الشاعر عبد الرحيم الماسخ يكتب: جُذور

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009 08:08 م
الشاعر عبد الرحيم الماسخ يكتب: جُذور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آنَ لى أنْ أنفِّضَ الحُزنَ عنِّى * وأعِيرَ الورَى لسانَ المُغَنِّى
فيرى فُسحةَ الخلاصِ وقد ضمّتْ إلى صدرِها حدائقَ فَنِّ
رضعَتْ فازدهرتْ، وأقبلَ من أفنانِها العطرُ فى ثراءٍ أغنِّ
فاتِحًا للربيع فى مُهَجِ الطير مَدىً بين حظوةٍ وتمنِّى
بعدما اغتالهُ الحريقُ الذى أشعلَهُ الحقدُ لائذًا بالتجنِّى
عندما فاته السِباقُ، فما أمسكَ غيرَ انبثاقهِ المُتدَنِّى
فدجَا الصُبحُ فى العيون، وضاقَ الكونُ بالحُبِّ والجمال كسِجن ِ
ما درَى أنّ للجُذور التى تحفظُها الأرضُ مُنتهَى كُلِّ غُصنِ
فإذا مسَّها الغمامُ تساقتْ * فتلاقتْ بصُبْحِها المُطمئنِّ
فإذا القفرُ طائرٌ ريشهُ الشمسُ أطلّتْ على فراديس حُسن ِ
وأقامتْ على المحبّةِ والإخلاصِ فاستمسكتْ بأحْصَنِ رُكن ِ
والجراحُ التى تُعلِّمُنا الحِرصَ سلاحٌ عن الندامةِ يُغنى.

إثبات شكوى
لأنّ بعينيكِ أغنية ٌ سكنَتْ
صفّقَ الصمتُ عندَ ابتسامِهما
وشكتْ وردة ٌ جُرحَها للجهاتِ التى تُطلقُ الشوك
طيفٌ تخلَّقَ من وتَرٍ، قال: مُلكى بعينيكِ زال
وكانَ على شجر ثمرًا/ حُلمًا فى كتاب الكرى
يستعيدُ الربيعُ بهِ زهرةَ البُرتقال
احتمَى العطرُ بالنور
والنورُ فسَّرَ ألوانَهُ حين سال
مِن العينِ بحرًا وحقلا وشمسا
فحطّتْ طيورٌ / سؤالٌ على ظِلِّهِ
وخلاءٌ أقامَ دوائرَهُ باتِّساعِ المُحيط
الرُؤى لا تُحِيط ُ بأغنيةٍ لاصطوانتِها إبرة ُ القلب
والصمتُ نومٌ يُجَدِّدُ أصواتنا قبَسًا قبسا
فى ظلام التغرُّبِ بين الهوى واحتمال!
لأنّ بعينيكِ أغنيًة
شقَّ قلبى سؤالٌ: لمَن كلُّ هذا التوَلُّهِ
والشجَنِ المُتوَرِّدِ
والرفَّةِ السُندسيَّةِ
والفورانِ المُدَجَّجِ بالأرَج
الأغصُنِ القمريَّةِ فى غابة الليل
أنشودةٌ فى عُروق الصدى نبضتْ
نقضتْ غزْلَ أيّامِها موعِدًا موعدا
وأقامتْ معابِرَ أشواقِها فوقَ بحرِ الرمال
بعينيكِ أغنية ٌ
بى حنينٌ إلى كوكبٍ خارج ٍ من دمي
لا تُعِيدُ ملامحُهُ صورًة تُمسكُ الروحَ فى مطرٍ حائرٍ
ولكِ البرقُ رقرَقَ فى جسدى أنهُرَ البوح
فابتهجى بانطلاقك
إنى ابتهجتُ بقيدى!

ملجأ
هل للمُروءةِ والإخلاص من باقى ؟
والطُهرُ مُجتمِعًا يمشى لإحراق ِ
إذا تلفّتَ للماضى تُحاصرهُ
أفعى الظلام بأنيابٍ وأحداق ِ
وكيف يُفلتُ من آفاقِها؟ ولها
حولَ الحياةِ مداراتٌ كأطواق ِ
إنْ ينفذِ البعضُ من أقطارها، فلهُ
يأسٌ يُعذبهُ فى بعضهِ الباقى
أو يبقَ يبقَ أسيرَ الليل مُنصرفا
عن الحياةِ لأوهام وإطراقِ
يُضيءُ شمعتَهُ للريح , يعملُ
للحُلم الذبيحِ، وينسى عقله الراقى
وهكذا تنتهى الأعمارُ تائهة
تُردَى فتوحاتُها الكبرى بأنفاقِ
ولو تلاقحَتِ الأفكارُ، لانبجَستْ
من عينِها الشمسُ فى دفءٍ وإشراقِ
فسيّلتْ من جبالِ الثلج أوديًة
تروى وتُطعِمُ من فيضٍ بإغداقِ
فتستقيمُ صفوفُ الحُلم فى ثقةٍ
تعلو إلى الخُلدِ فى عِلمِ وأخلاقِ
وإنما العِلمُ والأخلاقُ مُلتجأ ٌ
للانطلاق بلا ذُلٍّ وإخفاقِ





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة