براء الخطيب

نعم.. نحن نزرع الكراهية

الإثنين، 12 أكتوبر 2009 07:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين الحين والآخر يخرج علينا أحد الطامحين للحاق بقطار الانتهازية - ولا نقول الخيانة تأدبا - والشعبطة فى مؤخرة قطار الطامحين لثروة "الشيكيلات" الإسرائيلية بعد إجراء المقابلات الصحفية مع نتانياهو، أو استضافة السفير الإسرائيلى فى مؤسسات محترمة يمتلكها الشعب المصرى، ليصبح هؤلاء الطامحون لـ"الشيكيلات" الإسرائيلية أصحاب مؤسسات ضخمة تدر عليهم الثروات الملوثة وتمنحهم أرصدة فى بنوك "سويسرا"، كما تمنح أسماءهم شهرة كريهة لا قيمة لها، فيخرج علينا أحدهم وهو يتصور أنه يلقمنا بحجر الانتهازية فى أفواهنا ويتهمنا بـ"زرع الكراهية" بيننا وبين إسرائيل، وأن هذا "لا يؤدى فى النهاية إلا إلى خلق أجيال متعاقبة يملؤها الكراهية والعقد النفسية وتعطيل خطط التنمية والتفرغ للحروب ولتأليف الأغانى الوطنية والأشعار القومجية".

وبالطبع فإن صاحب هذا الكلام الساقط يحاول أن يلعب دور المنجم الذى يجزم بأن كراهيتنا لعدونا وقاتل أطفالنا وشبابنا ومنتهك أرضنا وعرضنا سوف تخلق أجيالاً متعاقبة يملؤها الكراهية والعقد النفسية، وهو لا يعرف هو وأمثاله أن كراهيتنا لعدونا وقاتل أطفالنا وشبابنا ومنتهك أرضنا وعرضنا سوف تخلق أجيالا من بناة الوطن الأحرار الشرفاء الذين لا يلتقطون "الشيكيلات" الإسرائيلية من تحت أقدام نتانياهو والسفير الإسرائيلى، وأنه ما دام الصراع قائما فإن إمكانية استرداد كل الأرض سوف يظل باقيا.

أما كلامه عن "تعطيل خطط التنمية" فنلفت نظره - إن كان عنده ثمة نظر- أن العدو الذى يلومنا لكراهيته لم يكف ولا يكف عن تنمية نفسه، ولم يشتك من أن كراهيتنا له تعوقه عن التنمية، بل كانت كراهيتنا له تمنحه محاولات جبارة لتنمية نفسه، فالكلام عن كراهيتنا لعدونا وقاتل أطفالنا وشبابنا ومنتهك أرضنا وعرضنا تعوقنا عن التنمية هو مجرد كلام ساقط أيضا، فكما ينمى العدو نفسه وسط الصراع علينا أن ننجز تنمية وطننا بما يستحقه، أما كلامه عن "التفرغ للحروب ولتأليف الأغانى الوطنية والأشعار القومجية" فهو كلام لا يستحق الرد عليه لأننا لم نتفرغ لشن الحروب بل نقاوم حروباً يشنها العدو الكريه علينا، فهى حروب قد فرضت علينا، أما تأليف الأغانى والأشعار فلم تكن فى يوم من الأيام من تأليف المقاومين بل كانت كلها من تأليف أمثاله من المنبطحين، والذين لاكوا أغانى مزيفة عن سلامهم المزيف الذين يحاولون به خديعة خلق الله، وسوف يتصور المنبطح أنه يلقمنا حجرا عندما يقول "...وإذا كان معتنقو هذا التيارات صادقين بالفعل فى كلامهم، فليضربوا لنا المثل الأعلى بأن يتطوعوا هم أو حتى يتطوع أبناؤهم بالذهاب لأماكن القتال أو الجهاد – فى غزة أو إسرائيل أو العراق - ومحاربة الأعداء بدلا من بيع الكلام والأوهام وهم جالسون فى الغرف المكيفة والضحك على الطيبين وفقراء الفكر".

