الخبير الأمنى اللواء سامح سيف اليزل فى حواره مع "اليوم السابع" يؤكد:

"حرب الجواسيس" أظهر رجال المخابرات "بسذاجة"

الإثنين، 12 أكتوبر 2009 02:08 م
 "حرب الجواسيس" أظهر رجال المخابرات "بسذاجة" الخبير الأمنى اللواء سامح سيف اليزل
حاوره أحمد سعيد - تصوير عمرو دياب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دائما ما تثير دراما الجاسوسية العديد من التساؤلات حول عمل ضابط المخابرات، والآلية التى يتم بها تجنيد الجواسيس، ويزخر تاريخ المخابرات المصرية بالعديد من العمليات الناجحة والتى تحول بعضها إلى مسلسلات درامية وأفلام سينمائية حققت لأصحابها مزيدا من الشهرة وحولتهم إلى أبطال مثل رأفت الهجان، وجمعة الشوان، وأخيرا مسلسل سامية فهمى، والذى أثار العديد من الانتقادات.

وحول عمليات الجاسوسية ما بين الدراما والحقيقة، التقت "اليوم السابع" باللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمنى الاستراتيجى فى الحوار التالى:

ما ضوابط ظهور رجل المخابرات فى الدراما؟
لا توجد ضوابط محددة لما يجب أن يظهر عليه رجل المخابرات من عدمه، إلا أنه لابد أن يظهر بشكل محترم وبشكل يبجل هذه الوظيفة، ولا يسبب خللا فى الناحية المظهرية لضابط المخابرات.

ماذا عن المهارات الشخصية للممثل الذى يقوم بتجسيد هذه الشخصيات؟
لا يمكن أن نضع الممثل فى اختبارات مهارية واختبارات ذكاء قبل السماح له بأداء هذه الأدوار، حيث ترجع هذه القياسات إلى المخرج والمنتج والشركة القائمة على خروج هذه العمل إلى النور، لكن جرى العرف فى مثل تلك الظروف أن يتم انتقاء شخصيات جيدة وممثلين ذات خبرة لديهم القدرة على أداء مثل هذه الأدوار بحرفية عالية.

وماذا يتم عند مخالفة السيناريوهات لهذه الضوابط؟
سيناريو أى عمل يتم مراجعته مراجعة جيدة قبل الموافقة عليه من قبل الجهاز الأمنى، إضافة إلى مراجعته مرة أخرى بعد تصويره وقبل عرضه مباشرة، كما أحب توضيح أن دورنا يقتصر على مراجعة النواحى الأمنية فقط فى تلك الأعمال بمعنى أننا لا نتدخل فى الملابس أو غيرها من الأمور الإخراجية العادية، وإنما نرفض أن يتضمن العمل إهانة لجهاز المخابرات أو عمله، أو الإفصاح عن أية معلومات غير مصرح بها، أو التسبب فى وضع مصر فى أية مشكلة سياسية مع دولة أخرى.

هل يتم اختيار مؤلفين معينيين لإسناد تلك القصص المخابراتية لهم؟
نعم.

وكيف يتم اختيارهم؟
يتم انتقاء مؤلفين لديهم خبرة فى هذا المجال، أثبتوا بالفعل من خلال أعمال سابقة أنهم قادرون على التعامل مع مثل هذه النوعية من الأعمال، ومن بين هؤلاء: صالح مرسى، ونبيل فاروق، وبشير الديك.

ولماذا تفرج المخابرات عن هذه القصص فى توقيتات معينة؟
فى بعض الأحيان ترغب المخابرات فى إذاعة بعض عملياتها، ويكون أمامها عدد من البدائل التى من بينها تقديمها فى شكل أعمال درامية، وأحيانا يحدث العكس بمعنى أن تفرج المخابرات عن القصة لأحد الكتاب لتحويلها إلى كتاب ثم تنشر فى الأسواق، مثل عملية سامية فهمى التى نشرها صالح مرسى فى كتابين، ثم تحولت فيما بعد إلى مسلسل بعد أن أعاد صياغتها المؤلف بشير الديك وعرضها مرة أخرى على أجهزة الأمن للحصول على موافقة للعرض.

كيف يمكن أن نتنبأ بالإفراج عن عملية معينة فى توقيت معين؟
لا يمكن، حيث يختلف جهاز المخابرات المصرى عن غيره من الأجهزة المخابراتية فى هذا الأمر، فلا نلتزم بالإفراج عن عملية معينة بعد حدوثها بـ 20 أو 30 أو 50 عاما كما تفعل أجهزة أخر، والدليل أن عملية رأفت الهجان نشرت بعد انتهائها بـ 18 عاما فقط، لوجود أمر مباشر بخروجها إلى النور، وهكذا.

ومن المخول له إصدار مثل هذا الأمر؟
الأجهزة الأمنية.

ألا يوجد تنسيق على الأقل بين الأجهزة الأمنية والقيادة السياسية لدراسة مثل هذا الأمر واختيار العملية الأنسب للإعلان عنها؟
يجوز.

ما رأيك فى مسلسل "حرب الجواسيس"؟
فى مجمله جيد، إلا أنه أظهر التصرفات الأمنية لرجال المخابرات بـ "الساذجة"، وهو ما يتنافى تماما مع حقيقة هؤلاء الرجال، وفيما يتعلق بالقصة، فالمعلومات الحقيقية التى تضمنتها قصة المسلسل لا تتعدى 20%.

شاهدنا سامية فهمى فى مسلسل "حرب الجواسيس" تصرخ فى وجه ضابط المخابرات وتعامله بحدة، فما رأيك؟
هذا لا يحدث فى الحقيقة على الإطلاق، وإنما السياق الدرامى للمسلسل أراد أن يوضح الانقلاب الذى تفجر فى شخصية سامية فهمى من الضد إلى الوطنية الشديدة، فكان من الضرورى للسياق الدرامى – حسب رؤية صناع العمل – حدوث ذلك.

لماذا لا تقدم المخابرات نصائح وتلفت نظر مخرجى هذه الأعمال لفنيات عمل ضابط المخابرات؟
هذا الأمر لا يوجد فى مصر ولا بأى مكان آخر بالعالم، إلا أن هناك مخرجين مشهودا لهم بالكفاءة فى مثل هذه الأعمال سواء كانت عمليات عسكرية أو أخرى مخابراتية.

البعض قال إن ما قدمه المسلسل عن قصة سامية فهمى يختلف عن الحقيقة؟
لم يحدث اختلاف بالمعنى المفهوم، بل حدث تضخيم للأمر، حيث لم تتعد أيام تواجد سامية فهمى فى إيطاليا سوى 9 أيام، إلا أن رغبة صناع العمل فى تقديم 30 حلقة من المسلسل لأيام شهر رمضان بالكامل كانت لها هذه النتيجة، إضافة إلى أن الملفات السرية ذاخرة بعمليات أكبر وأكثر خطورة من تلك العملية، وهذا لا يعد تقليل من شأنها بل هى كذلك بالفعل.

ما أكثر الأعمال الدرامية أو السينمائية التى لاقت إعجابك فى هذا المجال؟
رأفت الهجان جيد جدا، الصعود إلى الهاوية جيد جدا، دموع فى عيون وقحة جيد جدا، ومن بعدهم إعدام ميت.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة