صدر مؤخرًا عن دار "الثقافة الجديدة" كتاب اشتراكية القرن، للمفكر الماركسى سمير أمين.
ويتساءل أمين فى كتابه: "هل الاشتراكية مجرد حلم طوباوى يستحيل تحقيقه؟" ويؤكد أن هذا السؤال شغل باله لفترة طويلة، فخصص له هذا الكتاب الذى يؤكد فيه أن الاشتراكية لم تفشل، ليس فقط لأن الاتحاد السوفيتى لم يكن اشتراكيا، وإنما أيضا لأن الرأسمالية مرحلة عابرة فى التاريخ وفى القرن العشرين، وهو قرن الموجة الأولى وليست الوحيدة لمحاولة بناء الاشتراكية. ونحن فى مرحلة الشيخوخة الرأسمالية وتنفيذ مشروع السيطرة الأمريكية على الكوكب.
ويشير إلى أن الرأسمالية قد تحولت إلى البربرية وأنها تندفع مباشرة إلى الإبادة الجماعية، وأصبح من الضرورى أن يحل محلها منطق آخر، طالما ترغب فى بناء عالم مؤسس على التضامن بين البشر لا المنافسة.
ويمضى المؤلف مؤكدا أن مرحلة الانتقال الطويل من الرأسمالية العالمية نحو اشتراكية عالمية هى الأخرى لا يمكن إلا أن تكون عملية طويلة من متطلبات اختراع مرحلة جديدة من الحضارة، تغلق المرحلة العابرة للرأسمالية التى دخلت مرحلة أفول نهائية. والكتاب الذى يقع فى 400 صفحة من القطع الكبير يناقش فيه المؤلف الأسباب التى أدت إلى فشل الفلسطينيين والعرب فى مواجهة المشروع الصهيونى.
وسمير أمين انشغل منذ كتاباته الأولى، ليس فقط بمحاولة تحليل الواقع عمليا، وإنما أيضا بوضع تصورات للمستقبل استنادا إلى نظرة شاملة للتاريخ وفهم عميق لآليات الاقتصاد العالمى وعدم تجاهل الخصوصيات المحلية. ومن أهم أعماله "التراكم على الصعيد العالمى" و"التطور اللا متكافئ"، ويطرح هذا الكتاب الأسئلة المعاصرة التى جاء بها القرن الواحد والعشرون، ويقترح إجابات من واقع التحليل العلمى للواقع الذى يتغذى بالممارسة الفعلية؛ إذ يقوم المؤلف بدور نشط فى الحركة العالمية ضد العولمة الرأسمالية.