فنقول له: أولا فقد صور لك جهلك أن تقول "معتنقو هذا التيارات" بدلا من أن تقول "هذه التيارات" وليست هذه ملاحظة شكلية كما أنها ليست خطأ مطبعياً، بل هى عبارة تعكس الجهل بأبسط قواعد اللغة، وثانيا هو كلام سطحى لأن أبسط البسطاء يعرف كيف قاتل الشعب المصرى وكم دفع من تضحيات ودماء الشهداء من أبنائه وأشقائه، وأن كل الذين مازالوا يصرون على زرع الكراهية لعدونا وقاتل أطفالنا وشبابنا ومنتهك أرضنا وعرضنا هم الذين مازالوا يدفعون من جهدهم وعرقهم وقوت أولادهم، هم الذين دفعوا ومازالوا يدفعون الثمن وسوف يدفعون الثمن دائما، ويمكنك أن تسأل بنفسك على سالم نفسه عنهم فهو يعرفهم جيدا، مصيبتنا فى على سالم كبيرة، لأنه كاتب كبير، لأنه موهوب حقيقى، مصيبتنا فى على سالم أننا أحببناه منذ أتى من دمياط ليعمل فى "مسرح العرائس" ويتحفنا بمسرحيته "ولا العفاريت الزرق"، مصيبتنا فى على سالم أنه ذكرنا بنبيه سرحان، وإذا كنت لا تعرف نبيه سرحان فيمكنك أن تسأل على سالم عنه، فقد كان صديقه وسوف يقول لك على سالم إن نبيه سرحان هو شاب مصرى اسمه الأصلى يوسف سمير كانت له محاولات شعرية ثم اختفى من الوسط الثقافى، وظهر فى إسرائيل بعد ذلك بعشر سنوات، وتحديدا بعد زيارة "السادات" لإسرائيل، وهو الآن أبو المطربة الإسرائيلية "حياة سمير"، وهو الذى اختفى عشر سنوات فى إسرائيل تحت أسماء مختلفة، وقال عن نفسه بأنه يهودى من أصل ليبى، حتى زيارة السادات للقدس، عندما وقف أمام الرئيس المصرى الراحل السادات فى مطار "بن جوريون"، وقال له: أنا هنا فى إسرائيل خلف الميكروفون، وأهلا بك معنا فى إسرائيل يا ريس".

ويمكنك أن تطلب من على سالم أن يحكى لك كيف سخر هو نفسه من ذلك، أنت لا تدافع عن على سالم، بل مثلك هو من يلطخ اسم على سالم بدفاعك عنه، فأنت لا تعرفه قطعا ولا تعرف كيف عاش؟ ولا كيف استشهد شقيقه الأكبر، نحن من يهاجم على سالم غضبا منه وأسفا عليه، نحن نعرفه جيدا، نحن من عشنا معه وصادقناه وأكلنا معه المكرونة وساندويتشات الفول والطعمية وشربنا معه أطنانا من شوربة العدس، نحن من نعرف حجم موهبة على سالم، ونحن من يعرف كم كانت قيمته، لذلك فإن من حقنا أن نغضب من على سالم، فنحن من منحناه حبنا قبل أن تمنحه جامعة "بن جوريون" الدكتوراه الفخرية، ولن أخجل من أن أقول لك إنى بكيت يوم أن أعلنت جامعة "بن جوريون" من النقب، فى مدينة بئر السبع جنوبى إسرائيل منحه الدكتوراه الفخرية، حيث جاء إعلانها فى ذكرى نكسة 67.

نحن منحنا على سالم حبنا قبل أن تمنحه مؤسسة "تراين" الأمريكية، جائزتها الخمسين ألف دولار حيث تسلمها من يد السفير الأمريكى فى لندن، فقط خمسين ألف دولار، نعم سوف نظل نزرع كراهية إسرائيل فى نفوس أبنائنا، لأن إسرائيل لم تقتل أطفالنا وأشقاءنا وآباءنا فحسب، بل سوف تظل تقتل مستقبلنا ومستقبل أبنائنا ومستقبل وطننا، إسرائيل لم تسرق أرضنا فحسب بل سرقت منا بعضاً ممن كنا نحبهم وبكينا كثيرا عليهم لأنها سرقتهم منا، ومازالت مستمرة كما أنها لن تكف عن محاولة سرقة الموهوبين من شعبنا، لذلك فنحن نزرع كراهية إسرائيل، ولن نكف عن زرع كراهية إسرائيل بالرغم من تهجمات المنبطحين علينا لكنا نؤكد لكم أن ما تحصلون عليه من "الشيكلات" الإسرائيلية سوف يسرى ناراً فى ضمائركم الميتة، قبل أن يسرى فى بطونكم التى انتفخت لتكون كروشاً من الثروات المدنسة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة