى، يرى فليشمان أن سيناريو الخلافة فى المملكة العربية السعودية يشوبه وجود عوامل تقدم العمر والمرض والنزاع بين أفراد الأسرة المالكة التى تنقسم بين معتدل ومتشدد، ومع ذلك يبقى الأكثر حظاً لخلافة الملك عبد الله، الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولكنه فى عقده الثامن من العمر ويعانى من عدة أمراض.

ويلى عبد العزيز على قائمة الخلافة، وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، الذى يبلغ من العمر 76 عاما، ويعرف بارتباطه برجال الدين الوهابيين الأصوليين الذين عارضوا محاولات الملك لإجراء بعض الإصلاحات المتواضعة لتخفيف قبضة الدين على المدارس والمحاكم والمؤسسات الأخرى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة