فازت بها "كاترين شميت"..

الفائزة بنوبل تخسر جائزة ألمانيا للكتاب

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009 12:39 م
الفائزة بنوبل تخسر جائزة ألمانيا للكتاب هيرتا مولر الفائزة بنوبل هذا العام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
400 من المدعويين فى قاعة "قيصر" بمبنى بلدية فرانكورت ترقبوا إعلان اسم الفائز بجائزة ألمانيا للكتاب لهذا العام. الفائزة تعيش فى برلين، نشأت تحت سطوة الشيوعية وتعتمد فى كتاباتها على السيرة الذاتية، ولكنها ليست هيرتا مولر التى أصابت العالم بالدهشة منذ أيام حين أعلنت أكاديمية نوبل عن فوزها بجائزة نوبل للآداب.

بين المدعويين كانت أيضا هيرتا مولر التى قابلها الجميع بتصفيق حاد حين دخلت القاعة، وإلى جوارها جلس خمسة أدباء لم يكن أحدهم يحلم باقتناص الجائزة من صاحبة نوبل التى بات فوزها بجائزة ألمانيا أمرا شبه مؤكد. كانت لجنة التحكيم تقف أمام خيارين كليهما صعب: إما أن تمنح الجائزة لـ"هيرتا مولر" لتأكيد استحقاقها بجائزة نوبل بعد أن شكك الكثيرون داخل وخارج ألمانيا فى مستواها الأدبى، أو أن تمنحها لكاتب آخر من بين المرشحين الخمسة الآخرين، حتى لا يلوم عليها أحد أنها عامت على موجة نوبل وتجاهلت باقى الكتاب.

انحازت اللجنة للخيار الثانى وفجرت مفاجأة جديدة حين قررت منح الجائزة للكاتبة "كاترين شميت" عن روايتها " لن تموتى"، وهى رواية سيرة ذاتية تحكى فيها شميت قصة عودتها للحياة من مرض بدأ بنزيف حاد بالمخ وأودى بها إلى غيبوبة طويلة. تصف الرواية جهود امرأة أربعينية لاستعادة ذاكرتها وتعلم اللغة والتعرف على أبنائها من جديد. مدحت لجنة التحكيم "روح التهكم الطاغية على تناول شميت للمرض والعجز ولغتها الجميلة الساخرة".

يبدو أن الأزمة المالية العالمية قد ساهمت فى رواج الأعمال الأدبية التى تمنح الأمل وتهزأ من المصائب. فمن بين أكثر الكتب مبيعا بألمانيا هذه الأيام نجد أربعة كتب عن مرضى استطاعوا قهر السرطان. ولكن الجديد فى رواية "لن تموتى" هو تخففها من الجرعات العاطفية الزائدة واعتمادها على تدوين يوميات المرض بلغة ساخرة. ويمكن مقارنتها فى لغتها ومضمونها برواية الراحل أسامة الدناصورى "كلبى الحبيب.. كلبى الهَرِم".

ومن الواضح أيضا أن موضوع "الذاكرة" وأدب السيرة الذاتية هما الطاغيان على معظم الأعمال التى وصلت للقائمة القصيرة لجائزة ألمانيا هذا العام، وهى رواية "أرجوحة الأنفاس" لـ"هيرتا مولر" والتى فازت بها بجائزة نوبل منذ أيام، ورواية "بُعد سنوات ضوئية" التى كتبها "راينر ميركل" وتدور حول رحلة يقوم بها شاب مع عشيقته فى الصحراء، حيث يفقدها ويفقد السيطرة على حياته ويفر إلى ذاكرته التى تقوده إلى مصائب ماضيه، ورواية "عن الخرير" لـ"نوربرت شوير" التى تحكى قصة رجل مات أبوه وفقد أخوه عقله فعاد إلى مسقط رأسه يجلس على نهر صغير يصغى لخرير الماء ويتذكر أيام طفولته مع أسرته، ورواية "عبور الحدود" لـ"شتيفن توم" وهى العمل الأول له. وجميعها أعمال تؤكد عودة الأدب الألمانى للواقعية مرة أخرى وبُعده تدريجيا عن الغرائبية والفانتازيا.

وصرح "هيربرت فينكلز" رئيس لجنة التحكيم بأن رواية "لن تموتى" هى أكثر عمل أقنع جميع أعضاء اللجنة المكونة من سبعة نقاد. وقال "بالطبع دار النقاش حول هيرتا مولر، ولكن اللجنة قررت أن تتجاهل ذلك وتتخذ قرارها وكأنها لم تعرف بفوزها بنوبل".

وفى أول رد فعل لها قالت "شميت" بكل صراحة: "سعيدة جدا أن هذه الجائزة ستحل مشاكلى المادية التى أعانى منها حاليا". ولدت شميت عام 1958 بمقاطعة "تورينجن" بشرق ألمانيا، وعاشت مثل هيرتا مولر تحت سطوة الحكم الشيوعى حتى انهيار حائط برلين عام 1989. كاترين شميت تعيش اليوم فى برلين ولها خمسة أطفال.

جدير بالذكر أن قيمة الجائزة هى 25000 يورو، ولكن المكسب الحقيقى للكاتبة الفائزة هو القفز إلى قائمة أفضل المبيعات وإمكانية ترجمة روايتها لعدد كبير من اللغات. إضافة إلى ذلك قد تسرق شميت الأضواء من هيرتا مولر فى معرض فرانكفورت للكتاب الذى سيتم افتتاحه اليوم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة