أكرم القصاص

الوزارة والوزير والخط الساخن

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا نعرف من الذى اخترع الخط الساخن، طبعاً اخترع من أجل خدمة التوصيل للمطاعم والمحلات، لكنه تحول إلى أحد مظاهر الادعاء والوجاهة والإعلانات الدائمة للوزارات حتى تهرب من المسئولية، وعلى ذكر الخط الساخن فإنه ومنذ بداية العام الدراسى، تم الإعلان عن خطط الوزارة الموضوعة لمواجهة أنفلونزا الخنازير، من تقسيم الفصول والفترات، وتقليل كثافة الفصول، وفرض إجراءات النظافة على المدارس.

بدأ العام وتبخرت الخطط، المدارس لم توفر أدوات النظافة، ولم تستكمل إجراءات الوقاية، أدوات نظافة ظهرت فقط فى إعلان الوزير أثناء جولاته، وتنقلت الكمامات وأدوات النظافة، مع الوزير، واختفت بعدها، والمدارس البعيدة عن الوزير بعيدة عن الإجراءات.
قبل أن يمر الأسبوع الأول للدراسة تكشفت الوقائع، أن بعض المدارس الحكومية تخلو من الحد الأدنى للوقاية الطبيعية، وكثافة الفصول تتجاوز الستين طالبا، وتصل فى بعض الأحيان إلى سبعين وأكثر، وهى أعداد تكفى وحدها لتمثل مرضاً حتى من دون أنفلونزا الخنازير، فضلاً عن كون هذه الكثافة العددية، لا يمكن أن تسمح بمرور المعلومات والمناهج من المدرس للتلميذ، فهى عبء على الاثنين، وتبدو الفصول كأنها عنابر سجن وليست فصولا فى مدارس، لكن بعض المدارس اخترعت حيلاً لتحقيق كل شروط الوزارة، بتسريب بعض التلاميذ لتقليل الكثافة، فى عملية طرد غير رسمية تسير مع القانون، وتخالفه بالمعروف.

وفى محافظات الصعيد وبحرى هناك مبان يستحيل أن يطلق عليها اسم مدرسة، بينما هى أقرب للحظائر، وبعضها تشارك الحيوانات التلاميذ وتتلقى المناهج وتساهم بوجودها فى العملية التعليمية.

هذا عن المدارس الحكومية، أما المدارس الخاصة فقد استغلت أزمة أنفلونزا الخنازير ورفعت المصروفات على طريقة نجيب الريحانى «الشىء لزوم الشىء»، وعلى ولى الأمر الذى يريد مزيدا من الحماية أن يدفع مزيدا من الفلوس، واخترعت بعض المدارس وسائل جديدة لجذب أموال الآباء، بتقديم عروض مثل عروض السوبر ماركت، عن فصول مميزة، ومناهج أكثر حماية، وطبعاً تضاعفت الدروس الخصوصية، ووجد «الخصوصيون» فرصة كبرى فى الوباء القادم لخصخصة الدروس، وتحقيق أعلى الأرباح.

وهناك مدارس خاصة غير مطابقة لأى مواصفات صحية أو تعليمية، وبالرغم من خضوعها للتفتيش، فقد حصلت على شهادات جودة ومرت بمخالفاتها وحظيت برضا الوزير.
كل هذه المخالفات والالتفافات على قرارات وزارة التعليم، وماتزال الوزارة والوزير يؤكدان أن كل شىء يسر حسب الخطة الموضوعة، وخرج وزير التعليم فى ثياب المسئولين وأعلن فى الإعلام أن الوزارة خصصت خطا ساخنا لتلقى الشكاوى من أولياء الأمور حول أحوال المدارس، وطبعاً اتصل الناس بالخط الساخن، وأبلغوا، وشكرتهم الموظفة أو الموظف فى إذاعة الخط الساخن، ولم يتغير شىء.

ظلت المدارس الحكومية مكتظة والخاصة مزدحمة، وبعضها حول السطوح لفصول، تحت سمع وبصر الوزارة، والوزير والخط الساخن.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة